منذ عدة سنوات الآن وأبل تقود حملة لجعل الهواتف الذكية لاسلكية تماماً. بدءاً بتطوير الخدمات السحابية وتشجيع تطويرها وتبنيها ومروراً ببدء صيحة إلغاء مدخل السماعة التقليدي من الهواتف. ولكن يبدو أن الشركة تريد القفز للمستقبل الخالي من الأسلاك قريباً جداً. حيث ظهرت عدة تقارير في الفترة الماضية تتنبأ بأن أحد أجهزة الآي-فون لسنة 2021 (الآي فون 13) سيكون بدون منفذ شحن حتى. فكيف تستطيع أبل تحقيق ذلك؟ وما المشاكل التي تواجه الانتقال؟


البديهيات، كيف الشحن؟

بالطبع أول ما يرد في بال قارئ الخبر هو ماذا سيحدث للشحن؟ خصوصاً أن أبل طوال عمرها متأخرة في تقنيات الشحن عن أغلب المنافسين. حتى عندما قررت إضافة خاصية الشحن السريع لأجهزتها فالشاحن لا يأتي في الصندوق مع الجهاز (عدا 11 برو و11 برو ماكس) وأيضاً هو أبطأ من التقنيات التي يستخدمها المنافسون. بل هو أبطأ من بعض الشواحن اللاسلكية في السوق.

كما أن تقنية الشحن اللاسلكي الحالية والتي تقدمها أبل هي تقنية Qi المعتادة بقوة 7.5w أي أبطئ من شحن الهاتف بشاحن آي-باد وليس شاحن سريع. ربما أتى قرار استخدام التقنية المنتشرة كي يكون الجهاز متوافقاً مع الشواحن في كل مكان كالمطارات والمطاعم. ولكن لازالت هناك مشكلة كبرى تتمثل في أنك يجب أن تترك الجهاز فوق الشاحن. فهل من المعقول ترك أي أعمال أو محادثات تقوم بها على الآي-فون حين يأتي وقت الشحن كل مرة؟ وماذا إن كنت أسير في الشارع؟ على أبل إجابة هذه الأسئلة قبل إلغاء منفذ شحن الهاتف.


تقنية جديدة، أو رهان على المستخدم

هناك احتمالان لما سوف تفعله أبل في هذا الخصوص. أولهما هو أن تأتي بتقنية جديدة تماماً للشحن. ربما تقوم بالشحن لاسلكياً عن بعد. ومع أننا نشعر أن من المبكر التفاؤل بهذه التقنية، إلا أنها ليست مستحيلة تماماً. حيث أن أبل تدرسها منذ مدة وسجلت عليها براءات اختراع بالفعل.

أما الاحتمال الثاني وهو ليس مستبعداً أيضاً أن تقوم أبل باستخدام تقنيات شحن مشابهة جداً للحالية ربما مع تعديلات بسيطة مثل شحن أسرع. ونرى ممثلي شركة أبل يصرحون للإعلام أن الجهاز بطاريته ممتازة والشحن سريع. ولذا يمكنك تحمل تركه حين ينفد. وربما تصرح الشركة أن هذا لصالح المستخدم كي يرتاح لمدة نصف ساعة من الجهاز 🤷‍♂️.

وهنا سوف يكون الهدف الحقيقي من الجهاز هو تعويد السوق على فكرة وجود جهازٍ بدون منافذ تماماً. وحث المصنعين على تحسين التقنيات الموجودة. حيث أن الثابت أن السوق دائماً يستجيب لمخططات أبل المستقبلية. حيث لا يريد أحد تضييع القوة الشرائية العملاقة لمستخدمي أبل المنتشرين حول العالم وخاصة في الدول الغنية.


ماذا عن البيانات؟

بالطبع منفذ شحن الهاتف ليس للشحن فقط، بل هو أيضاً لنقل البيانات. فماذا عنها؟

لن تكون هذه أولى خطوات أبل لتصعيب نقل البيانات سلكياً على المستخدم. فقد منعت منذ سنوات تحميل ونقل البرامج من على المتجر بواسطة آي-تونز على الحاسب. كما أن أبل قد أهملت تقنية النقل السلكي بشدة حيث أنها لازالت تستخدم تقنية أقدم لنقل البيانات من خلال مداخل lightning الخاصة بها وتكاسلت في تطويرها على مدى السنين.

غالباً كل هذا ضمن خطة تقليل الاعتماد عليه. والآن أكثر من أي وقت. تريد أبل من الجميع الانتقال إلى المستقبل اللاسلكي. فهناك العديد من خدمات مشاركة الملفات. مثل Air Drop إذا كنت من أصحاب أجهزة أبل. أو Share it الذي يسمح بنقل الملفات بين أجهزة من أنواع مختلفة.

كما أن المستقبل من وجهات نظر كثيرة هو أن تعيش في السحابة. سواء تلك الخاصة بأبل (بعد شراء مساحة إضافية. فالشركة ما زالت توفر 5 جيجابايت مجانية فقط)، أو باللجوء لإحدى الخدمات الأخرى مثل جوجل درايف ودروب بوكس وسحابة مايكروسوفت وغيرهم. والمتوقع أن تقوم بنقل كل أو معظم ملفاتك المهمة إلى تلك الخدمات والتي تتوفر بأسعار متفاوتة بعضها أغلى والآخر أفضل في السعر بكثير. وعند شرائك لجهاز الآي-فون لا تحتاج أن تقوم بنقل كل ملفاتك مرة واحدة. بل تقوم بتصفح برنامج خدمتك السحابية والحصول على الملف المراد عند الحاجة. ويجب أن يكون هذا ممكناً بسرعات الانترنت الحالية. فما بالك وخدمات 5G فائقة السرعة تستعد لغزو العالم؟

بالطبع نعلم أن هذا لن يناسب الجميع. وربما يرتعد البعض لمجرد ذكر الفكرة. ولكن هذا هو هدف أبل للسنوات القادمة. ومع التفكير أعتقد أن هذا ممكن بالنسبة لي. فأنا لا أتذكر آخر مرة قمت فيها بتوصيل جهازي بالحاسب لنقل أي بيانات.


مزيد من الصعوبات

مع أن هناك بعض الحلول لمشاكل إلغاء المدخل، إلا أن المزيد من المشاكل تستمر في الظهور. مثلاً كيف نتمكن من عمل إعادة تهيئة للجهاز من خلال الحاسوب إن واجه مشكلة ما؟ وكيف سيقوم موظفوا صيانة أبل ذاتها بعملهم؟ حيث أنهم يقومون بالوصول للجهاز عبر الوصلة السلكية لإجراء الفحوصات وتأكيد التصليحات المطلوبة حتى قبل لمسهم الجهاز. وماذا عن سوق الملحقات الكبير؟ أين الحل من أبل؟


وصلة ذكية

ربما لن تترك أبل الجهاز بدون وصلات تماماً… فحسب تسريبات الآي-فون القادم، تسعى أبل لوضع وصلة ذكية مغناطيسية في الآي-فون. مماثلة لتلك التي يتسخدمها الآي-باد برو للتواصل مع لوحات المفاتيح. غالباً سوف تقوم الشركة بعمل منظومة للملحقات باستخدام الوصلة الجديدة. وربما لنقل البيانات أيضاً أو الصيانة.


تعليق آي-فون إسلام

من الواضح أن أبل تريد تغيير طرق استخدامنا للهواتف حالياً، والوصول إلى عالم لاسلكي بالكامل. وهذه تصريحات الشركة منذ مدة. ولكنها لم تقم بأي فعل (شجاع) كما أسماه تيم كوك حين تخلص من مدخل السماعة. كما أن أبل لن تقوم بإلغاء المدخل من جميع هواتفها هذه المرة، بل ستبدأ بهاتف واحد فقط. وأنا شخصياً أدعم هذه الخطوة. فنحن لم نشهد الكثير من الإثارة في عالم التقنية منذ مدة. وسيكون من الممتع جداً متابعة استجابة السوق للجهاز وتطوير الملحقات ومواقف الشركات الأخرى منه. كما أني لا أمتلك أدنى شك بأن المستقبل لاسلكي. ولكن نتمنى أن يتأقلم مزودوا الانترنت في العالم العربي بسرعة مع هذا التقدم. لأنهم سيكونون مكوناً أساسياً لنجاحه.

ترى هل تقوم سامسونج بالسخرية من جهاز أبل الجديد في إعلان ثم التخلص من الوصلة في أجهزتها الخاصة بعدها بسنتين؟


هل أنت من المتحمسين لجهاز منفذ شحن وأي وصلات؟ أم تعتقد أنه من المبكر التخلص من وصلة الشاحن؟

المصادر:

iClarified

مقالات ذات صلة