مالذي يميز نظام أبل أو أجهزة أبل عن باقي الأجهزة؟ سؤال يسأله الكثيرون ويقولون لو كان التميز في مواصفات الهاتف نفسه فهناك أجهزة تملك مواصفات تفوق أجهزة الآي فون و الأي باد. وإن كان علي نظام التشغيل فمعظم برامج ال iOS توجد مثيل لها في الأندرويد وأحيانا في السيمبيان وويندوز فون… لكن هناك ميزة بأنظمة أبل وأجهزتها لا منافس لها في جميع هواتف العالم. إنه الدعم المستقبلي والاهتمام بالعميل والترقية وسنسعى لإظهار جميع الأنظمة الشهيرة وهي أي.أو.إس – أندرويد -البلاكبيري- الويندوز فون. لكن سنركز بشكل أساسي علي نظام أبل ومنافسة الأقوى حاليا وهو الأندرويد.
قبل كل شيء يجب أن نعلم أولا أهمية التحديثات؟ التحديثات لا تهتم فقط بإضافة مزايا جديدة أو زيادة سرعة الجهاز لكن هناك سبب آخر هام للغاية وهو الأمان فعندما يصدر نظام تشغيل يبدأ المخترقون والمخربون فوراً بدراسة ثغرات النظام الجديد ثم البدء في اختراقه وسرقة بياناتك الشخصية وكما ذكرنا من قبل تأمين الاجهزة ضد الاختراقات تحدي كبير للشركات لذلك عندما يكون هناك تحديثات لجهازك فإن الشركة تعمل علي إغلاق الثغرات المكتشفة ومن هنا تأتي أهمية التحديثات.
ايضاً هناك تحدي اخر امام الشركات ومطورين أنظمة التشغيل حيث أن كثرة إصدارات أنظمة التشغيل يشتت المطورين ويجعلهم في صراع لإبقاء برامجهم تعمل مع اخر تحديثات نظام التشغيل وعلى كل الأجهزة التي تدعم هذا النظام وكمثال أجهزة الأندرويد في 3 أعوام فقط أصبحت تنتشر في 7 إصدارات مختلفة على عدة أجهزة معظمها لا يمكن ترقية إصداره للأحدث فيجب علي المطور إما أن يبذل جهد مضاعف لمراعاة ال 7 إصدارات أو يقرر تخصيص برنامجه لإصدارين مثلا فيقلل من سوق بيع تطبيقاتة ويفقد دعم بعض الأجهزة.
نظام أبل هو النظام الأفضل لدعم للمستخدم والمطور فهو ينتشر في 3 إصدارات (3.1.3 للهاتف الأصلي و4.2.1 لـ 3G و5.0.1 لباقي الاجهزة) وهذا خلال 4 أعوام ونصف من هذا النظام فبحساب الفارق الزمني نجد متوسط عام ونصف لنظام التشغيل لأبل مقابل 5 أشهر لأندرويد.
اما لماذا هو الأفضل للمستخدم لأن مشتري أي جهاز به نظام iOS يحصل علي 3 سنوات من الدعم المستمر فهاتف الآي فون الأول انتج بالإصدار iOS 1.0 في عام 2007 ثم حصل علي iOS 3.0 عام 2008 ثم iOS 3.0 عام 2009 والمثل مع باقي الأجهزة فمثال أخر جهاز 3G استمر في الحصول علي التحديثات من الإصدار iOS 2.0 إلي الإصدارة iOS 4.2.1 وأيضا هاتف 3GS بدأ من الإصدار iOS 3.0 إلي أخر إصدارة وهي iOS 5.0.1 ونستطيع أن نجزم أن التحديث القادم 5.1 سوف يحصل عليه إن شاء الله. حسنا كيف الحال مع الأنظمة الأخرى؟ ونبدأ بال بلاك بيري:
فبالنسبة لنظام البلاك بيري فأنظمته كثيرة للغاية وتكاد تكون معقدة وكل هاتف يصدر بنظام مخصوص به وأحيانا كل مشغل هواتف يحصل علي إصدارة خاصة له وكانت الترقية من إصدارة لأخرى مثل 5 إلى 6 تصبح في أضيق الحدود وقليلا ما تحدث وأخيرا أعلنت شركة Research in Motion عن نظامها الجديد BB OS 7 وأعلنت انه لن يحصل عليه أي جهاز سابق علي هذا التحديث أي انك لو كنت قد اشتريت احدث جهاز بلاك بيري في العالم قبل صدور هذا النظام فلن يصبح بمقدورك الحصول علي النظام الجديد.
ولا يختلف الحال مع الويندوز موبيل (فون) فكانت معظم الهواتف لا يسمح لها بالترقية من إصدار إلي أخرى فمثلا لا يسمح لإصدار 6 للترقية إلي الإصدار 6.5 الذي صدر بعدة بعامين لكن شركة مايكروسوفت بدأت في تعديل ذلك من الإصدار 7 حيث أعلنت أنها ستسعي أن تحصل جميع الأجهزة التي تحمل هذا النظام علي الترقية إلي 7.5 لكن ماذا بالنسبة للأشخاص الذي اشتروا الهواتف قبل الإصدار WP7 ؟ الإجابة لا ترقية لهم… ملحوظة: قبل شهر 11/2010 كانت جميع الهواتف الجديدة تحمل نظام 6.5 وصدر الإصدار 7.5 في 9/2011 ولا يوجد أي هاتف يستطيع الترقية من 6.5 إلي 7.5 أي انك تشتري الهاتف ولا يمكنك الحصول علي تحديث صدر بعد 10 أشهر فقط من هذا الإصدار ومعظمهم لم يرقوا أصلا إلي 7 الذي صدر في 11/2010. حسنا كيف الحال مع الغريم الأقوى حاليا الأندرويد.
انتشر نظام الأندرويد بشكل قوي للغاية فطبقا لأحدث إحصائيات شركة جوجول فإن هناك حاليا 190 مليون جهاز أندرويد ويتم تفعيل نصف مليون جهاز إضافي يوميا لكن للأسف رغم هذا الانتشار القوي فإن نظام أندرويد لم يختلف عن الآخرين فطبقا لجوجول فإن نسبة 10.7% من مستخدمي الأندرويد هم علي إصدارة Eclair و40.7% علي إصدارة Froyo و44.4% علي خبز الزنجبيل Gingerbread وهناك نسخة Honeycomb مخصصة لأجهزة التابلت والنسخة الجديدة Ice-cream Sandwich بالإضافة لنسخ أخري قديمة. ولقد قامت شركة بحثية أمريكية بدراسة 18 هاتف أندرويد بالسوق الأمريكي صدروا خلال ال 3 سنوات الماضية وكانت المفاجئة أن هناك 3 أجهزة فقط استمرت في الحصول علي تحديثات من 2009 إلي 2011 وأيضا وجدوا أنه لا يوجد أي جهاز تقريبا صدر خلال 2009 أو 2010 سيحصل علي النسخة الرابعة وأن معظم الأجهزة التي صدرت في 2011 لن تحصل علي الإصدارة الجديدة (Ice-cream Sandwich) وهذه صدمة فعلية لكثير من المستخدمين ولكي تتخيل هذا انظر إلي أسماء الأجهزة التالية علي سبيل المثال فقط وليس الحصر(HTC Desire S -Incredible S- I9001 Galaxy S- LG Optimus 3D – ATRIX 4G) كل هذه الهواتف أنتجت في عام 2011 وأقل هاتف منهم في المواصفات يتفوق علي مواصفات الآي فون 4 وبعضهم يعمل بمعالج A9 الخاص بالآي فون 4S لكن رغم ذلك لا يعلم مالكو هذه الأجهزة هل سيمكنهم الترقية إلي الإصدار الجديد أم لا(محلوظة بعض الهواتف السابقة أعلن أنها سوف تحصل علي أندرويد 4 بعد شهر من ظهور النسخة ونتيجة لضغط من المستخدمين) فليس معقولا أن تدفع في هاتف 500$ ولا تحصل علي أي ترقية لجهازك. هل تصدقون أن هاتف Nexus One من جوجول نفسها لن يحمل النظام الجديد بالرغم صدوره من 21 شهر فقط! أي أن جوجول لا تدعم حتى هاتفها نفسه. وأضافت الشركة بالبحث الخاص بها أن 40% من أجهزة الأندرويد لا تحصل علي أي ترقية نهائيا ولو ترقية فرعية داخل نفس الإصدار وتظل بنفس النسخة التي تأتي من البائع.
حتى لا نظلم شركة جوجول و نظام أندرويد يجب أن نقول أن السبب الأساسي لذلك هو أن ابل تنتج الهاتف ونظام فتعلم جيدا كيف تطور نظامها أما جوجول تنتج نظام تشغيل فقط وهي غير مسئولة عن الهواتف التي تنتج. الخلاصة أن شركة أبل لكونها تصنع نظام التشغيل والهاتف فيمكنها دعم المستخدم وهذه ميزة مشتري الآي فون حيث انه يضمن أن هاتفة لن يظل كما أشتراه وسيحصل علي تحديثات تعالج الأخطاء والنقص فمثلا قديما عند صدور الآي فون 3G لم يكن الهاتف يملك زوم بالكاميرا أو يستقبل رسائل مصورة ولا يوجد به لغة عربية… نعم هذا كان الهاتف لكن بالتحديثات تم معالجة كل ما سبق فلو كانت أبل مثل باقي الشركات لا تقدم تحديثات لهواتفها كان 3G سيظل إلي اليوم ينقصه هذه الأساسيات .
والجميع يتذكر أيام نوكيا حين نشترى هاتف وبعدها بعدة شهور يصدر هاتف جديد والفرق الوحيد يكاد يكون نظام التشغيل، اما مع أجهزة الأي فون والأي بود تاتش والأي باد، تقوم آبل بتحديثات تشعرك انك تملك جهاز جديد او على الاقل اضافتك لجهازك الكثير بدون ان تدفع اي شيئ، هذا ما يجعل نظام أي.أو.إس الافضل.
مستخدم أبل يدفع مبلغ كبير للحصول علي هاتف بالإضافة لدعم 3 سنوات وهذا هو أحد أسرار قوة أبل وسبب حبنا له لأننا لن نشتري كل عام هاتف جديد فهل تري الترقية ميزة هامة لمنتجات أبل عن غيرها؟
المصدر theunderstatement