قبل أيام نشرنا في أخبار على الهامش بأن شركة هواوي تمكنت من التفوق عددياً على أبل وأن تصبح الشركة رقم 2 من حيث المبيعات. لكن في الوقت نفسه شاهدنا قفزات غير مسبوقة في سعر سهم أبل وتجاوزت الشركة حاجز الترليون دولار لتصبح أول شركة متداولة عالمياً تصل قيمتها للترليون. فلماذا حدث هذا الأمر الآن؟ وكيف يصعد السهم بقوة بعد خسارة أبل لمركزها الثاني؟
توضيح هام
بالرغم من الهجوم القوي المتوقع علينا في هذا المقال لكن يجب العلم بأن جميع النقاط المذكورة هي حقائق حدثت ويوجد مصادر في نهاية المقال يمكن مراجعتها والتأكد من أن الأرقام المذكورة صحيحة. نحن سنحاول أن نفسر سوياً سبب الصعود الأخير ووصول أبل لهذه القيمة أي سيكون المقال قائم على تحليل نقاط قوة أبل وهذا قد لا يعجب البعض لكن ما يذكر مؤيد بالأدلة والمصادر.
أفضل ربع على الإطلاق
حققت أبل نتائج أعمال قوية للغاية ويعد الربع الماضي “الربع المالي الثالث” هو أفضل ربع “ثالث” يمر على أبل في كامل تاريخها من حيث عائدات وصافي الأرباح. التقرير أوضح بأن عائدات أبل تحسنت في كل مكان حيث زادت 20% في الأمريكتين و 14% في أوروبا و 19% في الصين و 7% في اليابان و 16% في باقي الدول. درجة إيجابية بالكامل على نطاق الدول. نعم كان هناك خبر سلبي وحيد وهو مبيعات “ماك” التي كانت الأسوأ منذ 8 سنوات لكنها ليست سيئة من منطلق أن “ماك” فقد شعبيته لكن لأن أبل لم تحدث أي أجهزة منذ عام.
لا منافسة تذكر للآي فون
جميعنا يعلم أن أكثر من نصف عائدات أبل تأتي من الآي فون إذاً فالتركيز عليه كان قوياً. هذا الربع جاء مختلفاً. فالآي فون 8 و 8 بلس و X مر على وجودهم بالأسواق 6 أشهر كاملة. أما المنافسون وهم سامسونج S9/S9+ وهواوي P20/P20Pro صدروا في مارس وتوفرها في الأسواق قبل بداية الربع بأيام تعد على الأصابع. أفضل هاتف قدمته سامسونج في تاريخها ومعه هاتف من هواوي يضم أفضل كاميرا وضعت في هاتف. أي لدينا منافسه بين آي فون موجود من 6 أشهر أمام هواتف هي الأفضل في تاريخ شركاتها وصدرت حديثاً. إذاً كان التوقع أن تتراجع مبيعات الآي فون. خاصة مع تسريبات أن أبل سوف تطور الهاتف جذرياً بعد اشهر قليلة. أي يواجه الآي فون تحدي من منافسيه وتحدي من شقيقه القادم. لكن لننظر للأرقام.
◉ باعت هواوي حتى 15 يونيو (أي قبل نهاية الربع ب أسبوعين) عدد يساوي 6 مليون هاتف فقط.
◉ باعت سامسونج حتى نهاية الربع عدد 30 مليون هاتف S9/S9+ (بعض المصادر ذكرت 20 مليون لكن سنأخذ بالأكبر).
◉ باعت شركة وان بلس عدد 1 مليون هاتف OP6 خلال 22 يوم ويتوقع أنها باعت 2 مليون خلال الربع.
◉ باعت أبل في هذا الربع من الآي فون عدد 41 مليون جهاز.
أي أن ذروة مبيعات منافسي الآي فون لا يمكنهم هزيمة أرقامه التي يحققها في ربعه الثالث والذي يعد ثاني أقل مبيعات تحدث لأبل. ولم يتمكن جميع منافسي الآي فون من تخطيه حتى بمجموع مبيعاتهم معاً.
هذا الأمر أرسل إشارة صريحة للمستثمرين بأن منافسي الآي فون لم يعد لهم تأثير حقيقي عليه. وبالمناسبة جميع ما باعته جوجل من هاتفي بيسكل 1 و بيكسل 2 خلال عام 2017 بالكامل هو 4 مليون جهاز أي لا منافسة منه أيضاً.
أحدث أجهزة منافسي أبل لا يمكنهم إيقاف آي-فون قديم فما بالك بالحديث
أبل تأكل من حصة الأندرويد بهدوء
نعم إذا كان العنوان غريب وصادم لك فأبل بالفعل تأكل من حصة الأندرويد في السوق. فبالنظر للربع الأخير كانت أبل حصتها 11.8% وزادتها إلى 12.1% أي أكلت 0.3% من حصة الأندرويد. إذا وسعت الحسابات إلى ال 6 أشهر الماضية فنجد أن حصة أبل كانت 13.2% وزادت لتصبح 13.8%. ولنزيد الحسابات ونجمع مبيعات الشركات آخر 9 أشهر و مبيعات أبل. نجد أن كانت حصتها 15.2% وزادت لتصبح 15.8%. فبالرغم من انخفاض مبيعات السوق ككل في هذه الأشهر ال 6 بأن أصبحت 1079.8 مليون جهاز مقابل 1123.3 مليون فإن مبيعات أبل زادت لتصبح 170.6 مليون بعد أن كانت 169.8 مليون.
باختصاراً للأرقام فإن أبل بشكل بطيء تزيد حصتها السوقية بمعدلات 0.1% تقريباً شهرياً. الأندرويد فقد حصة سوقية 0.7% في آخر 9 أشهر. ولا تظن هذه النسبة صغيرة فهى تساوي 75 مليون جهاز.
أما إذا كنت تتسائل كيف خسرت أبل مركزها الثاني بالرغم من تحسنها فببساطة فإن هواوي كانت تسحب من حصة سامسونج وشركات أخرى. لم تأكل من حصة أبل السوقية بل العكس هو ما حدث.
تزيد أبل من حصتها بشكل دوري ومستمر منذ 9 أشهر بلا توقف
قطاع الخدمات السحري
هذه النقطة تستحق أن يفرد لها مقال مستقل قريباً للحديث عن أهميتها. لكن حتى وقت نشر هذا المقال دعونا نوضح رقم مذهل حدث هذا الربع في قطاع الخدمات هذا وهو أنه وصل إلى 9.54 مليار دولار عائدات لأبل وهو بذلك ثاني أهم قطاع في أبل والمفاجأة أنه قارب أن يصل عائدات أبل من هذا القطاع مجموع ما تحصل عليه من أجهزة الآي باد وأجهزة ماك بكل إصداراته حيث حققوا 10.07 مليار دولار. الخدمات والتي تمثل أبل باي ومتجر البرامج والسحابة والآي تيونز وغيرها تمثل الآن 95% من مجموع عائدات أبل من الآي باد وماك معاً.
نمو هذا القطاع يجعل مستقبل أبل أكثر قوة بكثير كما سنوضح في مقالنا القادم. لكن تذكر ما نقوله عن هذا القطاع وانتظر حتى نتائج الربع القادم وشاهد كيف يتطور. سوف نذكركم بهذا المقال وقتها.
ينمو قطاع الخدمات بشكل سريع في أبل مما يضم لها عائدات مرتفعه طوال العام
الأفضل لم يأتي بعد
المستثمر ينظر إلى كل هذه الحقائق الرائعة ثم يفكر في الخطوة التالية ليجد أمر سار. أبل حققت كل هذه الأرقام الرائعة بالأجهزة القديمة. ال 6 أشهر المتبقية في العام “الفعلي” سوف تشهد صدور 3 أجهزة آي-فون و 2 آي باد وتحديث أجهزة ماك وصدور ساعة وصدور تحديثات لأجهزة مختلفة. فبالتأكيد يطمئن على المستقبل بأنه مشرق حيث يتخيل ماذا سوف يتحدث بعد أن تصدر أبل هذه الأجهزة.
ما رأيك في نتائج أعمال أبل؟ وهل لازلت ترى أن الشركة تنهار كما يردد البعض أم أن الأفضل لم يأتي بعد حقاً؟
المصادر:
NDTV | BGR | theverge | mashable | Apple | IDC