{ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون }
أمس فقدت شركة MIMV المالكة لموقع آي-فون إسلام واحد من أخواننا الذي كان يعمل كمدير إداري للشركة.
أخونا عمرو عبد الرحمن كان ونعم الأخ والصديق، لم يعمل معنا طويلاً فمنذ 11 شهر فقط انتقل للعمل معنا، ربما ليس بالكثير في عمر شركتنا الذي تجاوز الست سنوات لكن أثر عمرو علينا كان كبيراً. تعرفت عليه في المسجد حين كان إماماً لنا في صلاة التراويح واعتكفت معه في رمضان وكان يعلمني تجويد القرآن بين الحين والآخر، كل هذا قبل آي-فون إسلام وقبل ان نأسس شركتنا، لكن ما لاحظته في عمرو هو اجتهاده وإتقانه وصدقه. ومرت الأيام وتركت الحي وبعدت المسافات لكن ابقى الله الود والحب له في قلبي. ومرت السنوات وقدر الله أن نتقابل مرة اخرى، والحقيقة أدهشني عمرو بما اكتسبه من خبرة ومهارة خلال هذه السنوات، ليس في مجال تخصصنا وهو التقنية ولكن في مجال الإدارة، وعرضت عليه أن ينضم لشركتنا فرفض وأخبرني أن مكانه وراتبه في شركة فودافون جيد جداً. فقلت له لن أقول لك كما قال ستيف جوبز هل تريد أن تعمل في بيع شرائح الهواتف أم تريد أن تأتي معنا لتغير العالم. بل سأقول لك إذا تركت عملك لن تتأثر شركة فودافون وإن انضممت إلى آي-فون إسلام سيشعر بجهدك الملايين.
وفعلاً اتخذ عمرو قرار صعب، ترك العمل في شركة كبيرة وانتقل الى شركة تحلم أن تضع بصمتها في العالم العربي بل والعالم اجمع.
وأصبح عمرو المدير الإداري للشركة وبدأ يتعلم التقنية ويتعلم مراحل تطوير التطبيقات بجانب مهامه الإدارية وفي شهور قليلة أصبح عمرو يتقن فنون العمل. وقد كان طموحاً جداً، حتى أكثر مني وكان ينظر إلى شركتنا بفخر شديد ويعمل بجد وإخلاص ليجعلها واحدة من أكبر الشركات في الوطن العربي بل العالم أجمع.
عمرو عبد الرحمن كان شديد التفائل وكان يحاول دائماً أن يجمعنا خارج العمل إما في مبارة كرة قدم أو في حفل في الشركة أو حول ألعاب يشتريها من ماله الخاص، أدخل البهجة على قلوبنا وفي نفس الوقت كان يحب العمل المنضبط.
إذا أردت تذكر عمرو عبد الرحمن ستجد صوته ينبهك مع كل أذان عند اقتراب الصلاة، فقد أصر عمرو أن يتم تسجيل أصوات تطبيق إلى صلاتي في ستديو تسجيل صوت احترافي ولم يرضى أن يكون التسجيل بواسطة أدوات غير احترافية مقتنعاً أن الاتقان في العمل هو ما يصنع النجاح.
أخي عمرو سوف نفتقدك وسوف نتذكرك دائماً بالدعاء ان شاء الله، ونسأل الله أن يتقبلك من الشهداء وأن يغفر لك ويرحمك وأن يجمعنا معك في جنة عدن سعداء بما أنعم علينا ربنا برحمته وفضله.
“وحتى نلقاك سيظل صوتك يذكرنا بالصلاة”