الأجهزة اللوحية لم تكن منتج اساسي لمعظم شركات التقنية، حيث تجد شركة مثل سامسونج لا تبذل جهداً حقيقياً لتقديم الجديد في ما يخص أجهزتها اللوحية. بل أنها كانت تعطي هواتفها الذكية قدرات أعلى من الأجهزة اللوحية، ولكن الموضوع مختلف بالنسبة لآبل والتي تعتبر الأب الروحي للأجهزة اللوحية -مايكروسوفت هى من اخترع التابلت قبل الآي باد بـ 10 سنوات-. أطلقت مؤخراً حملة لتسويق الآي باد وضخ الحياة فيه تحت شعار “الجهاز اللوحي الذي يمكن أن يستبدل الحاسب النقال الخاص بك”. هل يمكن أن تنجح أبل في هذا بينما لم تنجح فيه ميكروسوفت بجهازها الذي يحتوي على نظام ويندوز كامل؟ دعنا نرى هذا في مقال لن نسرد فيه مزايا جهاز أبل بل سوف نقارنه بالجهاز التي تقول أنها سوف تستبدله إنه الحاسب.

بعد التجربة.. هل يحل الآي-باد برو محل الحاسب؟


السرعة

iPad A9X processor
هذه نقطة أساسية في ترويج أبل لأجهزة الآي-باد برو من خلال تزويده بمعالج بصل إلى قوة معالج Core i5 الصادر عام 2013 وقوة معالجة رسوميات كبيرة يمكن أن تقنع مستخدمي البرامج الاحترافية المتعلقة بتعديل الصور والفيديوهات وأيضاً هاوي الألعاب أن الآي-باد هو الجهاز الأمثل لهم. المقارنة مع السرعة هنا ليست عادلة بالطبع وخمن في مصلحة من تقع المقارنة؟ في مصلحة أجهزة الحاسب. جهاز الآي-باد هو من أسرع الأجهزة التي وضعت يدي عليها في حياتي ولكن عندما تقارن سرعة وكفاءة نظام معالجة الرسوميات الخاص به يجب أن تقارنه بجهاز لاب-توب من فئة عالية. لأن مصمم الرسوميات أو من يحترف تعديل الفيديو والصور لن يقرر ما بين جهاز آي-باد وجهاز لاب-توب يعود لسنوات للخلف وبطيء بل سيختار جهاز حاسب سريع يلبي احتياجاته. قمت بمقارنة سرعة الآي-باد مع أقل فئة من أجهزة ماك بوك برو ستجد تفوق الماك بوك على الآي-باد  بالرغم من أداء الآي-باد المبهر أمامه.  آسف أبل لا يمكن للآي باد التفوق في السرعة على أقل وأضعف عائلة Mac.


البرامج

iPad apps
هنا ندخل بيت الأسد حيث آبل هي عملاق متاجر البرامج في صناعة الأجهزة الذكية. في أي مقارنة بين نظام أبل والأنظمة الأخرى تجد نقطة البرامج دائماً ما تصب في مصلحة أبل لجودة البرامج العالية والقدرات التي تعطيها أبل للمطورين. البرامج الرئيسية التي تعلن أبل بها أن الجهاز يمكنه استبدال الحاسب هي برامج فوتوشوب وميكروسوفت أوفيس و iMovie وأيضاً برامج تصاميم ثلاثية الأبعاد مثل Shapr3D و MakerBot. قمت بتجربة جميع هذه البرامج منافساتها للحكم. برامج أوفيس على الآي-باد كان لها تجربة خاصة سيكون لها مقال منفرد لاحقاً وأيضاً كانت ممتازة لأنها في النهاية برامج تعديل نصوص وأرقام لذا فالآي-باد يشغلها جيداً جداً. أما بالنسبة للحقل الاحترافي الخاص بفوتوشوب.. جميع برامج الآي-باد جيدة ولكنها في النهاية لا تقترب حتى من أن تكون بديلاً لفوتوشوب الكامل على الحاسب. الحقيقة أن أقرب بديل وجدته كان برنامج PixelMator الرائع ولكن ما زال لا يرتقي لمستوى فوتوشوب الكامل. أما بالنسبة لـ iMovie فهو جيد لا محالة ولكن أيضاً المحترف الذي يريد استبدال الآي-باد بحسابه لن يكون مرتاحاً باستبدال برنامج مثل Final Cut Pro X ببرنامج iMovie . لكن للصراحة برنامج iMovie جيد لتعديل فيديو بدقة 4K ووضعه على يوتيوب إن كنت لن تضع مؤثرات خيالية. تصب برامج التصميم ثلاثي الأبعاد في مصلحة الآي-باد بشكل ما. فبينما هي لن تخدم مصمم ألعاب مثلاً لكنها قوية كفاية لدعم احتياجات الكثير من المصممين وتعتبر ميزة شاشة اللمس والقلم بخصائصه تفوقاً للآي-باد في هذا الجانب.


تعدد المهام

iPad Pro multitasking with office
بالطبع لن ترغب في استخدام بديل للحاسوب يعرض برنامجاً واحداً في المرة. هذا قد يكون صعباً جداً خصوصاً لكاتب مثلي أقوم باستخدام عدة برامج جنباً إلى جنب لكتابة مقالاتي. قدمت أبل النوافذ المتعددة في نظام iOS 9 والخاصية رائعة وتعمل بسلاسة. إنها قمة التطور إذا تم مقارنتها مع منافسيها من الأجهزة اللوحية. أما بالنسبة لاحتياجات الحاسب الكامل فالأمر مختلف. ربما أريد أن أفتح ثلاث نوافذ معاً. أو أربعة. ربما أريد أن أشارك الملفات بسلاسة بين النوافذ المفتوحة. بالرغم من تقدم تعدد المهام لكن ليس بكفاءة ما قد يقدمه الحاسب.


إذاً أين يقع الأي-باد؟

قالها ستيف جوبز عند تقديمه لأول آي-باد. هو ليس حاسباً نقالاً. هو ليس هاتفاً ذكياً. بل هو في المنتصف ما بين الاثنين. إنه فئة خاصة به ومن الخطأ مقارنته بالفئات الأخرى. الآي-باد برو الجديد أكثر من رائع في كل ما يجب لجهاز لوحي أن يفعله وأكثر ولكنه ليس بديلاً للحاسب بعد. استخدام الجهاز بالنسبة للمحترفين والمصممين وحتى الكاتب العادي قد يكون رائعاً كجهاز جانبي يمكنك حمله معك في كل مكان ويقوم لك ببعض المهام بكفائة عالية. ستشعر بالسعادة لاستخدامه ولكن إن قررت استبدال جهاز الحاسب الخاص بك بالآي-باد.. هنا تبدأ المشاكل لأن الآي-باد برو هو فقط “آي-باد رائع”.


ملاحظة: تمت كتابة هذا المقال وعمل صوره ورفعه بشكل كامل على الآي-باد.


هل يمكنك استخدام الآي-باد برو كبديل للحاسب النقال؟ شاركنا برأيك

مقالات ذات صلة