كل بضع سنين تظهر فئة جديدة من من مواصفات الهواتف وتتنافس فيها جميع الشركات بشكل ضاري، ومع أن التنافس في مجال الكاميرات بدأ مع بداية الهواتف الذكية إلا أنه مع تطور التقنيات الكبير في السنين الأخيرة احتدم هذا الصراع بين الشركات وأصبح يجب على الشركات إثبات أن كاميراتها هي الأفضل، وبما أن الفروق قد لا تكون واضحة للمستخدمين احتاجت الشركات إلى معيار محايد تستطيع اللجوء إليه كي تقول أن هاتفها أفضل من الجميع، وهنا أتى دور مؤسسة DxOMark.


كيف يتم التقييم؟

في الغالب تتباهى الشركات بالتقييم النهائي فقط، فتقول آبل أن الآي-فون 8+ حصل على تقييم 94 (والذي كان أعلى رقم وقت الإعلان عنه) ثم تتباهى جوجل بعدها بمدة بسيطة أنها حصلت على 98 كتقييم نهائي! يا له من رقم أليس كذلك؟ نعم هو تقييم ممتاز ولكن التقييم الحقيقي ليس رقماً نهائياً فقط. بل يتم تقييم كل جزء من أداء الكاميرا على حدة ويتم تقييم التباين في الصور الملتقطة وحده ثم يتم تقييم تشبع الألوان وتوازن اللون الأبيض إلى آخره، ثم يأتي تقييم مماثل للفيديو، ثم في النهاية يتم جمع كل تلك البيانات باللوغاريتمات معينة لديهم عبر حاسب فتظهر تلك النتيجة التي نراها.

(حصل الآي-فون 10 على مجموع 97 بعد صدوره)


100 ليس التقييم الأعلى

عندما تسمع رقم 98 يتبادر إلى ذهنك ذاك الإحساس بأن الرقم شديد العلو لقربه من المئة بما أننا نقيس الكثير من الأشياء بالنسبة المئوية ولكن هذا ليس الحال مع تقييم DxOMark. حيث أن التقييم قد يتعدى المئة ورقم 94، 98، أو حتى 101 هي مجرد أرقام ويكون الأعلى أفضل (حسب التقييم).


كيف يحصلون على الأرقام؟

شيء محير هو كيف يحولون جودة الصور إلى أرقام؟ فأنا قد أرى الصورة وأعطيها تقييم 9 للألوان على سبيل المثال ولكن ما إن تراها أنت تعطيها تقييماً يساوي 10 أو حتى 15. فكيف يحصلون على الأرقام؟

ببساطة هم يلتقطون الصورة ثم يقارنونها بعدة صور على معيارٍ خاص بهم يحتوي على العديد من الصور وتحت تلك الصور تجد الأرقام، وبشكل تقديري يتم اختيار الرقم الذي يمثل تقييم تلك الصورة.


ليس التقييم مناسباً للجميع

هناك ملاحظة أخرى مهمة على التقييم، فالمؤسسة لا تعامل كل مواصفات الصور بنفس الأهمية. مثلاً تجد أن التباين يؤثر بشكل كبير على التقييم ولكن الضباب في الصور يؤثر بشكل أقل، وهناك تأثير Bokeh (أي الخلفية المغلوشة) يحل في النهاية ولا يؤثر كثيراً على التقييم، ولكن ماذا إن كنت تحب ذاك التأثير؟! عندها ستفضل هاتفاً به كاميرا إضافية مخصصة للحصول على هذا التأثير مثل الآي-فون، كما أن تلك الكاميرا توفر لك تقريباً بصرياً لا يتوافر في الهواتف ذات الكاميرا الواحدة. ماذا لو كانت يدك مهتزة وتريد تصوير الفيديو؟ هم يضعون تثبيت الفيديو في المكان الأقل أهيمية عند تقييم الفيديو ولكن هذا قد يكون الأهم بالنسبة لك. الفكرة هنا أنهم هم من يحددون ما هو العنصر الأهم ومن وجهة نظرهم هم وليس من وجهة نظر المستخدم. لذا ربما من الأفضل أن تذهب إلى موقعهم هنا للاطلاع على كل جزء من التصنيف إن كنت تهتم به فعلاً وترى تقييم الهواتف في الفئات التي تريدها تحديداً سواء كان الفيديو أو الزوم والتأثيرات أو حتى خصائص متقدمة أكثر إن كنت تريد ذلك.

كما نلاحظ في الصورة أعلاه فقد حصل الآي-فون 10 على مجموع 101 للصور الثابتة وكما يذكر الموقع فهذا يعني أنه الأفضل للصور الثابتة على الإطلاق.. أما في الفيديو فقد حصل على مجموع 89.

 


تعليق آي-فون إسلام

لم تجنِ DxOMark سمعتها من فراغ فهي بالفعل توفر تقييماً موضوعياً إلى حد ما كما أن اختباراتهم تتم في بيئات عالية الجودة حيث أنها تحاكي بعض المواقف الصعبة في التصوير كما أن لديهم بيئات تحاكي الصور اليومية، ولكن انتشار الحديث عن هذا التقييم في الصحافة التقنية يتم بشكل خاطئ نوعاً ما، حيث أنهم يقومون بنشر مئات الأخبار بمجرد أن يكسر هاتف جديد المعيار وتقول الأخبار أن ذاك الهاتف المعجزة هو الأفضل على الإطلاق ولكن مع كثرة الهواتف الصادرة من الشركات صرنا نسمع هذه الجملة عدة مرات على الأقل كل سنة، فليس من المعقول أن تقوم شركة بإصدار هاتف أسوأ من سابقه ولكن ربما يكون الحديث عن التقييم مبرراً إن قام هاتف بكسر المعيار فمثلاً أعلى تقييم الآن هو 98 من جوجل لذا يجدر بنا إحداث ضجة فقط عند صدور هاتف يكسر الرقم بمراحل.. ربما بتقييم يساوي 115 أو 120؟ هذا تقييمي الشخصي فما تقييمك؟


هل يجب أن تعتمد الشركات على تقييم DxOMark للإعلان؟ وهل نمل من كسر الأرقام المتلاحق؟

المصادر:

DxOMark | DxOMark

مقالات ذات صلة