يمكنك أن تلاحظ من اسم موقعنا أننا متخصصون في الحديث عن منتجات أبل، وهذا قد يجعلك تفكّر ولو قليلًا أننا متحيّزون لها إلا أن الأمر ليس كذلك بالضبط، حيث أننا فقط مهتمين بها إلا أن اهتمامنا هذا ناتج عن انبهار واعجاب شعرنا به جميعًا مع أول آي-فون قد صدر في الأسواق وأيضًا أول جهاز ماك مكتبي أو ماك بوك محمول واليوم سنتحدّث باستفاضة عن الفروقات فيما بين أجهزة الكمبيوتر المعتادة والعاملة عادةً بنظام تشغيل ويندوز وأجهزة الكمبيوتر التي تنتجها أبل، وسنتحدّث أيضًا ضمنيًا عن الأسباب التي تجعل مستخدمي أجهزة أبل لا يستعطيعون الانتقال لأجهزة أخرى، ولكن سنخصّ الكلام هنا عن أجهزة الحاسب من أبل.

قبل أن نبدأ، علينا أن نؤكد حقيقة أن أجهزة الماك تعد ضمن الـ PC ولا يوجد فارق رهيب بين جهاز MacBook على سبيل المثال وأحد أجهزة اللابتوب الأخرى، الفوارق موجودة وبكل تأكيد إلا أني أتحدث هنا عن فرق شاسع كالفرق بين جهاز الكمبيوتر والهاتف الذكي على سبيل المثال. دائمًا ما استمرت أبل في ذكر حقيقة أن أبل بدأت ثورة أجهزة الحاسوب في سبيعينات القرن الماضي من خلال أجهزة Apple II ثم أعادة ابتكارها مرّة أخرى في أجهزة Macintosh في الثمانينات. ما سنفعله الآن -ولو كان به بعض الظلم- أننا سنقارن بين أجهزة ماك وماك بوك وبين أجهزة الكمبيوتر بمختلف مصنعيها.. هل أنت متحمّس؟


المقارنة بين PC و MAC: تجربة الاستخدام

مصطلع تجربة الاستخدام والذي يشار إليه عادة بـ UX–User Experience هو مصطلح نما مع نمو المنافسة بين الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية أيضًا، حيث أن المنافسة لم تعد متوقّفة بالكامل على قوّة المعالجات أو دقة الكاميرات.. بل على تجربة استخدام المنتج نفسه، وكما يمكنك أن تراها وهي بعيدة.. تجربة الاستخدام تعتمد بشكل كبير على نظام التشغيل. نظام تشغيل ويندوز -والمستخدم في معظم أجهزة الـ PC- مرّ بمراحل كثيرة، أسوأها كان ويندوز 8 وأفضلها هو ويندوز 10، حينما قررت مايكروسوفت أن تعمل بأسلوب أبل حيث يكون لديها نظام تشغيل ثابت يأتي له تحديثات، بدلًا من أن يتم إصدار نظام جديد تماماً كل بضعة سنوات كما كان الأمر بداية من ويندوز 98 مرورًا بويندوز XP/7/8/8.1 وويندوز 10.

ويندوز 10 هو نظام تشغيل ممتاز، إلا أنه غير بسيط في استخدامه ولنكن متفقين على هذه الجزئية، وان استخدمته بطريقة بسيطة فلن تحصل على كامل قواه، على الجانب الآخر نظام macOS هو نظام تشغيل نظيف، بسيط وسهل الاستخدام كما أنه مستقر إلى حد كبير إلى جانب مدى التجاوب الرهيب بين نظام التشغيل والهاردوير، وهو ما سنتحدّث عنه تاليًا، لذلك، يمكننا أن نتفّق أن Mac هو الأفضل من حيث تجربة الاستخدام، والأمر ذاته بالنسبة لـMacBook، فكلاهما جهازيّ كمبيوتر!


التكامل مع آي-فون في أجهزة Mac

إن كان هناك كأس ذهبيّة يمكننا أن نعطيها لواحد من الجهازين -ماك أو حاسب عادي- فسأعطيها للماك بدون تردد حينما يتعلّق الأمر بالتكامل بين الأجهزة وهو أمر بدأ في الظهور بشكل كبير بالتزامن مع إصدار Yosemite لنظام تشغيل macOS والذي قوّى العلاقة بين هواتف وحواسب آبل بشكل رهيب حيث أصبح هناك تكامل كبير بين نظام macOS وبين نظام iOS وهذا يشمل كافة الأجهزة التي تعمل بـiOS بالطبع. جميعنا يعلم أنه باستطاعتنا أن نقوم بتحرير أحد النصوص أو تسجيل أحد الملاحظات ومن ثم نجدها قد تنقلت مباشرة إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بأبل في ثواني وهذا دون الاهتماد على أي خدمات سحابيّة خارجية.

أما عن الـPC المعتاد فالأمر هنا أسوأ ما يكون، حرفيًأ، حيث أن جهاز الكمبيوتر الخاص بك يعمل بنظام تشغيل ويندوز بينما يعمل هاتفك بنظام أندرويد أو آيفون، في هذه الحالة أنت لديك جهازين مختلفين تمامًا ولا يسعك إلا استخدام تطبيقات مزامنة الإشعارات وحفظ الملفات مثل Pushbullet أو AirDroid وأيضًا استخدام التخزين السحابي المعتاد! التكامل الكبير بين الأجهزة في أبل هو في حد ذاته ميزة تسويقية رهيبة، يذكر أن شركة مثل سامسونج قد أطلقت تطبيق يدعى Flow لأجهزة الويندوز وهو لربط هاتفك مع جهاز الكمبيوتر، إلا أنه حقًا لا يعتمد عليه.


وفرة أجهزة الـPC مقارنة مع أجهزة Mac معدودة

لا يمكننا أن نحدد ما إذا كانت هذه النقطة ميزة أم عيب، من بعض وجهات النظر قد يعجب المستخدمين بفكرة أن أمامهم مئات الأجهزة للاختيار فيما بينها، لكن هذا في حد ذاته عيب أيضًا، حيث أن هذه الشركات لا تملك توجّه أو رؤية ثابتة، كل منها يفعل ما يحلو له، لكن هذا لا ينكر مطلقًا أن بعض الشركات مثل لينوفو وإتش بي لديها أجهزة في غاية القوة، كما أن لديها أجهزة لابتوب يمكن الاعتماد عليها بداية من 5000جنيه/300 دولار وهذا أمر غير موجود لدى أبل.

أما عن أبل، فهي وكما يمكننا أن نستنتج من محتوى المقال بشكل عام لديها وجهة وأسلوب في التصميم، التطوير والتسويق وأيضًا التسعير. أبل تقدّم لك ستة أنواع من أجهزة الكمبيوتر للاختيار فيما بينها وهي: MacBook Pro أجهزة اللابتوب الأقوى، MacBook Air أجهزة اللابتوب المتوسطة، MacBook وهي التي تتوسط النوعين السابقين، من ناحية أخرى هناك أجهزة Mac، Mac Pro و Mac mini. كل نموذج من الست نماذج يتوفّر بمساحات مختلفة ومعالجات مختلفة لكي تستطيع اختيار من بينها ما يناسبك.

يمكننا أن نلخض هذه النقطة في كون أبل تقدّم أجهزة قليلة لكنها تكفي احتياجات أي شخص، قد يكون التحفُّظ الوحيد على السعر، إلا أن هذا ليس جديدًا على أبل، خاصةً أن أجهزة اللابتوب المعتادة أصبحت تأتي أيضًا بأسعار تتعدى الألفي دولار أمريكي. مع أن أبل تنتج أجهزة محدودة جدًا إلا أنك لن تصدق أنها تأتي في المرتبة الرابعة من حيث الحصة السوقيّة في أجهزة الكمبيوتر! هذا حسب تقرير جارتنر ليوليو عام 2018.


أيهما أكثر أمانًا، أجهزة Mac أم أجهزة الـPC؟

لسنوات عديدة ظلّت أجهزة الماك هي الأكثر أمانًا من حيث التعرض لهجمات المخترقين أو التعرُّض للفايروسات بشكل عام، حيث أنه وطبقًا للإحصاءات ومشاركات المستخدمين فمن النادر أن يصاب جهاز ماك بفايروس ضخم وهذا لأن النظام مغلق جدًا والوصول له محدود في جميع الحالات، إلا أنه والآن أصبح المخترقين أكثر احترافية من أي وقت مضى، جميعنا معرض للفايروسات، لكن الويندوز معرّض لها بشكل أكبر.

• أجهزة ماك تأتي جاهزة للاستخدام مباشرةً

هذه الميزة بشكل عام تُعد واحدة من أبرز مميزات أجهزة الحاسب الخاصة بأبل، حيث أنك وعندما تشتري جهاز ماك يمكنك وبكل بساطة أن تخرجه من علبته وتفتحه وفي خلال ربع ساعة يمكنك أن تبدأ في تعديل الصور، تصفّح الإنترنت وممارسة مهام عملك بكل سلاسة ومن التطبيقات التي ستجدها أمامك بمجرد تشغيل الجهاز نجد iMovie، Photos، Keynote، Facetime، iTunes، إلى جانب الخرائط وغيرها من التطبيقات.

من الناحية الأخرى أجهزة الـ PC العاديّة عادة تأتي دون نظام تشغيل من الأساس -أي تأتي مع Free DOS- وهنا يجب عليك أن تقوم بتنصيب نظام تشغيل مثل ويندوز ومن ثم تنصيب تطبيقاتك وهذه عملية في حد ذاتها قد تأخد منك اليوم كله، كذلك هناك أجهزة تأتي مع نسخة ويندوز إلا أنها تكون عادةً ذات سعر مرتفع أولًأ وذات تطبيقات Bloatware مثبتة مسبقًا، وهذا ثانيًا. أما عن التكامل فأجهزة Mac ونظام macOS يتميّز بأنه قادر على تشغيل أي تطبيق للماك دون أن يضطر المستخدم أن يبحث عن الإصدار المناسب له من البرنامج وما إلى ذلك.

أجهزة ماك أيضًا تتميز في أنها تعمل بنظام من تطوير أبل، أي أنها تنتج الجهاز ونظام تشغيله، لذلك وبكل تأكيد تأتي الأجهزة محملة بكم كبير من السلاسة والتناغم بين النظام والهاردوير، الأمر مشابه لهواتف آي-فون، إلا أن الفارق أن أبل لا تقوم بتصنيع معالجات أجهزة الماك، بل تحصل عليها عادةً من إنتل.


جودة التصنيع والمكونّات الداخلية.. هل ماك أفضل من PC؟

إن كنت تريد جهاز محمول فقط لتصفّح الفيسبوك والقيام بعمليات التسوّق فقط فجهاز ماك بوك ليس الخيار الأمثل بالنسبة لك من حيث السعر، يمكنك أن تشتري جهاز كرومبوك من جوجل ليقوم لك بهذه المهام بكل سهولة وسلاسة، أما أجهزة أبل المحمولة والمكتبية فهي غالية نظرًا للاهتمام بخامات التصنيع، التفاصيل والتصميم نفسه، ولا يمكننا أن ننكر مدى روعة أجهزة MacBook من حيث التصميم والخامات المعدنية، وبالمناسبة، إن اردت شراء جهاز لابتوب بخامات مشابهة فهو على الأغلب سيكلفك ثمن باهظ هو الآخر.

من ناحية المكّونات الداخلية فالأمر هنا يعود لصالح أبل، حيث أن الشركة وكما أسلفنا الذكر تقوم بتصميم نظام التشغيل وتطويره بنفسها ولا تستخدم نظام تشغيل خارجي أو ما شابه، لذلك فالشركة قادرة على تصميم النظام بطريقة تجعل استهلاك الطاقة أكثر حرصًا وكذلك تجعل من العمر الافتراضي للجهاز أطول بشكل ملحوظ. هذا في حين أن أجهزة الـPC تفتقر لهذه النقطة كثيرًا نظرًا لأنه وأيًا كانت المكونات فنظام التشغيل غالبًا واحد ويعمل بنفس الطريقة مع كافة أنواع المكونات الداخلية.. وهي كثيرة.

الآن دورك لتشاركنا، ما رأيك في هذا الأمر؟ خصوصًا إن كنت قد جرّبت كلًا من PC و Mac بشكل مكثّف..

مقالات ذات صلة