من عادة أبل إخفاء ميزات سرية كثيرة عند صدور أجهزة جديدة أو إطلاق أنظمة جديدة. اضطرت أبل مؤخراً إلى الاعتراف بأن أجهزة آي-فون XS وآي-فون XS Max تحتوي على مشاكل ثم قامت بإصلاح هذه المشاكل وعلى رأسها مشكلة عدم الشحن في وضع السكون. ووقبل أيام ذكرنا في أخبار على الهامش، نتائج اختبارات للبطارية مقارنة مع هاتف سامسونج Note 9 وجاءت نتيجة الاختبار الأول أن نوت 9 هزم آي-فون XS بفارق كبير وواضح، وفي الفقرة التالية مباشرة جاء الاختبار الثاني وفيه هزم الآي-فون XS كل من نوت 9 وبيكسل 3. وهنا يأتي السؤال كيف حدث هذا الأمر؟ هل أحد هذه الاختبارات مفبرك أم كلاهما صحيح؟
قام موقع PhoneBuff الشهير وبمساعدة أجهزة الروبوت بإجراء تجارب على آي-فون XS، وتبين أن أداء بطارية تلك الهواتف ضعيف جداً حتى النسخة الأكبر “ماكس” بالمقارنة مع أحدث هواتف سامسونج Note 9. حيث ذكر الموقع أن XS Max الذي يعد أغلى هاتف ذكي عالمياً لم تتمكن بطاريته من منافسة Note 9 الذي يتفوق على XS بنسبة 35%. ويجب تذكر أن السبب الأساسي غالباً سيكون لأن بطارية النوت أكبر بشكل ملحوظ من أبل التي أضافت بطارية 3174 مللي أمبير مقابل 4000 مللي في النوت.
في الاختبار تم التحكم في درجة الحرارة، وتم تشغيل سطوع الشاشة في كلا الهاتفين على الوضع الافتراضي، وتمت معايرة درجة الصوت بحيث تكون متساوية في كلا الهاتفين أيضاً وبالإضافة إلى ذلك، تم إجراء الاختبار بالكامل باستخدام ذراع آلية تستخدم نفس النمط من النقرات على الشاشة، وتشغيل التطبيقات، والتنقل عبر المكالمات الهاتفية والرسائل وتصفح الويب ووسائل التواصل الاجتماعي والفيديو واختبارات الألعاب.
باختصار، هذا أقرب ما يكون إلى اختبار حقيقي لعمر البطارية في العالم الحقيقي. يمكنك مشاهدة الفيديو.
في نهاية المطاف، فإن بطارية آي-فون XS Max عمرها قصير جدا بالمقارنة بهاتف Note 9، وبما أن آيفون XS عمر بطاريته أقل من XS Max، فإن أجهزة آبل الجديدة تنقصها المنافسة، ولا توجد طريقة لسد هذه الفجوة حتى من خلال تحديث نظام التشغيل.
وأقيمت اختبارات ومراجعات سابقة قام بها موقع Tomsguide واكتشف أن بطارية آي-فون XS أصغر من بطارية آي-فون X وكانت النتائج كالتالي:
هذا الاختبار جاء في إضاءة 150nits وفي وضع تصفح الإنترنت على شبكة 4G. لذا يبدو أن ما قامت به أبل يعتبر خطأ واضح بالمحافظة على سمك الهاتف وعدم زيادة البطارية.
كيف تفوق الآي فون في اختبار آخر؟
وفي تحول مثير، وضعت حوله علامات استفهام كثيرة، أقيم اختبار آخر من قبل اليوتيوبر Mrwhosetheboss أثبت أن عمر بطارية آي-فون XS Max قد تفوق على كل من نوت 9 وبيكسل 3 . شاهد الفيديو:
للإجابة على سر كيف تفوق نوت في الاختبار الأول وفشل في الثاني يجب معرفة “ظروف الاختبار” وهى:
◉ الاختبار الأول: تم الاختبار باستخدام الإعدادات الافتراضية نفسها في كلا الهاتفين بدون تغيير، باستثناء فارق واحد، وهو دقة الشاشة. دقة الشاشة الافتراضية في نوت 9 تبلغ 1920*1080 مقابل دقة شاشة في آي-فون XS Max التي تبلغ 2688*1242 أي أن شاشة أبل تقوم بتشغيل عدد بيكسل أكبر 61% من الذي يقوم النوت بتشغيله وبذلك تفوق نوت 9 على الآي-فون بسبب التوفير في دقة الشاشة وبذلك احتاج الى طاقة أقل بينما آي-فون XS Max عمل بأقصى طاقة.
◉ الاختبار الثاني: حدث العكس تماماً حيث تم تشغيل الهواتف الذكية على نفس التطبيقات التي استخدمت في الاختبار الأول التي استخدمها موقع PhoneBuff، ولكن في هذه المرة، قام بضبط شاشة نوت 9 على أعلى دقة لها 2960*1440 وبيكسل بنفس الدقة أي تم تشغيلهم بعدد بيكسل أكبر 27.6% من الذي يقوم الآي فون بتشغيله وبناء عليه جاءت النتائج تفوق الآي فون. عمل الآي فون لمدة 376 دقيقة مقابل 364 دقيقة لنوت 8 و جوجل بيكسل XL بـ 319 دقيقة.
ماذا تعني الاختبارات ولماذا يؤثر عدد البيكسل؟
الكثير منا يقوم بإطفاء البلوتوث لتقليل استهلاك البطارية أو الواي فاي لكن فعلياً هذه الأمور ليست من تستهلك الطاقة فغالباً 50% أو أكثر يتم استهلاكه بواسطة الشاشة (في الظروف التقليدية). وهنا يأتي دور عدد البيكسل فهى تعني باختصار أن الصورة التي تعرض أمامك مقسمه إلى عدد معين من البيكسل. كلما زاد عدد البيكسل فإن الهاتف يستهلك طاقة أكبر سواء المعالج للعمل أو الإضاءة نفسها فالطاقة التي يحتاجها الجهاز لتشغيل وإضاءة 2 مليون بيكسل أقل من تشغيل 4 مليون بيكسل.
في حالة الآي فون XS ماكس والنوت 9 فإن النوت يأتي ببطارية أكبر 26% فعندما قاموا بعمل اختبار وفيه قام بتشغيل 2 مليون بيكسل مقابل 3.3 مليون في الآي فون كانت النتيجة مبهرة فهو يملك بطارية أكبر وأيضاً يقوم بتشغيل عدد بيكسل أقل وبناء عليه نفذت بطارية الآي فون والنوت به 34% تقريباً. لكن في الاختبار الثاني عندما تم التشغيل بالجودة الكاملة أي قام النوت بتشغيل 4.26 مليون بكسل مقابل نفس ال 3.3 مليون فكانت النتيجة أن تفوق الآي فون بفارق 12 دقيقة وكان الأى فون به 3% فقط أي تقريباً لا فارق يذكر. بحساب النسب المئوية فهاتف جوجل يقوم بتشغيل عدد بيكسل أكبر 27.6% ويملك بطارية أكبر 26% وهنا سنرى أن النتيجة منطقية.
المصادر: