على الرغم من أن شركة أبل تعرضت مؤخرًا لانتقادات من منظمات إيطالية تدعي بأن مزاعم أبل “مضللة” فيما يتعلق بمقاومة الآي-فون للماء، فقد ظهرت اختبارات جديدة تُظهر أنه يمكن أن تكون أبل قللت من شأن مقاومة الأجهزة للماء، وخاصة في آي-فون 12. وقام بعض المختصين بإجراء اختبارات الغمر بالماء على آي-فون 12 للتحقق من المزاعم الإيطالية، تعرف على طريقة اجراء الاختبارات وما النتائج التي توصلوا إليها.

آي-فون 12 يغوص في الماء والنتائج مفاجئة


بداية من آي-فون 8، أعطت أبل جميع أجهزتها تصنيف IP68 لمقاومة الماء والغبار، مما يعني تقنيًا أنها توفر حماية كاملة ضد دخول الغبار والجزيئات الصغيرة إلى الآي-فون، مع القدرة على تحمل الغمر في الماء لمدة 30 دقيقة أو أكثر على عمق ثلاثة أقدام على الأقل.

ومن الناحية الفنية أيضا، فإن تصنيف IP67 الذي يحمله آي-فون 7، يأتي بنفس معايير الغمر بالماء على عمق ثلاثة أقدام ولمدة 30 دقيقة، ومع ذلك فإن تصنيف IP68 يسمح بتجاوز ذلك المقدار بأضعاف.

وفي طرازات آي-فون 12، قالت أبل بأنها تستطيع تحمل الغمر بالماء لمدة نصف ساعة وعلى عمق 20 قدما “6 أمتار” وهي زيادة ملحوظة عن آي-فون 11، الذي يتحمل الغمر على عمق 5 أقدام وبنفس الفترة الزمنية.

وبالرغم من ذلك، أثبتت الاختبارات التي أجريت على آي-فون 11 العام الماضي أنها تجاوزت هذا التصنيف بالفعل بعد أن سقط على عمق 39 قدمًا في خليج مونتيري البارد والمالح في كاليفورنيا ولمدة 30 دقيقة تقريبا، والأكثر من ذلك، سقط آي-فون 11 لأحد الأشخاص في بحيرة ديزني بارك، وتم إخراجه بعد شهرين في حالة ممتازة.


الغوص العميق لآي-فون 12

هذه المرة أجرى موقع CNET اختبارات الغمر بالماء لآي-فون 12، وكانت قد أجرت اختبارات الغمر بالماء على آي-فون 11 في العام الماضي ولمسافات أعمق مقارنة بآي-فون 12 بالشراكة مع Sofar Ocean Technologies و Mission Robotics .

وجاءت نتائج الاختبارات  كالتالي:

آي-فون 11 الذي جاء بتصنيف IP68 والمقدر له مسافة 5 اقدام فقط، يمكنه أن يتحمل ما يقرب من 40 قدما من الغمر في الماء في خليج بارد من المياه المالحة، ومن المنطقي أن يكون آي-فون 12 قادرًا على القيام بأكثر من ذلك.

لإجراء الاختبار، قام الفريق بتثبيت آي-فون 12، على غواصة بدون غواص تابعة لشركة Mission Robotics، والتي يمكن أن تصل إلى عمق 984 قدمًا (300 متر) تحت سطح الماء. وتوفر الكاميرا المدمجة فيها ملاحظات عن بُعد، إلى جانب تفاصيل حول العمق ودرجة حرارة الماء.

تضمن الاختبار الأول ببساطة التحقق من تصنيف أبل بـ IP68 لآي-فون 12، وتم الغوص على عمق 19.6 قدمًا والبقاء لمدة 30 دقيقة. وكانت درجة حرارة الماء في هذه الحالة 11 درجة مئوية.

ليس من المستغرب أن يعمل آي-فون 12 بشكل جيد بعد أن تم إخراجه من الماء، فهذا هو المقياس المقدر له من قبل أبل، لكن ضعف طفيف في صوت السماعة، وهذا واضح أنه بسبب الماء، وبالتالي ستتحسن بعد أن تجف. ثم قام الفريق بزيادة المخاطر والحمل على الآي-فون.


في مسافة أعمق

تم غمر الآي-فون على عمق 65 قدمًا، أكثر من ثلاثة أضعاف تصنيف العمق الرسمي من أبل. كان الماء عند هذا العمق أبرد قليلاً، 10 درجات مئوية. وقرروا زيادة المدة لـ 10 دقائق إضافية، وبذلك يصل إجمالي وقت الغمر إلى 40 دقيقة.

وكانت النتيجة مذهلة، حتى بعد قضاء 40 دقيقة في 65 قدمًا من الماء البارد، استمر آي-فون 12 في العمل كالمعتاد، مع ضعف طفيف أيضا في جودة صوت السماعات.

بعد ذلك، تم إيقاف تشغيل آي-فون 12 وتجفيفه لمدة 72 ساعة، وبعد ذلك قام الفريق باختباره مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان قد حدث أي ضرر على المدى الطويل، يعني يمكن ان تظهر العيوب بعد التجفيف، وهذا يحصل كثيرا فقد تصدأ المكونات وبالتالي يحدث تلامسات بينها أو يحدث لها تآكل وتنفصل عن مساراتها، وبالتالي تبدأ الأعطال في الظهور. وهذا ما حدث، فبعد أن جف الآي-فون تماما، ظهر بخار ماء وضباب على الكاميرات الخلفية والأمامية.

ونظرًا لاستنفاد البطارية، احتاج الفريق إلى إعادة شحنها، حيث استخدموا كبلًا سلكيًا عبر منفذ Lightning، ولكن عند تشغيله، بدا أن الآي-فون عالق في شاشة التشخيص، غير قادر على تجاوزها حتى بعد عمل استعادة عن طريق MacBook فقد ظل عالق في شاشة التشخيص.

ليس من الواضح سبب حدوث هذا الخطأ بعينه، فقد يكون تلفا بسبب المياه أو بسبب التحول في درجة الحرارة من مياه البحيرة الباردة إلى درجة حرارة الغرفة، أو حتى مزيج من الاثنين معًا.

ولكي نكون منصفين، كان هذا الاختبار قاسيا، فقد تم غمر الآي-فون على عمق أكثر من ثلاث مرات من التصنيف الطبيعي.


ماذا يعني هذا

يبدو أن الاختبارات تشير إلى أن ادعاءات أبل بشأن مقاومة الماء دقيقة، كما أنه محدود بحدود لا ينصح بتجاوزها، على الأقل في ظل الظروف المثالية.

من المهم أن تتذكر أن ضمان أبل لا يغطي التلف الناتج عن الماء بأي شكل من الأشكال أي على أي عمق أو أي مدة. وهذا هو جوهر الغرامة المالية البالغة 12 مليون دولار التي فرضتها إيطاليا مؤخرًا على شركة أبل، نظرًا لأن وكالة تنظيم مكافحة الاحتكار الإيطالية تعتبر عدم رغبة شركة أبل في ضمان الماء دليل على أن تصنيف IP68 الخاصة بها ليس حقيقيا. على الأقل ينبغي على أبل إبلاغ المستخدمين بأن تصنيفات IP68 تعتمد فقط على ظروف معملية مثالية ومدروسة، وهي ظروف تختلف كثيرا عن الظروف الطبيعية لإسقاط الهاتف في الماء.

من ناحية أخرى، نظرًا لأنه من المستحيل إثبات كيفية حدوث تلف بالمياه، فإن موقف سياسة الضمان الرسمي لشركة أبل هو افتراض أنه في حالة وصول الماء إلى الآي-فون، فهو يدخل تحت بند إساءة الاستخدام.

لذا فإن المحصلة النهائية هي أننا لا نوصي بالاعتماد على مقاومة الآي-فون للماء إلا في حالة الحوادث فهنا أنت وقدرك.

وإذا كنت من هواة التصوير تحت الماء فينصح بشدة استخدام غلاف مقاوم للماء مناسب، حتى هذه أيضا ليست موثوقة تماما، مثل ما حدث مع أغطية LifeProof حيث تسربت المياه داخله. والخلاصة أن المياه هي العدو اللدود للهواتف فاحذر منها وخاصة المالحة.

شاهد فيديو الاختبار

هل حدث وأن أسقط هاتفك في الماء؟ وماذا فعل بعدها؟ وما رأيك في طريقة ونتائج تلك الاختبارات؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر

idropnews

مقالات ذات صلة