كثيراً ما نقوم بنشر مقالات مقارنة بين نظام أبل ومنافسه الحالي ” الأندرويد” وأيضاً مقالات عن الآي فون ضد منافسيه مثل سامسونج جالاكسي إس 3 لتوضيح الفروقات بين الجهازين وأيهم أفضل ثم قمنا بالمقارنة بين مزايا كل جهاز مثل المقارنة بين المساعد الشخصي في أبل ” سيري ” ونظيره في سامسونج ” إس فويس ” وقد سعينا أن نكون أكثر حياداً في المقارنات قدر الإمكان (لا تنس نحن عشاق لأبل) فعند مقارنة المواصفات التقنية بين الجهازين ذكرنا أن سامسونج تتفوق في حجم الشاشة والمعالج والذاكرة وشبكات الجيل الرابع وتقنية NFC وغيرها… ولكن اتهمنا بعض القراء بالتحيز ضد أبل وأرسلوا لنا طلب نشر مقالات خاصة بهم عن سامسونج لتوضيح بعض النقاط التي ربما لا تبدو واضحة في مقالاتنا وننشر أحد هذه المقالات من أخونا بن يحيا ” سامسونج مبدعة والتقليد ليس عيباً “.
بعدما قرأت موضوعاً في أحد المواقع العربية المتخصصة في أخبار التكنولوجيا الحديثة عن تقنيات سامسونج في هواتفها النقالة، ورغم أنني لم أمتلك قط جهاز الجالاكسي من قبل، وكانت لي قبل اليوم رغبة في امتلاك جالاكسي S2 وتراجعت عن اقتنائه لكن اليوم لي رغبة جامحة في امتلاك الجالاكسي S3 لكن ربما تسأل لماذا؟
إن سامسونج برهنت في هذا الإصدار وقبله مع البيم Beam والنوت Note أن أجهزتها جديرة بالاقتناء، عندما ضمّنت بالجالاكسي S3 مزايا غاية في الروعة فبرامج وابتكارات جديدة أكثر من رائعة تخدم المستخدم وتريحه، وتلبي رغباته في امتلاك برامج وتقنيات كالتي يمتلك غيره في الأجهزة التي أعطاها ثقته وامتلكها كمستخدمي أجهزة آبل وغيرهم… وقد يقول البعض أنها تقليد ل HTC والآي فون فإنني أقول لهم ” التقليد ليس عيبا ما دام ليس سطوا ” وسامسونج أحياناً تنتج منتجات مبتكرة.
ولا ينكر ناكر أن سامسونج أشد منافس لآبل ونعلم كلنا أن المنافسة الحامية الوطيس بينهما تدفع آبل العملاق لتحسين منتجاتها من الآي فون والآي باد وغيرهما فمثلاً خدمة S Voice صحيح أن أبل سبقتها فيها مع “سيري” بهذا الشكل، لكن سامسونج لها الحق أن تشبع نهم ورغبة زبائنها ومستخدمي أجهزتها في إمتلاك خدمة مماثلة ولنعلم أن الفكرة الأولى للتحكم الصوتي كانت موجودة قبل “سيري” وبالتالي بذرة الفكرة ولدت قبل أبل وسامسونج.
ونصدق القول مع أنفسنا: لو أنه طُلِب منك مثلا أن تشارك في سباق صعود جبل وتقدمَّك غيرك واعتلى قمته، هل ستكتفي أنت بسفح الجبل مدّعياً أن غيرك اعتلى الجبل قبلك ولن (تقلده) بالوصول مثله إلى هذه القمة؟!! … هذا حال المبدعين يصل لما وصل إليه غيره ولا يغفل عما حوله من التقنيات والأفكار الجميلة التي وصلوا إليها وفي نفس الوقت يضيف ويحسّن ويبتكر الجديد ولا مانع إن غيره حذا حذوه!.
وقد تجد أن سامسونج أحياناً لا توفر خدمات مماثلة لمقتني منتجاتها بل تضيف لها مميزات أخرى إبداعية عظيمة ولنأخذ على سبيل المثال خدمة S Voice التي أضافت إليها samsung إمكانية تشغيل البرامج بها كتشغيل برنامج خرائط جوجل وتشغيل تطبيقات أخرى فقط بهذه الأوامر الصوتيّة وغيرها الكثير والمبهر، وما يميز S Voice عن التطبيقات الأخرى هو إمكانية إعطاء الأوامر دون الحاجة لفتح الهاتف ثم تشغيل التطبيق، يكفي أن تتحدث إلى الجهاز قائلاً Hey Galaxy (يمكن تغيير العبارة) وسيبدأ التطبيق ليسألك عن الأمر الذي ترغب بتنفيذه دون حتى أن تلمس الهاتف.
وهذه الأيام نسمع عن أبل أنها عازمة على إصدار خرائط خاصة بها بالإصدار السادس من نظامها منافسة لخرائط قوقل، للتخلى بذلك عن هذه الأخيرة. هل سنقول أن آبل مقلدة؟ ونحن نعلم أن قوقل هي صاحبة السبق بهذا النوع من التقنية؟ بالطبع لا وهذا ما دفعني للقول أن Samsung مبدعة؛ هو كونها لم تقف عند حد إشباع رغبة مستخدمي أجهزتها بجعلهم يمتلكون مزيا بأجهزة ذكية مغايرة بتقديم تقنيات مماثلة. بل تعدت ذلك بتقديم مزايا غاية في الروعة والجمال، وتخدم راحة المستخدم لأجهزتها. فكانت هواتفها بحق مبدعة وتعدت خاصية الذكاء.
فإليك بعض المزايا التي ضمنت بالإصدار الأخير من عائلة الجالاكسي S3 واحكم بنفسك:
- ميزة تتبع حركة العين Eye tracking ودور هذه الميزة هي أن الشاشة لا تُغلَق تلقائياً طالما كان المستخدم يقوم بالقراءة منها، كما تقوم الشاشة بإغلاق نفسها أوتوماتيكياً بمجرد قيام المستخدم بإبعاد الجهاز عن عينيه ووضعه جانباً.
- Pop up play بإمكان تشغيل فيديو وفي نفس الوقت تتصفح جهازك وتستخدم أي تطبيقات أخرى.
- Best Photo تلتقط لك الكاميرا تقريباً 8 صور متتالية ثم يختار أفضلها.
- Direct Call في حال وصول رسالة جديدة وأردت الرد عليه بالمكالمة، لا تحتاج إلا أن ترفع الجهاز لأذنك وسيفهم أنك تريد أن تتصل به وسيجري الإتصال دون الحاجة لضغط أي زر.
- Social Tag عند إلتقاط صورة لشخص أو مجموعة أشخاص متواجدون لديك في قائمة الأصدقاء فإنه يتعرف عليهم ويضيف وسم بإسم الشخص على صورته ومشاركة الصورة معه.
- Smart Alert فاتتك مكالمة أو رسالة أو تنبية أثناء ابتعادك عن جهازك، مجرد رفع الجهاز يبدأ بالإهتزاز لينبهك أن هناك شيئاً ما فاتك.
- وبالنسبة للكاميرات يمتلك “جالاكسي إس 3” كاميرا خلفية بدقة 8 ميغابيكسل قادرة على التقاط الصور المتتالية دون تأخير يُذكر بمعدل 3.3 صورة في الثانية، يستطيع المستخدم اختيار الصورة الأفضل فيما بينها، وهي قادرة على تسجيل الفيديو بدقة 1080p. مع التقاط الصور أثناء تسجيل الفيديو، أما الكاميرا الأمامية بدقة 1.9 ميغابيكسل تستطيع تسجيل الفيديو بدقة 720p.
- كما طرحت سامسونغ في الجهاز الجديد ميزة S Voice وهي ميزة تسمح للمستخدم بالتفاعل صوتياً مع الجهاز عبر إعطاء الأوامر والاستماع للنتائج، وهي أكثر تطوراً من الأوامر الصوتية التي قدمتها جوجل افتراضياً في أندرويد، ويمكن اعتبارها منافساً لنظام “سيري” الذي قدمته آبل في آيفون فور إس.
- USB On-the-go وهي موجودة كذلك في جالكسي إس 2 والغرض منها هو إمكانية توصيله بفلاش أو هارد ديسك عبر قطعة تباع بشكل منفصل.
- MHL وهي إمكانية عرض شاشة الجهاز إلى شاشة التلفاز من خلال فتحة الشاحن، أيضاً عبر قطعة تباع بشكل منفصل بطرف HDMI والطرف الآخر MicroUSB. بعض أجهزة التلفاز بإمكانها أيضاً شحن الجهاز.
- تقنية NFC : تمكنك من نقل الصور والفيديو بين الأجهزة المماثلة بسرعات تتفوق على البلوتوث. وهذه التقنية غير متوافرة في في الآي فون.
- لا تحتاج لإزالة البطارية في حالة تغيير الشريحة والذاكرة.
- إكسسوارات ممتازة مثل: الشاحن اللاسلكي – All Share Cast الذي منه تستطيع بث الصور والفيديو بدقة HD من جهازك إلى قطعة All Share Cast لاسلكياً، هذه القطعة تفيد في حال عدم وجود تقنية WiFi في تلفازك، أما إذا كنت تملك آخر موديلات تلفاز Samsung فهي تملك هذه التقنية.
- ناهيك عن مزايا العتاد الأخرى التي كانت قمة قي القوة، فالمعالج رباعي النواة Exynos 4212 بتردد 1.4 غيغاهرتز والذي يُعتبر أحدث معالجات سامسونغ، مع شاشة ذات دقة عالية بقياس 4.8 إنش من نوع Super AMOLED HD. وسماكته 8.6 ميليمتر فقط، ويتوفر بالسعات 16 و32 و64 غيغابايت مع خيار زيادة السعة التخزينية عبر بطاقة ذاكرة خارجية من نوع microSD.
في الأخير يكفي سامسونج شرفاً أنها تعفنا عن اقتناء برامج نفتقدها على بساطتها في الأي فون حيث نجدها مدفوعة أو غير متوافر به مثل البلوتوث والسيري والقارئات الجيدة للكتب فنجد رغبة قوية في اقتنائها ولا نجد السبيل في الحصول عليها، ما يدفعنا لسلوك طريق الكراك والباتش وغيرها من الطرق الملتوية التي سأقلع عنها حال امتلاكي للجالاكسي… بل ويتاح لك خصائص أحسن من طريقة البلوتوت كميزة S Beam الموجودة في ” جالاكسي S3 ” وهي تقنية تجمع ما بين تقنيتي الاتصال قريب المدى NFC والاتصال اللاسلكي المباشر Wi-Fi Direct وتسمح للمستخدم بنقل الملفات كمقاطع الفيديو والموسيقى من جهاز إلى جهاز آخر بمجرد ملامسة جهازين يمتلكان هذه الميزة، ونظام المساعد الصوتي الذي يجب أن تتحايل كي تحصل عليه في الأي فون 4 وال 3GS وهلم جرا.
تنبيه:
ما كتبته اليوم في هذا المقال ليس تعصبا لشركة ونقمة على شركة أخرى. كلا، فأنا أمقت هذا النوع من السلوك، ويسوؤني عندما أراه بالكثير من المواقع والمنتديات العربية، ويكفي أنني أكتب مقالي هذا من الآيباد :-)
شكراً للصديق بن يحيا عبد العزيز لإرسال هذا المقال