لا شك أن عنق الزجاجة في الأجهزة الحديثة هو البطارية، كلما استهلكت طاقة البطارية كلما زاد احتياجك إلى شحن هاتفك، وهذا ما جعل سوق البطاريات الإضافية يزدهر، فلا أحد يريد أن تنفذ بطارية جهازه وهو على الطريق أو في مكان لا يوجد به مقبس كهربائي.
إذا كنت تظن أن استهلاك طاقة جهازك ونفاذ البطارية يعتمد فقط على مدى استخدامك، فأنت مخطئ وإلا لماذا إذا تركت جهازك بجانبك قبل النوم تستيقظ وقد فقد جهازك أكثر من 10% من طاقته بل أن البعض يخبر أنه أثناء ساعات النوم يفقد أكثر من 30% من طاقة جهازه؟ إذاً لماذا النسب تتفوات؟
معلومة لا يعرفها الكثيرون أنه كلما بعد هاتفك عن أبراج الإتصالات وكلما كانت إشارة الاستقبال ضعيفة في جهازك كلما زاد معدل إستهلاك الطاقة وليس هذا فقط بل كل العوائق التي تحيل بينك وبين أبراج الإتصالات مثل السيارات والمباني أيضاً تزيد من استهلاك الطاقة.
إذاً ما فائدة هذه المعلومة لك؟ إذا كنت حريص على طاقة جهازك راقب مؤشر الاتصالات وإذا كان الإشارة ضعيفة اعلم أن بطاريتك سوف تنفذ أسرع، لذلك إذا كنت في مكان تحتاج فيه إلى طاقة ينصح أن تضع هاتفك بجانب النافذة أو في مكان تكون جودة استقبال الاتصال به مرتفعة.
جدير بالذكر أن المتخصصين في أبحاث الخصوصية أيضاً استفادوا من هذه المعلومة ويطور الآن مركز أبحاث في جامعة ستانفورد وجيش الدفاع لقوات الاحتلال في “فلسطين المحتلة” طريقة لاختراق خصوصيتك عن طريق معرفة استهلاك الطاقة اسمها PowerSpy. وتم الاستفادة من أن التطبيقات متاح لها معرفة كم استهلاك الطاقة في جهازك بدون أي تصريح، وعن طريق معادلات خاصة يمكن معرفة نمط استهلاكك للطاقة ومقارنته بأنماط أخرى واستنتاج أماكن تواجدك وتنقلاتك. وتصل دقة التقارير إلى 90% حتى ولو كانت خدمة معرفة الأمكان الـ GPS مغلقة في جهازك. خطير جداً أليس كذلك؟
هل تسألت لماذا استهلاك هاتفك طاقة أكثر في بعض الأماكن عن غيرها ولم تعرف السبب؟
المصدر: