” لماذا؟، لماذا شركة أبل مبتكرة دوماً؟، سنة بعد سنة فهي مبتكرة أكثر من منافسيها، على الرغم من أنها مجرد شركة كمبيوتر، مجرد شركة كمبيوتر كباقي الشركات، لديها نفس الخبرات ونفس المهارات ونفس الوكالات ونفس الإستشارات ونفس الدعاية والإعلان، إذاً لماذا يبدو وكأن لديها شيء مختلف عن البقية؟” – سيمون سينك.
سيمون سينك، هو مؤلف أمريكي من أصل بريطاني، محاضر تحفيزي ومستشار تسويقي، قام باكتشاف نمط تفكير يتبعه القادة الملهمين والمخترعين المبتكرين والشركات الرائدة مثل ”أبل“، نمط غير نظرته لكيفية سير الأمور في هذا العالم، نمط يتفق على اتباعه الناجحين بعكس بقية الناس، أطلق عليه…
”فكرة الدائرة الذهبية“
يشرح سيمون سينك لماذا بعض المنظمات أو القادة أو الشركات قادرون على الإلهام أكثر من الآخرين؟
What – ماذا؟
جميع الأشخاص والشركات يعلمون ما الذي يقومون به.
How – كيف؟
بعضهم يعلمون كيف يقومون بذلك سواء بطرق عرض مختلفة أو تسعير مختلف أو مواصفات مختلفة
Why – لماذا؟
لكن القليل منهم يعلم لماذا يقوم بما يقوم به
وهنا حين نتحدث عن “لماذا – Why”، لا نعني ما يقومون به هو لتحقيق الربح فقط؛ فهذه نتيجة حتمية، ولكن هنا نتحدث عن ما هو هدفهم؟ ما هي قضيتهم؟ ما هو إيمانهم؟، لماذا هم موجودون في سوق العمل؟
أغلبية الشركات المنافسة تبني استراتيجية تفكيرها من خارج إلى داخل الدائرة الذهبية، بعكس شركة ”أبل“ التي تعتمد على طريق ينطلق من داخل الدائرة الذهبية إلى خارجها.
الشركات المنافسة تفكر بهذه الطريقة:
ماذا (What):
نحن نصنع هواتف رائعة.
كيف (How):
هي مصممة بصورة جميلة وسهلة الإستعمال.
لماذا (Why):
هل تريد شراء واحد؟
شركة ”أبل“ تفكر بهذه الطريقة:
لماذا (Why):
”أبل“ تؤمن بأنها تتحدى الوضع الراهن، وبالتفكير بطريقة مختلفة.
كيف (How):
طريقة ”أبل“ في التحدي هي صنع منتجات مصممة بجودة وجمالية عالية، سهلة الاستخدام وسهلة التعلم.
ماذا (What):
وهذا صادف أن ”أبل“ تصنع هواتف رائعة، هل تريد شراء واحد؟
هذه الطريقة المختلفة للتفكير، تجعلك تشتري من ”أبل“ دون غيرها، آبل تبدأ دائماً بـ “لماذا”، وليس “ماذا”، فالناس لا تشتري “ماذا” لا تشتري هواتف رائعة لأنها فقط رائعة، بل تشتري “لماذا” أنت تقوم بما تقوم به، الناس تود أن تؤمن بما تؤمن به وتكون جزء من هذه الرسالة.
الناس لا تشتري ما تقوم به، بل تشتري لماذا تقوم بما تقوم به
فلا يجب أن يكون الهدف القيام بالأعمال مع كل من يحتاج ما لديك، إنما الهدف أن تقوم بالأعمال مع الأشخاص الذين يؤمنون بما تؤمن به، فإذا كنت أنت لا تعلم لماذا تقوم بما تقوم به، فكيف تريد أن تكون ملهماً، وتجعل الآخرين يؤمنون بما تقوم به وتقدمه لهم؟، فهذا ما تفعله ”أبل“ معنا، فسبب حبنا لمنتجاتها ليس لشرائها فقط والتباهي بها، بل لأننا نحب ما تقوم به، نحب الرسالة والخدمة والإبداع التي تقدمه لنا، فهي تعلم لماذا أصدرت هذا المنتج بهذا الشكل، أو هذه المواصفات، أو بطريقة الإستخدام هذه، ولكن غيرها لا يعلم ذلك.
فلهذه الأسباب ”أبل“ تتفوق على غيرها من المنافسين، فهذه وصفة ”أبل“ السحرية.
لمتابعة محاضرة فكرة الدائرة الذهبية لسيمون سينك:
كاتب المقال: م. سليمان المشموم – الكويت