حصلت إمكانية الوصول على تحديث كبير في iOS 13 ونظام macOS Catalina ذكرنا جانبا من هذا التحديث في مقال سابق –هذا الرابط– ولا يتوقف التحديث فقط على القدرة على استخدام الماوس أو إعادة الترتيب، ولكن الأهم من ذلك كله، هو منح المستخدمين القدرة على التحكم الكامل في أجهزتهم باستخدام أصواتهم فقط. فهل يمكن أن يستغني المستخدم عن يديه ويعتمد على صوته فقط لإدارة كل صغيرة وكبيرة حتى أدق التفاصيل على الشاشة التي أمامه بدون تعقيد؟ وهل تعمل تلك الميزة مع كل التطبيقات؟ تابع معنا
عرضت أبل في مؤتمر المطورين 2019 لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يدعى إيان ماكاي على كرسي متحرك ينسق رحلة مع صديق له، مستخدما ميزة التحكم الصوتي الجديدة، وقام بإصدار الأوامر لجهاز الماك وتم التعامل مع كل ما قيل دون تأخير يذكر. وكذلك الأمر في نظام iOS 13 دون لمس الأجهزة، الأمر الذي اعتبره البعض مذهلا بشكل لا يصدق. شاهد الفيديو:
فبدلاً من استخدام ماكاي بضع نقرات بالماوس أو شراء أجهزة مخصصة للتحكم عن طريق اللسان مع تلك الأجهزة، فقد وفرت آبل في نظام تشغيل macOS ونظام iOS الجديدين ما يمنعه من ذلك كله. وهنا تبرز روعة تحديث تلك الميزة، فيمكنك من خلالها التحكم في الماك أو الآي-فون أو الآي-باد بنفس مستوى دقة استخدام الماوس.
والحقيقة أن ميزة التحكم الصوتي الجديدة تختلف تماما عن السابقة في الأنظمة الحالية والقديمة التي تم إهمالها ولم توليها آبل كثير من الاهتمام.
إن التحكم الصوتي في الأجهزة أصبح أمراً شائعاً فإن ويندوز 10 يحتوي على نظام التحكم الصوتي الخاص به، إلا أنه يحتاج إلى مزيد من الاعدادات بخلاف نظام الماك، إلا أنه يعمل جيداً. كذلك، ستصدر جوجل إصداراً جديداً من نظام أندرويد يدعم ميزة مشابهة. وعلى نطاق أوسع، فإن ظهور الأدوات المنزلية الذكية والمساعدين الافتراضيين، جعلوا فكرة التحدث إلى الآلات أكثر قبولاً وانتشاراً. سواء كان الأمر يتعلق بجلب المزيد من الأشخاص لاستخدام المنتجات أو بسبب الحاجة إلى التسهيل وبساطة الاستخدام وألا تكون حكراً على طائفة دون الأخرى، وبالتالي سيكون التحكم في الأجهزة من خلال الصوت أكثر شيوعًا.
إن ميزات مثل التحكم الصوتي المطور، بلا شك أمراً رائعاً لأشخاص أمثال إيان الذين يعانون من إعاقات حركية تجعل الاستخدام التقليدي لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية أمرًا صعبًا. وقالت بريانكا جوش، مديرة الشؤون الخارجية في المنظمة الوطنية للإعاقة: “سواء كنت تعاني من إعاقات حركية أو كانت يديك مشغولة تمامًا، فإن ميزة التحكم الصوتي في إمكانية الوصول سهّلت حياة جميع مستخدمي الأجهزة، وإنه لأمر رائع أن نرى شركة أبل تتقدم في هذا المجال، ومع استمرار التكنولوجيا في إزالة الحواجز التي تحول دون التواصل الاجتماعي والإنتاجية، يجب عليها أيضًا إزالة الحواجز أمام التوظيف”.
كيف يعمل التحكم الصوتي
الطريقة التي تعمل بها ميزة التحكم الصوتي بسيطة: إذا كنت تستخدم جهاز iOS، وقمت بتفعيل الميزة، فسترى ميكروفونًا صغيرًا أزرق اللون يضيء عند استماع الأوامر الصوتية (يتم تعيينه بشكل افتراضي للاستماع للأوامر الصوتية طوال الوقت ما لم تقم بمنع الجهاز من التسجيل عندما لا تنظر إلى الشاشة). وعلى أجهزة Mac، ستظهر لك نافذة صغيرة لتأكيد أن جهاز الكمبيوتر الخاص بك يمكنه سماعك، وما عليك إلا أن تقول الأوامر بشكل واضح حتى يتمكن الجهاز من فهمها بشكل صحيح وتنفيذها.
ثم بعد ذلك يتم التحكم الصوتي حتى في التفاصيل الدقيقة لكل شيء. تقول أبل إن تلك الميزة مبنية الذكاء الصناعي وعلى الخوارزميات الأساسية التي تعمل على تشغيل سيري، لذلك فهي كافية للقيام بالإجراءات المختلفة مثل تشغيل التطبيقات وتحويل صوتك إلى نص وغير ذلك الكثير.
كما أن التحكم الصوتي ذكي بما يكفي للتعرف على العناصر في القائمة أيا كانت، فيمكنك أن تقول “انقر فوق التالي” لقبول شروط خدمة التطبيق مثلا. كذلك، يمكنك إخبار التحكم الصوتي “بإظهار الأرقام” ، وعندها يتم إرفاق رقمًا على كل عنصر في الشاشة ويمكنك التفاعل مع تلك العناصر بمجرد نطق الرقم.
بل الأمر يذهب إلى أعمق من ذلك، فإذا حدث وتعذر على التحكم الصوتي عدم الاستجابة أو اختيار العنصر الذي تريده، يمكنك أن تطلب منه عرض شبكة مربعات على الشاشة، ثم سيتم تمييز كل جزء من هذه الشبكة برقم، ثم يمكنك في هذه الحالة نطق الرقم، والتفاعل مع العنصر المراد. فمن خلال التحكم الصوتي، صوتك سيصل لكل شيء.
القيد الوحيد لميزة التحكم الصوتي، هو الوقت اللازم للتعود على بناء جمل الأوامر المفضلة. في الفيديو التوضيحي، تم التعامل مع معظم الأوامر دون أي مشاكل، لكن الأمر يستغرق بعض الوقت للتعود على استخدام تلك الجمل والسلاسل المطولة اللازمة لاكمال مهمة ما، لكن مع الوقت سيكون كل شيء أسهل بكثير.
محاذير استخدام التحكم الصوتي
هناك بعض المحاذير المحتملة التي يجب أن تضعها في الاعتبار. مثل تأثير استخدام التحكم الصوتي على عمر البطارية، حتى الآن، لم تذكر شركة آبل أي شيء محدد عن ذلك الأمر.
عدم عملها مع كل التطبيقات. لكن يعد المطورون بأنهم سيضعون إمكانية الوصول في الاعتبار وخاصة ميزة التحكم الصوتي الجديدة أثناء بناء تطبيقاتهم. فسيتم تمييز جميع العناصر التي تظهر على الشاشة للتطبيقات الخاصة بهم بشكل صحيح في التعليمات البرمجية الخاصة بهم، حتى يتم التعامل معها بشكل جيد. وهذا يشير إلى أنه من الممكن أن تكون هناك تطبيقات بها قصور ولن تعمل ميزة التحكم الصوتي معها كما ينبغي، فلا يمكن أن نقيس نجاح أو فشل تلك الميزة على تلك التطبيقات.
المصدر: