في رد فعل سريع على آلاف الرسائل التي وصلتهم، قررت شركة انستجرام التراجع في قرار بيع صور المستخدمين، وكانت الشركة قد أعلنت أمس عن تغيير في سياسة الخصوصية بما يسمح لها ببيع صور المستخدمين دون مشاركتهم في الأرباح أو استشارتهم أو حتى اعلامهم قبل الاقدام على بيع الصور وقالت أن هذا النظام مع حلول يوم 16/1/2013 فإن لم يقم المستخدم بحذف حسابه وما يتعلق به من على الموقع سيتم اعتباره موافقاً، لكن يبدو أن ضغوط المستخدمين كانت كثيرة مما دفع مؤسس الشركة إلى نشر رسالة شكر واعتذار إلى المستخدمين وأنه قد استمتع إلى شكواهم ولن يتم بيع صورهم، فما قصة بيع الصور؟ ولماذا فكرت الشركة في هذا الأمر؟
بعض المواقع الاجتماعية أو اغلبها يقوم بتجميع البيانات وحفظها ثم يعيد بيعها إلى معلنين كي يوجهوا اعلاناتهم إلى المستخدمين الأكثر قرباً من المنتج وبالتالي ترتفع نسبة البيع إذا ما وصلت الاعلانات إلى الشخص الصحيح، فمثلاً موقع “ليفينج سوشيل-Living social” يخبر المستخدمين من خلال اتفاقية الخصوصية الخاصة به أن:
” بتوقيعك على الاتفاق فأنت تعلم أن البيانات التي تقوم بإدخالها للموقع مثل الأراء والدعوات تقدم تحديداً بهدف ان تكشف بطرق عدة من خلال الموقع، وبالتالي فهذه البيانات ليس لها صلة بالتزام السرية، بيانات أخرى مثل المعلومات حول الحسابات البنكية التي يتوجب عليك إدخالها لإتمام عمليات الشراء تبقى تحت مظلة من السرية والحماية” وبالتالي فأنت تعلم أن البيانات التي تدخلها بعيداً عن الحسابات البنكية من الوارد كشفها من الموقع لأغراض تجارية، ويمكنك الاطلاع على أصل النص باللغة الانجليزية من هنا. مواقع أخرى تقوم بذلك لأغراض تجارية ولكنها تكتفي بجمع البيانات عن المستخدمين وتبيعها دون أن تكشف عن هوايتهم فتقدم البيانات في صورة أرقام مثل: “عشرة ملايين مستخدم في الوطن العربي يفضلون كذا أو كذا” وهذه المعلومات تفيد المعلنين في خطتهم التسويقية وتحصل عليها المواقع من خلال رصد اهتمامات المستخدم، كل ذلك ليس به جديد، الجديد هو تفكير انستجرام المتخصص في الصور في بيع صور بعضها شخصي إلى معلنين!
أما عن كيف يحق للشركة القيام بهذا الأمر، فببساطة يتم ذلك عن طريق “اتفاقية الخصوصية” التي تظهر قبل استخدام أي موقع أو تطبيق ونضغط جميعاً موافقة عليها بدون قراءتها، هذه الاتفاقية احياناً تحتوي على بنود غريبة مثل اتفاقية الآي تونز التي تمنع المستخدم من استخدام الآي تونز في تصنيع قنبلة نووية أو بيولوجية، وقام ممثل أمريكي “بروس ويلز” برفع قضية على أبل لأنه قرأ في اتفاقية المستخدم أن الأفلام والأغاني التي يشتريها هى ملك له لكن لا يحق لورثته بعد وفاته مشاهدتها أو سماعها وكأن أبل تؤجر له السلعة لمدى حياته وتعود إليها بعد وفاة المستخدم؛ أما انستغرام فقد فاجئ الجميع أمس بتعديل اتفاقية المستخدمين وظهرت بنود تنص أن الشركة المالكة (فيس بوك) لها الحق في منح حق استخدام الصور إلى شركات أو أي منظمات تستخدمها في الإعلان أو في أغراض أخرى، وسيطبق هذا النظام مع حلول يوم 16/1/2013 فإن لم يقم المستخدم بحذف حسابه وهو يعني أن يتحول موقع مثل “انستجرام” يشارك عليه المستخدمين صورهم بهدف التواصل الاجتماعي الي اكبر مخزن صور للبيع فهو أمر مزعج ومثير للقلق. فمثلاً قد يفاجئ مستخدم بصورة أحد أطفاله معروضة على منتج أو مثلاً صورته على الشاطئ مطبوعة على إعلان لمنتجعات أو فنادق ولا يكون له الحق في الاعتراض.
اليوم تراجع انستجرام وقال أنه قد استمتع إلى المستخدمين، وأنه لن يبيع صورهم وسوف يتم تعديل اتفاقية المستخدم قريباً، وذكرت الشركة في بيان لها على موقعها أن انستجرام تم تأسيسها من أول يوم لتكون شركة تهدف إلى الربح وأنهم سوف يسعون إلى إيجاد طريقة توفر للشركة دخل جيد من الإعلانات وغيرها لكنه ذكر أيضاً أن المستخدمين يملكون صورهم وهى ملك لهم وليست ملك لانستجرام، وأن الشركة لن تقوم بمشاركة الصور مع أشخاص لا تريدهم. ويمكنك قراءة نص رسالة الشركة عبر هذا الرابط.
على كل حال إذا أردت تحميل صورك وحذفها من التطبيق فقم بفتح موقع instaport.me ثم وسجل دخول في حسابك ثم قم بتحميل كل صورك كملف Zip.
بعد ذلك اذهب إلى موقع انستجرام، ثم اختر Edit Profile
ثم قم بالضغط على زر حذف حسابك “I’d like to delete my account”