قطار التطور الذي تستقله التكنولوجيا مازال يمر أسرع من كل القطارات، ففي الوقت الذي نبدأ في الاعتياد على أحدث المنتجات التكنولوجية نُفاجأ بتغيرها تماماً ووصول قطار التطور إلى محطة جديدة، هذه المحطة التي نتحدث عنها ستدخل تطوراً جذرياً على المنتجات التي أصبحنا مؤخراً نعتمد عليها وهي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية فإذا كان جهازك اللوحي قياس شاشته 10 بوصة ويصعب عليك حمله معك في كل الأماكن يمكنك ببساطة طيه وحمله في جيبك، أو أن يصبح لديك كتاب وصفحاته هى أجهزة لوحية، كل هذا بعد أن تحل هذه التكنولوجيا محل القائمة.
التابلت الورقي
ما نتحدث عنه هنا هو تكنولوجيا تم تطويرها في جامعة كندية بالتعاون مع شركة “بلاستيك لوجيك” وهي شركة متخصصة في تصميم الإليكترونيات المعتمدة على البلاستيك بدلاً من أشباه الموصلات الأخرى، معتمدة على مجموعة دراسات من عدة جامعات حول العالم، كما أسهمت أيضاً شركة “إنتل” لتصميم وتصنيع الإلكترونيات في المشروع الذي كان هدفه إنتاج جهاز لوحي من البلاستيك في حجم الورقة وصفاتها الفيزيائية. ليخرج إلينا المنتج الذي نشاهده في الفيديو التالي:
الجهاز الذي تم إنتاج نسخ تجريبية منه به مميزات مذهلة رغم أنه ما يزال في مرحلة التطوير، فبعد مسألة الوزن الخفيف بصورة مدهشة والحجم الذي لا يشغل مساحة تقريباً كأي ورقة تقليدية، فإنه يمكنك التنقل في التطبيق المفتوح عن طريق ثني طرف الجهاز كأنك تقلب ورقة. كما يمكن تطوير تطبيقات رسم وكتابة بحيث تستخدمه فعلاً كورقة وتحصل على نسخ رقمية في الحال. والميزة الأكبر تظهر في بيئة العمل المشتركة بين أكثر من جهاز “ورقة” من نفس النوع حيث يمكنك نقل الملفات أو أجزاء منها بمجرد تحريكها بأصابعك من جهاز لآخر، وهذا الأمر مفيد في عدة أمور؛ فمثلاً تقوم شركة بوضع قائمة المنتجات في فروعها على هذا الجهاز ويستطيع أي زائر بمجرد أن يلمس بجهازه الورقي جهاز الشركة أن يحصل على القائمة أو ما تضمه من معلومات، كل ذلك وأكثر بكثير في مرحلة التطوير للجهاز الذي لم يخرج بعد إلى النور، الجدير بالذكر أن هذا الجهاز ليس تابلت كامل حيث تقوم كل ورقة بوظيفة واحدة؛ فمثلاً ورقة تعرض صور وأخرى للإرسال وثالثة للرسم، وتستطيع تغيير الوظيفة لأي منهم، وبالطبع سيتم تطوير تطبيقات مخصصة للاستفادة من خصائص هذا الجهاز وإمكانياته، بالإضافة إلى أن التكنولوجيا نفسها ستتطور بحيث يصبح الجهاز قابلاً للثني، ولكن متى قد يحدث ذلك؟
الشاشات المرنة
أسرع مما نتصور بدأت شركة سامسونج في تصنيع أجهزة تعتمد على هذه التكنولوجيا، وقد بدأ ظهورها في مؤتمر CES 2013 حيث قدمت جهازاً تجريبياً به شاشة يمكن ثنيها، وهذه الشاشات كان يتم عرضها في معارض التكنولوجيا كتصورات أو نماذج، لكن هذه الشاشة كان متاحاً للجمهور لمسها والتعامل معها.
الشركة نفسها قامت بعرض استخدام للشاشة المرنة في جهاز يشبه الهاتف، ربما يكون الإصدار الجديد من هاتفها الأثير “جلاكسي إس” حيث انتشرت شائعات أن الجهاز القادم “جلاكسي أس 4” سيكون هو الهاتف الذي تم عرضه، وبه يمكنك قراءة الرسائل النصية والتنبيهات دون أن تكشف الشاشة حيث يوجد جزء منها منحني إلى الخارج.
شاهد الفيديو التالي للتعرف على شاشة سامسونج الجديدة:
هذه التكنولوجيا مازال بها الكثير لتقدمه، فهي في بداياتها ولم نر بعد الجهاز الأول الذي يستخدم هذه الشاشات ولم نر تطبيقات تستغله، كما أن إمكانية الثني ليست محدودة كما ظهرت في التجارب، وبالطبع لم تعلن الشركة متى ستنتج أول جهاز بشاشة قابلة للثني أو هل تمكنت من تطويع كل المكونات لتجاري هذه الشاشة؛ أي بطارية قوية تدوم لساعات طويلة وقابلة للثني وغيرها، لكن المؤكد أن عالم الأجهزة الذكية لا يزال به الكثير.