منذ ما يقرب من عام تقريباً انضممت إلى عالم الهواتف الذكية وقد وفقنى الله باختيار هاتف غنى عن التعريف… إنه الآي فون 4… وطبعاً كمستخدم جديد في عالم الهواتف الذكية ونظام التشغيل iOS 4 آنذاك فقد وجدت صعوبة في بادئ الامر لكن والحمد لله فقد استطعت بفضل الله ثم بالاستعانة ببعض الاصدقاء وبالبحث على المواقع الالكترونية ان أتقن التعامل مع نظام التشغيل وكذلك بقائى دوما على اطلاع بما هو جديد في عالم الهواتف الذكية وبرامجها…
وحتى لا أطيل عليكم فانني كثيراً ما كنت أقرأ في المواقع الالكترونية احتداد الحوار حينما يذكر عملاقى الهواتف الذكية أبل” و “سامسونج”… فريق مؤيد وآخر معارض ويصل الامر في بعض الاحيان الى التعصب القوى اللا منطقي .. وكنت دائما اراقب اطراف الجدال بين الطرفين من بعيد دون التدخل في الحوار أو النقاش نهائياً.
ولكن في أحد المرات كنت جالسا مع أحد أصدقائي من مستخدمي نظام أندرويد وتبادلنا أطراف الحديث عن نظامى التشغيل وأحتد الحوار بيننا حول قوة وضعف النظامين وتطور الحديث بيننا إلى التطرق للمكونات المادية لعملاقى الاجهزة الذكية الآي فون والجالاكسي S2 وخصوصا بعد طرح أبل لجهازها الآي فون 4S والذى جاء مخيبا للامال مقارنة بمواصفات جهاز الجالاكسي S2… فالفارق بين الجهازين كبير جدا في كل المكونات المادية تقريباً .. ناهيك عن باقى الاشياء الهامة والتى تعد دائماً من نقاط ضعف أبل وأذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر (نقل الملقات عن طريق البلوتوث – الذاكرة الخارجية – تبديل البطارية – البرامج المجانية – سهولة نظام التشغيل وامكانية الاضافة والتعديل عليه).
وعلية فقد عقدت النية وتوكلت على الله وقمت بتغيير جهازى الذكي وأشتريت جالاكسي S2 وانبهرت في بادئ الامر بكبر حجم الشاشة وسطوع ألوانها ودقتها وسمك الجهاز وخفة وزنه وبدأت كأي مستخدم مبتدأ في الدخول على الماركت الخاص بــ الأندرويد وتحميل البرامج الاساسية بالنسبة لي والتي تتلخص في برامج المحادثة والصور والفيديو والبرامج الدينية وإلى غير ذلك من التطبيقات.
للوهلة الاولى تلاحظ الفارق الشاسع بين متجر أبل ومتجر أندرويد في طريقة العرض ونوع وكم البرامج الموجود في المتجرين فالفارق واضحا جليا في عدد التطبيقات عامة وعدد التطبيقات الموجهة للمستخدم العربى خاصة فإنك نادرا ما تحصل على تطبيق خدمى خاص بدولتك او بمنطقتك التى تعيش فيها على متجر أندرويد وذلك بخلاف متجر أبل كذلك فان متجر أبل يتميز بكثرة وتنوع تطبيقات الاطفال التعليمية والمسلية والتطبيقات العربية والدينية المختلفة وهذا ما يفتقر إليه متجر أندرويد بكل تاكيد… وكان من باب اولى على شركة بحجم شركة جوجل (أكثر من 200 مليون جهاز تقريبا يعمل بالأندرويد) أن تلقي ببصيص من الإهتمام بمستخدميها خاصة وأننا نتحدث عن نظام تشغيل تعمل به قاعدة عريضة من شركات الهواتف الذكية (سامسونج – اتش تى سى – ال جى – هاواوى – ايسر … الخ) تجاه حصانة النظام ووفرة التطبيقات وضبط معاييرها وجودتها.
اما عن ضعف تطبيقات أندرويد فحدث ولا حرج من حيث التصميم والشكل والاداء أيضاً… والسبب معروف للجميع فأي شخص يستطيع طرح تطبيق على الماركت بدون رقابة او اي شيئ وبالتالى فالتطبيقات الموجودة على المتجر غير آمنه تماماً وأنت كمستخدم معرض دوماً للإختراق من الهاكرز في اى وقت (وهذا ما حدث لى بالفعل في أول يوم إشتريت به جهاز الأندرويد… تعرضت لسرقه الايميل الخاص بى) وبرغم ان وبالفعل تحاول جوجل تحاول التصدى إلى هذا الأمر الا ان انتشار التطبيقات الخبيثة لم يتوقف واخرها برنامج خبيث يضرب اجهزة أندرويد في الصين، وحتى لا أطيل يمكنكم البحث على محرك البحث الخاص بـــ جوجل عن اضرار وضعف نظام أندرويد.
اما بخصوص بعض التطبيقات المشهورة التي قمت بتنزيالها من متجر أندرويد فسوف اذكر لكم بعض المشاكل التى واجهتنى انا شخصيا معها واذكر منها:
- برنامج Yahoo messenger في حال استقبالى مكالمة صوتية او فيديو من أى صديق فإن الجهاز يقوم بإخطاري بورود مكالمة صوتية عن طريق نغمة الرنين المعروفة للياهو ولكنك لا تستطيع الرد علية احيانا … واحياناً ترد عليه فعلاً ويظل الرنين مستمر وأوقات اخرى استقبل مكالمتين في آن واحد من متصل واحد… وفي هذه الحالة يجب على الخروج من البرنامج او إعادة تشغيل الجهاز
- برنامج Viber لا أستطيع اجراء اى مكالمه صوتية من خلاله ولا حتى استقبال اية مكالمة صوتية … ففي افضل الاحوال استطيع عمل (Missed Call) او حتى استقبال (Missed Call)
- برنامج Whatsapp إستقبل الرسائل مكتوبة (بالمقلوب) (بولقملاب)
- برنامج Skype نفس مشكلة الياهو ولكن احيانا لا توجد اية مشكلة
- برنامج Sygic الخاص بالملاحة عند الضغط عليه لفتحه واستخدامه تفاجأ بانه يفتح لاكثر من مرة او حتى بعد اغلاقه.
المشاكل اعلاه بالطبع ليست مشاكل نظام أندرويد لكن هذه تطبيقات مشهورة ومهمة وليست المشاكل حصريه عندى فقط بل لدى الكثير من مستخدمى أندرويد ولا اخفى عليكم بعض المشاكل العامة واذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر :
- في حال ارسال رساله نصية الى اى شخص ولا املك الرصيد الكافى لارسال الرساله تقوم الشبكة بارسال رساله لتبيهى نحو ذلك… المشكلة تتخلص في استمرار ورود الرسالة وتكرارها… وحل تلك المشكلة هو اعادة تشغيل الجهاز.
- ضعف الالعاب التى تعمل تحت نظام التشغيل أندرويد مقابل التى تعمل تحت نظام اى او اس من حيث الجرافيك والتصميم.
- استغلال نظام التشغيل (لدى أندرويد) لمصادر الجهاز المختلفة مقابل الاستغلال الامثل لأبل لمصادرها .. فقد لاحظت بنفسى الفارق الكبير بين الجهازين في استغلال مصادر الجهاز من سرعه المعالج والذاكرة وخلافة لدرجة انك فعلا لا تشعر بالفارق الفعلى بين كلا الجهازين (اذا ما وضعت المواصفات المادية لكلا الجهازين جنبا الى جنب) ، ويمكن الرجوع الى مقال أفكار خاطئة حول تعدد المهام في نظام اى او اس… وقد شعرت بذلك فعلاً بعد استخدام الجهازين.
- وفيما يخص النقطة السابقة فاننى لاحظت ان مدة شحن وبقاء بطارية الهاتف جلاكسى اس 2 مقارنة ب الآي فون 4 سيئة جداً (بطارية جلاكسى 1650 ملى امبير مقابل 1432 ملى امبير للآي فون) فبطارية جلاكسى تحتاج الى وقت اطول بكثر جدا لشحنها مقابل بطارية اى فون ومدة بقائها قصيرة جدا مقابل الآي فون.
- مشكلة الدعم المستقبلي لدى أندرويد غير متوفرة مقابل الدعم المستقبلي المستمر لدى اي فون. فانا حالياً أعمل تحت إصدار خبز الجنزبيل ولا أستطيع الترقية إلى الآيس كريم ساندوتش! وفي حال ذلك يجب على عمل الروت (الجيلبريك بالنسبة للآي فون).
- اصبحت الان كمالك لجهاز سامسونج ونظام تشغيل أندرويد كمستخدم نوكيا قديما فكل نصف ساعه تعلن شركة سامسونج عن ظهور جهاز جديد اخر… وبالتالي فلن تستطيع الاستمتاع بجهازك لمدة اكثر من ثلاثة اشهر وستخسر الكثير من النقود في حال الترقية.
- طبعاً لا يخفى عليكم توفر وتنوع وانتشار الإكسسوارات الخاصة بشركة أبل مقابل أي شركة أخرى تستخدم الأندرويد.
- عدم وجود برنامج لإدارة الجهاز مع الكمبيوتر عن طريق الكابل الخاص به ولا يوجد تزامن لاسلكي مع الكمبيوتر.
- وضع ازرار التحكم لدى جلاكسى سئ جدا مقابل الآي فون.
- لاحظت في حال إستخدم الجهاز كمستقبل واى فاى بطئ سرعه الانترنت تماما مقابل الآي فون (تجربة شخصية).
- يجب في حال استخدام خاصية الجى بى اس او البلوتوث أو الواي فاي تفعيل الخدمة في كل مرة!
- حساس الإضائة في الجهاز سئ جدا في حال استقبال المكالمات واقتراب الهاتف من وجهك.
وفي النهاية اعلم أنني أطلت الحديث ولكن ارجو لمن قرأ مقالي هذا أن يعلم جيدا أنها المرة الأولى التي أكتب او أنشر اى تقرير أو مقال على الإنترنت. اعلم جيداً أننى حديث العهد بنظام التشغيل أندرويد ولم اتجاوز العشر ايام… وربما استطيع حل بعض هذه المشاكل مستقبلاً لكن ليس من المفترض ان اواجه كل هذا في البداية! علماً بأننى كنت من مستخدمي الآي او اس طوال تسعه اشهر ومفعل الجيلبريك على جهازى ولم أشكو لمرة واحدة من أى مشكلة بالنظام أو البرامج التى تعمل علية او حتى بطئ الجهاز. وعلى اي حال انا لم اقصد من تقريري هذا الا المصلحة العامة، والله الموفق.
كاتب المقال: أحمد صالح