بالأمس كان مؤتمر جوجل للكشف عن منتجات جديدة وعلى رأسها هاتف جوجل بيكسل 3 والذي لم يأتي مفاجأة لأحد من ناحية العتاد فالجهاز مسرب منذ أسابيع وتم استعراضه تفصيلياً من قبل عشرات المواقع حتى أن جوجل نفسها أطلقت فيديو ساخر قالت فيه هل تظنون حقاً أنكم تعرفون كل شيء عن بيكسل 3؟ السؤال كان محقاً لأن جوجل قررت الاعتماد على ميزة ومركز قوتها وهو الذكاء الصناعي فأطلقت هاتف مميز للغاية لكنه بالتأكيد سيحافظ على قصص فشل أسرته كأبيه بيكسل 2 وجده بكسل 1. فكيف يكون الهاتف رائع لكن سيفشل؟
وداعاً للحديث عن العتاد
عندما يترقب أحد هاتف جديد فإنه يبحث عن أخبار العتاد؛ ما حجم الشاشة والكاميرا وفتحة العدسة والسعة التخزينية والبلوتوث وسرعة الإنترنت. فحتى أبل نفسها التي قليلاً ما تتحدث عن تفاصيل تقنية تقف طويلاً للتفاخر بقوة المعالج مثلاً. لكن جوجل كان لها وجهة نظر أخرى وهى لا حديث بعد اليوم عن العتاد؛ فهو فعلياً متشابه مع الجميع. فمثلاً هواتف S9 و Note 9 وشاومي Mi 8 و سوني XZ2 و HTC U12 و LG G7 و OnePlus 6 وغيرهم من الهواتف يعملون بمعالج SD845 فما الجديد أو المبهر أن تقول جوجل أن هاتفها يأتي بنفس المعالج. لذا قررت جوجل فيما يبدو أن تسرب الهاتف ليتعامل معه الجميع ويعلمون هذه التفاصيل التقنية المكررة والمعروفة. والتركيز سيكون في نظام التشغيل ومزايا الذكاء الصناعي.
الذكاء الصناعي أولاً
في مدة عرض الهاتف القصيرة كان نصف الوقت تقريباً للحديث عن الكاميرا؛ ومرة أخرى كررت جوجل نفس الفكرة وهى أن الجميع يتسابق ليضع كاميرا ثنائية أو ثلاثية وربما نرى رباعية لكننا سنقدم لك كاميرا أحادية لكن الذكاء الصناعي الخاص بنا سوف يجعلها غير مسبوقة:
التصوير الليلي: الشركات تلجئ لزيادة فتحة العدسة لاستيعاب أكبر قدر من الضوء؛ ربما يضعون كاميرا إضافية وظيفتها هذا الأمر وجوجل بالفعل تقدم كاميرا 12 ميجا منذ العام الماضي بفتحه f/1.8 فهل نزيدها؟ لا لن نفعل هذا وسنعتمد على الذكاء الصناعي ليقوم بتحليل الصورة وزيادة جودتها ووضوحها. وبالفعل يبدو أن جوجل نجحت حتى أنها سخرت من أبل وقدمت هذه الصورة كمقارنة بين XS وجوجل بيكسل 3
◉ التقريب: منعاً للملل فإن الجميع يضع كاميرا إضافية للتقريب لكن جوجل اعتمدت على النظام لتحسين التقريب دون تقليل الجودة.
◉ عدسة جوجل: دمجت جوجل ميزة عدستها الشهيرة Google Lens في الكاميرا لتستطيع التعرف مباشرة على المحتوى.
◉ الصورة المثالية: كاميرا جوجل تلتقط العديد من الصور وتختار بعدها أفضل صورة فيهم.
◉ التحكم إضاءة الخلفية: مثل الآي فون XS يمكنك التحكم في وضوح وإضاءة الخلفية وشدة الـ Blur الخاص بها.
◉ الأستديو التلقائي: لسبب ما قد تريد أن تلتقط عدة صور وأنت تقوم بحركات وجه معينه. يمكنك القيام بها وسيقوم الهاتف تلقائياً بالتصوير بدون الحاجة لأن تضغط على زر التقاط الصورة فهو يعلم متى وصلت لأفضل شكل ممكن.
◉ التركيز المتحرك: إذا كنت تلتقط فيديو لجسم يتحرك فمن الممكن أن تضغط عليه ليعلم الهاتف أنك تصور هذا الجسم ويتابع “التركيز” عليه ليكون في أوضح شكل ممكن.
الخلاصة يمكننا القول وبدون أن نرى تقارير DXOMARK أنه ترتيب الهواتف هى:
◉ أفضل هاتف بكاميرا أحادية: جوجل بيكسل 3
◉ أفضل هاتف بكاميرا ثنائية: الآي فون XS Max.
◉ أفضل كاميرا ثلاثية وهاتف بكاميرا: هواوي P20 pro
لماذا سوف يفشل بيكسل 3 كالعادة؟
هناك عشرات الأسباب وراء فشل عائلة جوجل بيكسل. فمن لا يعرف فخلال 2017 باعت جوجل 4 مليون هاتف بيكسل فقط وهو رقم زهيد للغاية ولا يقارن حتى بمبيعات الفئة العليا في هواوي وليس سامسونج التي تتصدر مبيعات الفئة العليا أندرويد. ربما أبرز أسباب الفشل قلة الإنتشار العالمي والسعر المرتفع. لندع الآي فون جانباً فهذا هاتف أندرويد تخيل معي أنك مستخدم أندرويد وبالتالي تستهدف الأفضل أي خياراتك هى سامسونج نوت 9 أو هواوي P20 برو أو جوجل بيكسل 3XL. ستجد أن سعر هواوي الآن هو 750 دولار وسعر سامسونج 915 دولار وسعر جوجل 999 دولار. لننظر إلى احتياجات مستخدم الهواتف أو الأندرويد عامة:
◉ أفضل كاميرا: بلا منافس P20 برو من هواوي يليه سامسونج.
◉ تصوير فيديو: سامسونج وخاصة التصوير البطيء 720p@960fps في حين تدعمه جوجل 240fps.
◉ أكبر سعة بطارية: هواوي وسامسونج 4000 مللي أمبير مقابل 3430 لجوجل.
◉ تركيب كارت ذاكرة: سامسونج تسمح حتى سعة 512 جيجا في حين تمنع جوجل هذا.
◉سعة تخزينية: جوجل توفر 64 و 128 جيجا فقط مقابل خيار 256 في هواوي و 512 سامسونج.
◉ الذاكرة: 4 جيجا في جوجل مقابل 6 جيجا في سامسونج (128 جيجا سعة) أو 8 جيجا ذاكرة في السعة التخزينية الأعلى
أي باختصار أنت ستدفع مبلغ أكبر لتشتري به كاميرا اقل وسعة تخزينية أقل وذاكرة أقل وشحن سريع أضعف وجودة شاشة أقل. لكن ستحصل للأمانه على خاصية الرد على المكالمات والتي لن تدعم كل اللغات؛ وكاميرا أمامية واسعة 19mm.
نعم تقنيات الذكاء الصناعي قدمت أداء مبهر في التصوير لكن لدي سؤال؛ هذه التقنيات جعلت كاميرا أحادية تنافس الثنائية والثلاثية نسبياً لكن لماذا لم تقدم ثنائية وتضيف إليها هذه التقنيات؟ كانت لتصبح مبهرة حقاً. فمهما تفوق النظام فيظل العتاد يقدم أداء أفضل. فهل تتخيلون أن تصل جودة التقريب بالذكاء الصناعي إلى نفس جودة التقريب بواسطة العدسات؟ ربما في بعض المواقف لكن بشكل عام تتفوق العدسات.