قامت أبل بإضافة العديد من التحسينات على نظام iOS الخاص بها، والتي أعلنت عنه في مؤتمر المطورين. وكانت أكبر هذه التحسيات هي الخاصة بالمطورين. نعم، لقد كانت أبل دائماً متحفظة بشأن ما تعطيه للمطورين من حرية في تطبيقاتهم والوصول إلى مزايا النظام، حيث كان يعمل كل تطبيق في “Sandbox” منفرداً، بمعنى أن كل تطبيق منعزل عن التطبيقات الأخرى ومنعزل عن بقية النظام.  تقول آبل إن هذا هو أضخم تحديث لنظامها بالنسبة للمطورين منذ صدور متجر البرامج. وبعيداً عن الكلام المنمق والشعارات، ما الذي سيحدث في التطبيقات في iOS 8؟


ما هو الـ SandBox في نظام أبل؟

هل سبق وفكرت كيف نظام أبل مغلق؟ أو لماذا لا تسبب مشكلة في أي تطبيق أي مشاكل للنظام؟ الإجابة هى ما يطلق عليه صندوق الرمل “SandBox”. باختصار تجعل أبل كل تطبيق يعمل فيما يشبه الصندوق الخاص به، لا يخرج منه ولا يصل إلى التطبيقات الأخرى التي توجد بطبيعة الحال في صندوقها. لذلك ربما تحمل تطبيق وينهار “كراش” لكن تجد النظام كما هو بلا مشاكل. لكن هذا يعيبه أنك لا تستفيد من وجود التطبيقات الأخرى، لا يستطيع تطبيق أن يحل محل تطبيق الرسائل أو الاتصال أو أو. أما في الأنظمة الأخرى فالتطبيقات تصل أي جزء في النظام لتوفر مزايا غير مسبوقة، وأيضاً أي انهيار في هذا التطبيق قد يؤدي إلى انهيار النظام لأن هذه التطبيقات متصل به. فكيف حلت أبل هذا الأمر وما الذي قدمته في iOS 8؟


 وصول إلى تطبيقات النظام:

في بعض الأحيان تضطر إلى استخدام أكثر من تطبيق لنفس المهمة، وأشهر هذه الأمور تطبيقات الصور، سابقاً كانت التطبيق “تنسخ” الصورة الموجودة في جهازك ثم تعدل على هذه النسخة وهو ما يعني وجودها مرتين واستهلاك المساحة، الآن التطبيق ستعدل مباشرة على الصور، كما يمكن لأي تطبيق الوصول إلى تطبيق الصور الخاص بالنظام والذي حصل على تحديثات كبيرة في iOS 8 ذكرناها سابقاً وسيجد شاشة تفتح فوق التطبيق الذي يستخدمه ويستطيع من هذه الشاشة تعديل الصور كما يشاء وعندما ينتهي من التعديل في الصورة تظل في تطبيق الصور الأساسي الخاص بك، ويتم حفظ التعديلات على الصور بدون نسخها. ستتيح هذه الميزة دمج أفضل للتطبيقات الصور واستخدام مميزاتها معاً في نفس المكان ونفس الوقت.

حلت أبل المشكلة التي شرحناها في وصول التطبيقات لبعضها بأن جعلت التطبيقات تفتح فوق بعضها، لن يصل تطبيق للآخر فعلياً لكنه سيفتح لك واجهة من التطبيق الآخر لتستخدمه فيها.


لوحات مفاتيح

جاءت الأجهزة الذكية التي تعمل باللمس لتقضي على لوحة المفاتيح الفعلية، لكن لم تعجب اللوحة الافتراضية بعض المستخدمين وأرادوا حرية أكثر في استخدام أي لوحة مفاتيح خاصة بهم، وبعد رفض أبل لسنوات لهذا الأمر وافقت في iOS 8 وأضافت أبل التوقعات الذكية للوحة المفاتيح، كما كشفت أنه سيكون في إمكانية أي مطور صنع لوحات مفاتيح للنظام، وأيضاً ستكون هذه اللوحات على جودة عالية؛ لأنها سوف تكون تحت إشراف أبل وبنفس قيود الجودة الخاصة بها. تخيل لوحات مفاتيح تضم اختصارات مفضلة لك وأشكال مختلفة.


تطبيقات يمكن التواصل معها من أي مكان :

قامت آبل بإضافة نظام جديد للإشعارات يتيح للمستخدم التفاعل المباشر مع التطبيقات من خلال الإشعار، بهذا سيكون الرد السريع على الرسائل، التعليق على الصور في فيس بوك وغيرهم الكثير، مما يمكن للمطورين إبداعه أسرع وأسهل من ذي قبل، ولم يتوقف أيضاً تطوير الإشعارات على الإشعارات التي يمكن التفاعل معها، فقد استفادت أبل أخيراً من المساحة في مركز الإشعارات حيث سمحت للمطورين بإضافة “ويدجيت” خاص بتطبيقهم في مركز الإشعارات، والذي سيمكن المستخدم من التفاعل السريع مع التطبيقات من أي مكان في النظام.


4- الإضافات:

قامت أبل بالسماح للمطورين بوضع إضافات في قائمة المشاركة في النظام؛ مما سيسمح بزيادة خيارات المشاركة للمواقع والتطبيقات المختلفة، مثلاً يمكن لمطوري تطبيق “انستاجرام” الشهير إضافة اختيار لمشاركة الصور في انستاجرام مباشرة من خلال تطبيق صور آبل، ويمكنك ترجمة الصفحات فورياً في سفاري من خلال ملحق تطبيق bing للترجمة الفورية الخاص بمايكروسوفت.


5- تطبيقات أكثر خصوصية… بمعنى الكلمة:

سمحت أبل للمطورين في نظامها الأخير بأن يستخدموا مستشعر البصمة الخاص بها والموجود في الآي فون 5s – نتوقع صدور الآي باد القادم بهذه المميزة أيضاً- ومع هذه المميزة سوف تتمتع التطبيقات بأفضل كلمة سر على الإطلاق. بصمة الإصبع.


جيل جديد من تطبيقات الصحة:

قامت آبل بالسماح لتطبيقات الصحة واللياقة بالتواصل ومشاركة المعلومات مع تطبيق الصحة الخاص بالنظام، وأيضاً مشاركة المعلومات بين بعضها، تقول أبل: “عندما تستطيع تطبيقات الصحة الكلام معاً.. فهي ستعمل بشكل أكبر لصحتك”


تحكم بمنزلك.. باستخدام سيري:

من أكبر المميزات التي أتت بها أبل هي مميزة إتاحة استخدام سيري للتحكم في المنزل، فيمكنك عند وقت النوم أن تقول لسيري “استعد للنوم” وستقوم بغلق الأنوار وإحكام الأبواب. بالطبع سيري لا تزال غير متوفر بالعربية لكن نأمل في المستقبل أن يتم ذلك.


8- جيل جديد من الألعاب:

تقول أبل أن أجهزتها الذكية هي أكثر أجهزة يحبها المستخدم في الألعاب، بناءً على ذلك فقد قررت نقل تجربة الألعاب إلى مستوى جديد، فقد قامت بصنع تكنولوجيا جديدة تسمى”Metal”، وهي مصممة للألعاب التي تحتوي على رسوميات ثلاثية الأبعاد قوية وتحتاج أداءً عالياً فتسمح هذه الأداء باستخراج أداء أكبر من معالجها A7 وتسمح لنظام “الجرافيكس” واللوحة الأم بالعمل معاً بشكل أفضل؛ لتقدم أفضل تجربة مستخدم. أيضاً لم تنس أبل الألعاب البسيطة، حيث قامت بإضافة SceneKit لتحسين تجربة الألعاب البسيطة الثلاثية الأبعاد لجعلها أفضل للمستخدم، كما لديها أيضاً محرك للألعاب ثنائية الأبعاد، وهذا التعدد يجعل تجربة الألعاب أدق وأفضل بشكل سوف يمكن ملاحظته.


مستوى جديد من التطبيقات:

قامت آبل بإصدار لغة البرمجة الجديدة الخاصة بها والتي تدعى “Swift”. هذه اللغة تتيح للمطور بيئة تطوير أسهل وأبسط، ولكنها في نفس الوقت تتمتع بقدرات أعلى مما سيمكن المطور من الإبداع بشكل أكبر في تطبيقه، وهذا يعني للمستخدم مستوى جديد من التطبيقات.


الخلاصة:

سترى تطبيقات تقدم مزايا لم تعهدها، سرعة غير مسبوقة، تستطيع فتح التطبيقات الأخرى واستخدام مزاياها بدون الانتقال إليها كما أوضحنا في مثال الصور، سترى لوحات مفاتيح جديدة وويدجيت، ألعاب أكثر جودة وسرعة، وفي النهاية تحمي التطبيقات بالبصمة. هذا الأمر لن يتم في يوم وليلة لكنه سيحدث وستراه بعد أشهر من صدور النظام (يتوقع صدوره منتصف سبتمبر).

في النهاية يمكننا أن نقول إن أبل قد أعادت تقديم فكرة النظام المفتوح من وجهة نظرها، حيث لا زالت التطبيقات تعمل في الـ “SandBox” الخاص بها والذي يوفر الأمان للمستخدم وبياناته، ويقوم نظام أبل بنقل الملفات ومشاركة البيانات بين التطبيقات المختلفة. لقد قررت أبل تقديم فكرة أن فتح النظام لا يعني بالضرورة جعله ملعباً لأي مطور أو أي فيروس. وهذا هو نظام آبل المفتوح أخيراً.

هل ترى مثلنا أن نظام iOS 8 سيجعلنا نرى بعداً جديداً للتطبيقات لم نعهده من قبل؟ شاركنا رأيك

راجع صفحة المطورين في موقع أبل | Apple

مقالات ذات صلة