في كل مرة تقوم أي شركة بالإعلان عن جيل جديد من هواتفها الذكية، تمنحه أحدث التقنيات والتي تكون أكثر تقدما من الموجودة في الإصدارات السابقة، وهذا يشمل أحدث كاميرا ونظام التشغيل وبالطبع أحدث معالج، ولكن كما يقولون خالف تُعرف، وهذا ما فعلته آبل حيث كشفت النقاب عن سلسلة آي-فون 14، لكن معظم الترقيات ومن ضمنها المعالج كانت حكرا على الفئة برو ولهذا يتساءل البعض لماذا لم يأت آي-فون 14 القياسي بمعالج آبل الأحدث A16 ؟
سلسلة آي-فون 14
يجب أن تكون على دراية بأن ما فعلته آبل مع سلسلة آي-فون 14 ليس غريبا عليها، لأن لديها سجل حافل من الميزات التي قررت إزالتها من الآي-فون وإليك بعضها:
هل تتذكرون…
- في عام 2017، قامت بإزالة مقبس سماعة الرأس من آي-فون 7
- في عام 2018، قامت بإزالة معرف البصمة من آي-فون 8
- في عام 2020، قامت بإزالة السماعة والشاحن من العلبة في آي-فون 12
هل وجدت النمط أو استنتجت شيئا من كل ما سبق؟
عندما تقوم آبل بإزالة ميزة معينة من الآي-فون فإنها تفعل ذلك بشكل متعمد للتربح إما عن طريق زيادة الإيرادات أو خفض التكاليف أو كليهما ومع تشكيلة آي-فون 14، قررت آبل أن تقوم بتنفيذ نفس الاستراتيجية.
كيف ذلك؟
قررت آبل مع آي-فون 14 القياسي وآي-فون 14 بلس عدم جلب الكثير من التحسينات والترقيات بالإضافة إلى استخدام شريحة A15 القديمة التي تعمل بوحدة معالجة رسومات خماسية النوى وفي نفس الوقت، قدمت لنا شريحتها الأحدث A16 لآي-فون 14 برو و آي-فون 14 برو ماكس، لإغراء المستخدمين بالتفكير في الفئة الأغلى من الآي-فون، وتلك الإستراتيجية ساعدتها على تقليل تكلفة الإنتاج للطرز العادية وزيادة الأرباح بالنسبة للطرز برو.
سبب آخر؟
يمكن التفكير في سبب آخر جعل آبل تقرر عدم تضمين A16 في آي-فون 14 العادي، واعتقد أن السبب هو رغبتها في عدم رفع الأسعار الخاصة بالفئة العادية من الآي-فون في ظل التضخم والركود الاقتصادي الذي يضرب العالم، ولهذا استبعدت المعالج الجديد وفي المقابل، قدمت بعض التحسينات الأخرى مثل اطالة عمر البطارية وكاميرا أفضل ولا ننسى ميزة الإتصال بالقمر الصناعي (متاحة فقط لمستخدمي أمريكا وكندا).
ما النتائج المترتبة على ذلك؟
إذا قارنت بين آي-فون 13 برو وجالاكسي S22 ألترا، سوف تجد شريحة A15 تقدم أداء أقوى من أي شريحة موجودة في هاتف آخر وهذه حقيقة لا مفر منها، ولكن هذا القرار من آبل سوف يؤثر عليها بالسلب الفترة القادمة، لأن المستخدمين سوف يجدون أن آي-فون 14 العادي يُشبه كثيرا آي-فون 13 برو في الإمكانيات والأداء لذا سوف يحتفظون بأجهزتهم لعدة سنوات بدلا من التفكير في الترقية التي كانت في الغالب تحدث كل عام.
أخيرا، هذه كانت بعض الأسباب التي دفعت آبل لعدم تضمين أحدث معالج في أحدث أجهزتها ولكن يؤسفني أن أقول لكم بأن ما تفعله آبل يؤثر على صناعة التكنولوجيا بأكملها، وعندما تقرر الشركة فعل أمر ما مهما كان غير متوقع فإن باقي الشركات تحذو حذوها، هذا يعني أنه حتى مستخدم الأندرويد سوف يجد الفترة القادمة سامسونج وهواوي وشاومي وغيرهم قد توقفوا عن تضمين أحدث معالجاتهم في هواتفهم الرائدة والسبب هو آبل.
المصدر: