أعلنت أبل عن عدد من المنتجات الجديدة في مؤتمر الثلاثاء 25 مارس الماضي، بما في ذلك منتج قد ينقل صناعة الألعاب نقلة كبيرة. حيث أعلنت آبل عن خدمة جديدة لبث الألعاب تحمل اسم Apple Arcade بنظام الاشتراك مقتصرة فقط على مختلف أجهزة أبل. وبالتالي تضمن وضع يعود بالنفع المادي الكبير على الجميع. وهذا بالتأكيد سيمهد الطريق أمام صغار المطورين الذين يواجهون مشكلة في دفع الرسوم على الألعاب، وكذلك تضمن لهم تحقيق دخل ثابت. فهل ستؤثر تلك الخدمة على منصات ألعاب شهيرة أخرى مثل بلاي ستيشن واكس بوكس ونينتيندو؟ تابع معنا.


بالنسبة إلى شركات الألعاب الكبرى، قد لا تكون هذه الخدمة جيدة لها. لأنهم لم يواجهوا أي مشكلات في فرض رسوم على الألعاب، فهم بالطبع مسيطرون على صناعة الألعاب وتدر عليهم أموالا طائلة، وبالتالي هم لا يحتاجون إلى خدمة أبل أركيد. لكن قد لا يستمر الوقت طويلا إذا كتب النجاح لتلك الخدمة، فقد تتأثر تلك الشركات خاصة إذا ظهر للعيان ألعاباً ذات جودة عالية ومدعومة بقوة.

ما هي خدمة أبل أركيد؟

هي خدمة اشتراك توفر وقت لعب غير محدود، وبدون إعلانات أو طلبات شراء داخل الألعاب، ويأتي كل ذلك في مجموعة الألعاب التي يتم الاشتراك فيها. كما تتيح تلك الخدمة مشاركة أفراد العائلة في هذا الاشتراك وبنفس المميزات.

وسيتم تمويل بعض الألعاب من قبل أبل، وسيكون تشغيلها حصرياً لمنصة أبل أركيد. ولا يعلم إلى الآن كم ستكلف تلك الخدمة، أو حتى أي تفاصيل عن نسبة العائدات التي سيحصل عليها المطورين، أو أبل نفسها. كذلك لا تعتمد الالعاب على تلك الخدمة بالاتصال بالإنترنت أو البث السحابي، ويمكن ان يتوفر ذلك إذا وجد اتصال للإنترنت، عندها يتم تخزين بيانات تقدم اللعبة. ومن المقرر أن يتم اطلاق خدمة أبل أركيد في الخريف.


وقالت الشركة في بيان صحفي، أن ألعاب أبل أركيد ستعيد تعريف الألعاب من جديد، بل سيتم تنظيمها على أساس الجودة والابداع ومدى جاذبيتها ومناسبتها للاعبين من جميع الأعمار.

وسيتم اختيار الاعاب ليس فقط من خلال التمويل ولكن أيضا من خلال الطريقة التي يتم بها الترويج للعبة داخل منصة آبل اركاد. إذا تم الترويج للعبة بشدة على منصة آركيد، فقد تكون اللعبة ناجحة. وقد يحدث أن تموت اللعبة التي لا يروج لها بطريقة مناسبة، تماما كما يحدث في متجر التطبيقات. ونظرا لأن هذه الخدمة تعد الأول من نوعها بالنسبة للمطورين، فإن الطريقة التي يتم بها الترويج للألعاب ستكون هي المفتاح لنجاحها.


آبل تعمل على تحريك صناعة الألعاب

كما أعلنت أبل على خدمة أبل أركيد قامت جوجل بالمثل تقريباً، وتعتبر الوافد الجديد على ألعاب الفيديو، حيث قامت بالإعلان عن خدمة مشابهة تسمى Stadia وهي خدمة اشتراك ستتيح للاعبين بث الألعاب إلى أي شاشة من السحابة.

حيث تمتلك تلك الشركات رؤى مختلفة عن كيفية صنع ألعاب الفيديو وتشغيلها. ولكن هل سيهيمن نظام الاشتراكات على النظام الحالي أم سيحل محله في النهاية؟

تتصدى أبل آركيد لمشكلتين: أحدهما، تخفيض قيمة الألعاب في متجر البرامج، حيث يوجد ألعاب منخفضة الجودة وبقيمة 3 دولارات. وثانياً محاولة خلق ساحة من التميز في ساحة التطبيقات المزدحمة للغاية. وبهذا تحاول أبل الاستثمار في تلك الألعاب المتميزة بل ستساعد على تطويرها، مع ضمان أنه لا يمكن تشغيل أي من تلك الألعاب إلا على أجهزتها فقط. مما يعود بالنفع عليها وعلى المطورين كما ذكرنا آنفاً.

ومن ناحية أخرى، فإن خدمة جوجل Stadia تهدف إلى جعل اشتراكات ألعاب مثل نينتيندو واكس بوكس وبلاي ستيشن بأسعار معقولة. وتوفر خدمة جوجل Stadia إمكانية التنقل والتحرر من وحدة التحكم، والوصول الفوري للألعاب من أي مكان، حيث يمكنك بدء اللعبة على جهاز والاستمرار في لعبها من حيث توقفت على جهاز آخر مثلاً من التلفزيون إلى الهاتف ثم إلى الكمبيوتر وما إلى ذلك. لكن تلك التقنية تحتاج بالطبع إلى اتصال انترنت سريع.

وبهذه الطريقة، تعمل جوجل على فكرة تحرير ألعاب الفيديو من وحدات التحكم باهظة الثمن والتركيز في الاستثمار في بث الألعاب سحابيا على مختلف الأجهزة. ولا شك أن هذا يجذب ملايين المستخدمين الذين لا يريدون شراء أجهزة تحكم مرتفعة الثمن.


وبالنظر إلى خدمة آبل آركيد، نجد الفارق كبير بينها وبين خدمة جوجل، حيث لم تعلن جوجل حتى الآن سوى عن لعبة احدة فقط وهي DOOM Eternal لأجهزة الكمبيوتر. وفي الوقت نفسه أعلنت آبل عن مجموعة كبيرة من الألعاب التي تنتمي إلى مطورين مشهورين ومبتكرين، وستتوفر كلها من خلال آبل اركاد فقط.

جدير بالذكر أيضا، أن أمازون مستعدة للإعلان عن خدمتها قريباً، بعد أن قضت سنوات في الاستثمار في صناعة الألعاب.

في يوم من الأيام قد تحل خدمات الاشتراكات هذه محل الألعاب التي يتم لعبها باستخدام لوحات المفاتيح والأجهزة المخصصة، بالرغم من استمتاع الملايين حول العالم باستخدام تلك الأجهزة مثل بلاي ستيشن، واكس بوكس، ونينتيندو. لكن من الممكن أبل يتم التخلي عنها إذا تم اقناعهم بميزات سعرية معقولة.

ما رأيك في خدمة أبل أركيد؟ وهل تتوقع أن تسيطر مثل تلك الخدمات على مجال الألعاب وتؤثر على الأجهزة المخصصة؟ أخبرنا في التعليقات.

المصادر:

theguardian | foxbusiness

مقالات ذات صلة