كثيراً ما تكون البطارية مشكلة أساسية في الهواتف الذكية. وسعت شركات عديدة لزيادة سعة البطارية حتى أصبحنا نرى هواتف ذكية ببطاريات تفوق 4000 مللي أمبير بل وصلت إلى 10 آلاف في شركات صينية. ولأن زيادة السعة تعني زيادة فترة الشحن ظهرت تقنيات الشحن السريع. فما هى هذه التقنيات وأين أبل منها؟

ما هى تقنيات الشحن السريع؟

في البداية يجب العلم ببعض النقاط التقنية البسيط فالمقال لن يكون علمي صرف حيث سنسعى لتبسيط المفاهيم. لكن يجب العلم بالتالي:

1

سعة البطاريات تكتب بالمللي أمبير ساعة أو mah مع مراعاة أن مللي = 1/1000. بمعنى أنك إذا كتبت 3000 مللي أمبير فهى تعني 3 أمبير 3A.

2

الشحن التقليدي يكون بقوة 5 فولت ويختلف الأمبير الخارج. فالشواحن القديمة كانت قوتها 700 مللي (0.7A) ثم تطور وأصبح الشحن القياسي هو 1000 مللي أمبير أو 1A.

3

الحواسب الشخصية يكون التيار الخارج منها 5 فولت ويتراوح الأمبير بين 0.5A قديماً إلى 1A حديثاً.

4

الشاحن الذي يأتي مع الآي فون يكون بقوة 1A أما الآي باد 1-2-3-4 كان 2.1A وأصبح 2.4A في الآي باد Air وأحدث.

5

لكي تعلم قوة الشاحن لديك انظر إلى الكتابة المذكورة عليه وخانة Output وستجد رقم وليكن 5V/1.5A وهذا يعني شحن 5 فولت و 1.5 أمبير أو 1500 مللي أمبير.


تقنية زيادة الأمبير Oppo & OnePlus

vooc

كما علمنا في أعلى أن البطارية سعتها بالمللي أمبير وليكن لدينا بطارية 4000 مللي. ماذا يحدث إن قمنا بتوصيلها بشاحن 1A أي 1000 مللي أمبير؟! سوف نحتاج 4 ساعات لشحنها. ماذا إن أصبح الشاحن 2A أي 2000 مللي أمبير؟! سوف نحتاج 2 ساعة؟ وإن أصبح الشاحن 4A فنظرياً لابد أن تشحن في 1 ساعة فقط. هذا كان أسلوب وتقنية زيادة الأمبير والتي اعتمدت عليه عدد من الشركات وأشهرها Oppo في تقنيها VOOC الخاصة بها والتي تجعل هواتفهم تصل إلى 75% في 30 دقيقة فقط. وكذلك تقنية وان بلس Dash Charge والتي تمكن هاتف 3 من الوصول 63% في 30 دقيقة فقط.

dash-charge

هذه التقنيات تعمل على زيادة الأمبير إلى 4A تقريباً. لكن بالطبع وللتوضيح لابد أن يدعم الجهاز نفسه الأمبير المرتفع. فلا يمكنك أن تقول سأشحن هاتفي الآي فون 6 مثلاً بشاحن 4 أمبير وسيشحن في ساعة. أبل وضعت قيود كهربائية لحماية الجهاز وسيشحن في نفس المدة التقليدية.

لاحظ أن جميع تقنيات الشحن السريع لا تذكر الشحن حتى 100% لكن إلى 60-80%


تقنية الفولت والأمبير “كوالكم”

تعد هذه هى التقنية الأشهر والأوسع استخداماً وتحديداً من شركة كوالكم. ربما يكون الاسم غريباً للبعض لكن كوالكم تعد من الأكبر عالمياً في تطوير المعالجات وكذلك تصنع شرائح الاتصال وتكاد تكون جميع الشركات تتعامل معها بما فيهم أبل (في مجال المودم). شركة كوالكم تقدم تقنية خاصة بها تدعى Quick Charge وهى الآن في جيلها الثالث وتوفر سرعة شحن من 0% إلى 80% في 35 دقيقة فقط. وكان الجيل الثاني يوفر شحن إلى 60% في نفس المدة.

وتعد هذه التقنية بأجيالها هى الأشهر فتجدها في هواتف سامسونج S6-S7 ونوت 4-5-7. وشركة LG في G3/G4/G5 وسوني Z4-Z5-XZ وHTC 8-9-10 وشاومي Mi4-5 وحتى جوجل دعمتها في نيكسس 6. تعمل هذه التقنية على تغيير الفولت وليس الأمبير. فالشواحن التقليدية والحواسب وشواحن أبل وحتى شواحن أوبو ووان بلس السابقة تشحن 5 فولت وتغير الأمبير. لكن كوالكم ترفع الفولت إلى 9 فولت و 12 فولت وبهذا يشترك الفولت والأمبير معاً في شحن الجهاز.

هناك شركات أخرى تعتمد على نفس الأسلوب لكنها تقدم تقنية خاصة بها وليس من كوالكم وأبرز هذه الشركات هواوي في Mate 8 وإن كان أدءها أقل بكثير من تقنية كوالكم.

الأجهزة لابد أن تدعم هى نفسها تغير الفولت أي لا يصلح


أين شركة أبل؟

الحقيقة أن أبل متأخرة بشكل في تقنيات الشحن السريع فلا تزال تعتمد على سرعة شحن 1 أمبير للآي فون و 2.4 أمبير للآي باد. فتجد نفسك تستغرق 4 ساعات لشحن الآي باد 9.7 و 12.9 بوصة. فأبل لديها مشكلة تمنعها من اعتماد تقنية كوالكم وهى أن لكي تضع تقنية QC 3.0 فسيكون على أبل استخدم بعض تقنيات كوالكم مثل معالجات كوالكم التي تدعم التقنية وهنا نقصد سناب دراجون 820 الأحدث والذي تعتمد عليه سامسونج S7 و LG G5 و HTC 10 وسوني XZ وغيرهم. وبالطبع أبل لا تسمح لأحد بالتدخل في تقنيات أجهزتها الداخلية وكذلك تتفوق معالجاتها بشكل واضح على 820 وحتى 821 الذي تستخدم جوجل في بيكسل لذا من غير المعقول أن تقلل أبل من الأداء من أجل تقنية شحن سريع. ولكن!!!

ios 7 battery life

هناك إشاعة انتشرت أن أبل كانت تختبر تقنية شحن سريع وستظهر في 6s ولكن لم يحدث. ثم جاءت إشاعة جديدة بأن أبل ستضع شاحن 2A مع الأي فون 7. لكن كل هذا لم يحدث. لكن لكن أبل سراً سمحت بالشحن السريع مع الآي باد Pro 12.9 بوصة. فبالرغم من أنها ترسل الجهاز اللوحي الضخم ذو البطارية تفوق 10 آلاف مللي أمبير بشاحن 2.4 أمبير وهذا يجعلنا نستغرق 5 ساعات لشحنه. لكن بعض المتخصصين عن اقتناءهم لماك بوك 12 بوصة ذو الشاحن بقوة 29W مقارنة ب 12W شاحن الآي باد وقاموا بتجربة استخدام كابل USB-C to Lightning مع الجهاز وهنا كانت المفاجئة وهى أنه تم شحنه بالكامل في 2.5 ساعة فقط. ويجب العلم أن الآي باد Pro يمتلك بطارية 10307 مللي أمبير. واستغرق 93 دقيقة للوصول إلى 80% مقابل 213 دقيقة للشاحن التقليدي.

لمن لم يدرس الفيزياء فـ الوات = فولت*أمبير… شاحن الآي باد 12 وات = 5 فولت*2.4 أمبير. أما شاحن الماك بوك فتكتب عليه أبل 14.5 فولت*2 أمبير. إذاً فأبل استخدمت تقنية تشبه كوالكم. شاهد الصورة التالية لمقارنة سرعة الشحن:

ipad-pro


كلمة أخيرة

أبل متأخرة جداً في توفير تقنية شحن سريع لأجهزتها. ربما تكون هذه أحد مزايا الآي فون 8. لكن المؤكد لدينا أنها لا تستطيع شراء تقنية من كوالكم وفي نفس الوقت سمحت سراً بالشحن السريع في الآي باد برو.

في النهاية هل لاحظت أن كل الاختبارات تتحدث عن نسب الشحن حتى 80% وليس 100%؟ فتجد الأجهزة تشحن إلى 80% في 45 دقيقة ثم تستغرق 45 دقيقة أخرى مثلاً لتشحن الـ 20% المتبقية؟! السر باختصار وبدون شرح فيزيائي هو أن تتخيل لديك غرفة فارغة وأنت تنقل إليها أثاث، سيكون نقلك في البداية سهلاً لأنها فارغة لكن مع الوقت ستأخذ وقت لتجد مكان للأثاث الجديد. هذا يشبه ما يحدث. وبالطبع تتاثر سرعة بعوامل كثيرة إضافية مثل الحرارة مثلاً.

هل كنت تعلم مسبقاً عن تقنيات الشحن السريع؟ وهل ترى أن على أبل دعمها في أقرب وقت؟

المصادر:

macstories | CNET | QualcommOnePlus |Oppo

مقالات ذات صلة