أبل تعيش عصرها الذهبى الآن بعد تحقيقها دخل 108 مليار دولار خلال عام 2011 بصافي ربح في الربع الأخير من العام يقدر بـ 13.06 مليار دولار ووصلت السيولة النقدية في حسابات أبل بالبنوك إلى 100 مليار دولار تقريباً ووصول القيمة السوقية للشركة إلى 460 مليار دولار (أي اكثر من القيمة السوقية لمايكروسوفت وجوجل سوياً) ووصل سعر سهم آبل الى القرب من 500 دولار، كما استطاعت بإطلاق ال 4S تقليل الفارق بينها وبين الأندرويد من حيث عدد الاجهزة، وصول القيمة السوقية لمتجر برامج أبل 12 ضعف القيمة السوقية لمتجر أندرويد وسيطرة ال iPad على اكثر من ثلثى سوق التابلت بالعالم… ومع كل هذه الأرقام يتضح جلياً انه العصر الذهبى لأبل … ولكن هل سيتسمر هذا؟ ان ركنت أبل على انجزاتها وتوقفت أبل عن الابداع، كما صعدت بسرعة الصاروخ سيكون انهيارها بسرعة الضوء… هل تظن ان هذا مستحيل؟ لا هذا نشاهده كثيراً في عصرنا الحديث وتابع معنا لترى ان كان هذا ممكن أم لا، وهل حدث هذا من قبل ام لا!
البداية مع الشركة الكندية RIM الشهيرة التى كانت منذ اعوام اسطورة في مجال الهواتف الذكية ونحن نذكر منذ اعوام فقط انك بمجرد سماع ان هذا الشخص يتعامل مع هاتف بلاكبيري تشعر انه يستعمل هاتف متقدم للغاية وصعدت الشركة بسرعة الصاروخ ووصلت القيمة السوقية لها في شهر يونيو 2008 إلى 83.6 مليار دولار وماذا حدث في الأعوام السابقة؟ توقفت شركة بلاكبيري عن التطور وركنت على إنجزاتها وكانت النتيجة التلقائية انخفاض قيمة بلاك بيري السوقية من 83.6 مليار دولار يونيو 2008 إلى 8.58 مليار دولار يناير 2012 أي انها خسرت 90% من حجمها في ثلاثة اعوام ونصف كما انخفض سهمها بالبورصة الأمريكية بنسبة 77% في عام 2011 فقط. والآن هناك احاديث انه سيتم في 2012 عملية أستحواذ على بلاك بيري من قبل ميكروسوفت او شركة أمازون او حتى تحالف نوكيا-ميكروسوفت. كما قدم اثنين من مؤسسي الشركة استقالتهم من ادارتها في 23 يناير الماضى. هذا يعطي دلالات ان بلاك بيري في أخر ايامها وربما يأتى اليوم الذى لن نرى فيه شعار بلاك بيرى مرة أخرى.
شركة نوكيا أيضاً كانت مثال سريع على انهيار شركة حيث انهارت قيمة نوكياً من 58 مليار دولار في يناير 2010 إلى 18 مليار دولار يناير 2012 أى انخفاض إلى ثلث القيمة أو اقل.
اذا كنا نعتقد ان أبل بوصولها لقيمة سوقية 425 في يناير 2012 وهذا رقم ضخم على الإنهيار… حسنا فلنعد بالذاكرة ليناير 2000 حين وصلت القيمة السوقية لميكروسوفت إلى 586 مليار دولار اى اكثر من أبل ب 25% تقريباً بدون حساب المعامل الزمنى والذى ان تم حسابة يعنى ان قيمة ميكروسوفت تزيد عن الترليون دولار اي اكثر من مرتين ونصف قيمة أبل… لكنها انخفضت في عام واحد فقط من 586 مليار إلى 258 مليار دولار (مع مراعاة المشاكل السياسية والقضائية وقتها) والآن قيمة ميكروسوفت السوقية 247 مليار دولار فقط.
ولماذا نذهب بعيداً فلنتحدث عن شركة أبل نفسها فعند عودة ستيف جوبز للشركة في 1997 كانت القيمة السوقية للسهم 4 دولار وارتفع في عام 2000 إلى 34 دولار ثم حدث لها انهيار سريع وفي خلال عام انخفضت إلى 8 دولارات اى خسرت أبل ثلثى قيمتها في اقل من عام واحد (تحت قيادة ستيف جوبز) ولم يحدث انطلاق قوى لها سوى بظهور الآي فون في 2007 وارتفعت دخل أبل من 5 مليار دولار في 2006 إلى 108 مليار دولار في 2011
واقعياً هل يمكن هزيمة أبل تقنياً؟
حسنا دعنا من الماضى والحديث عن الأرقام ولنذهب إلى أرض الواقع هل يمكن ان يظهر منتجات تفوق منتجات أبل؟
بالنسبة للآي فون بالفعل ظهرت هواتف مواصفاتها ضعف مواصفات الآي فون وتمكنت سامسونج من الوصول بجودة الشاشة في جالاكسى نيكسس إلى أفضل من الآي فون ومن المتوقع جداً ان تكون شاشات سامسونج أفضل حيث ان سامسونج عندها الخبرة والتقنية لتنتج جهاز أفضل من حيث المكونات.
بالنسبة للآي باد الذى يسيطر على ثلثي السوق العالمى للتابلت فهناك عدد كبير من التابلت تفوقت على الآي باد من ناحية جودة الشاشة وسرعة المعالج وحجم الذاكرة بل صدر بعض التابلت بشاشة اكبر من شاشة الآي باد وكثافة الوان افضل ووزن أقل وضعف الذاكرة ووو….
بالنسبة لمتجر البرامج سلاح أبل الفعال فمتجر برامج الأندرويد ينمو بشكل سريع للغاية وعدد التطبيقات زاد عن عدد تطبيقات الآي فون وجودة التطبيقات بدأت في التحسن وتكاد تصبح نفس الجودة بل ونرى أحياناً ان هناك ألعاب وتطبيقات مجانية وهى بالآي فون مدفوعة مثل Angry Birds هذا يعنى انه ربما بعد عام يصبح متجر الأندرويد فى نفس مستوى متجر أبل (ربما).
قوة أبل الأساسية في نظام التشغيل وحسن ادارة أبل لموارد الجهاز. هنا النقطة الأقوى وتفوق أبل الاساسى بشكل كبير على جميع المنافسين… لكن لنكون منصفين فإن جوجل قدمت تطور كبير بنظام ساندوتش الآيس كريم Ice Cream Sandwich والذى يحمل رقم 4 وبالطبع لازال نظام أبل اكثر تطوراً لكن جوجل أيضاً تحدث نظامها بشكل سريع وقوى ومن المتوقع ان يظهر انظمة جديدة مثل نظام WebOS من شركة HP والذي تخبر انه سيكون أفضل من أندرويد و أي.أو.إس.
الخلاصة:
لا يعنى تفوقك الحالى انك ستظل هكذا فإن لم تسعى لتطوير نفسك وتحسين منتجاتك وإبتكار الجديد فسوف تنتهى مهما كانت قوتك الحالية، الديناصورات كانت الأقوى لكنها انقرضت، وحضارات عملاقة انتهت لذلك يجب ان نتعلم انه لا احد يرتكن على تفوقة على جميع منافسية حالياً فيتراخى وينام فربما يظهر منافس أخر لا تلقى له بالاً وفجأة يسيطر على السوق في غفلة منك كما فعلت جوجل مع ياهوو. وفي النهاية نحن مستخدمين ونعشق التقنية المتطورة المقدمة من الشركات آي شركة، فنحن لسنا عشاق لأبل وانما عشاق لإبداع أبل فإذا احرزت شركة ما تقدم فإننا نحب ما تقدمه من تقنيات حديثة.
المصدر: idownloadblog