لطالما هيمنت آبل على سوق الهواتف الذكية عندما يتعلق الأمر بالإيرادات والأرباح، ولكن كان العملاق الكوري هو المسيطر على السوق من حيث المبيعات الإجمالية والحجم، وظلت سامسونج متربعة على عرش سوق الهواتف الذكية منذ العام 2010 وحتى العام الماضي، لكن تمكنت آبل أخيرا، وبعد 13 عاماً تقريبا من أن تُزيح غريمها التقليدي، وتُهيمن على عرش سوق الهواتف العالمي، كيف فعلتها آبل؟


سوق الهواتف الذكية

وفقًا لشركة أبحاث السوق IDC، استحوذت آبل على حصة سوقية بلغت 20.1% بينما بلغت نسبة سامسونج 19.4% أما الشركة الصينية شاومي، فبلغت حصتها 12.5%. من جانبها، استحوذت أوبو على حصة سوقية بلغت 8.8%، بينما حصلت شركة Transsion الصينية على حصة سوقية وصلت إلى 8.1% (تركز على الهواتف المنخفضة في أسواق مثل أفريقيا والهند والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية).

وتقول شركة أبحاث السوق أن نجاح آبل كان مدفوعًا إلى حد كبير بقرار العديد من المستخدمين في الترقية وشراء هواتف رائدة تتمتع بميزات جديدة وتصميم قوي بغض النظر عن السعر (تُمثل الآن أكثر من 20% من السوق) بجانب برامج الاستبدال التابعة لآبل Trade-in وخطط التمويل بدون فوائد، كل تلك العوامل ساعدت على نمو الشركة الأمريكية وزيادة مبيعاتها خلال العام الماضي.

أما سامسونج فقد ركزت العام الماضي إلى حد بعيد على سوق الهواتف المتوسطة والرائدة من أجل زيادة أرباحها، وأهملت سوق الهواتف المنخفضة، الأمر الذي جعلها تخسر حصة كبيرة من السوق للشركات الصينية مثل شاومي وأوبو وترانسشن التي تمكنت من الاستحواذ على حصة الأسد في سوق الهواتف بأفريقيا.

قالت نبيلة بوبال مديرة الأبحاث في شركة IDC إن آبل تمكنت من تخطي سامسونج، على الرغم من العقبات التي تواجهها بما في ذلك، التحديات التنظيمية والمنافسة المتزايدة في الصين التي تعد أكبر سوق للشركة الأمريكية وإليك أفضل 5 شركات هواتف ذكية على الصعيد العالمي الآن:

  • آبل: عدد شحنات بلغ 234.6 مليون هاتف ذكي
  • سامسونج: عدد شحنات 226.6 مليون هاتف ذكي
  • شاومي: عدد شحنات 145.9 مليون هاتف ذكي
  • أوبو: عدد شحنات 103.1 مليون هاتف ذكي
  • ترانسشن: عدد شحنات 94.9 مليون هاتف ذكي

ومن الجدير بالذكر أن آبل هي الشركة الأمريكية الوحيدة المصنعة للهواتف في القائمة. أما سامسونج فهي شركة كورية، وبقية الشركات الأخرى صينية.


آبل والصين؟

على الرغم من أن شعبية آبل وامتلاكها أكبر مصنع لها في الصين، كما أن السوق الصينية أحد أهم وأكبر الأسواق للآي-فون فضلا عن تصنيع العديد من منتجات الشركة الأمريكية هناك، إلا أن مبيعاتها انخفضت إلى 30% على أساس سنوي حيث خسرت الشركة الأمريكية المعركة أمام الشركات الصينية مثل هواوي وشاومي التي قدمت هواتف تنافسية مليئة بالميزات المذهلة التي يبحث عنها المستخدمون.

وعلى ما يبدو، فإن آبل تتخلى بشكل تدريجي عن الصين سواء في تصنيع منتجاتها أو حتى بالنسبة لحصتها في السوق. ولعل ذلك يرجع إلى الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين والتوترات التي استمرت لسنوات. وتسببت في مشاكل جمة لصانع الآي-فون ولسلسة التوريد وعملية الإنتاج الخاصة به. كما أنها تخشى رد فعل حكومة بكين في فرض عقوبات عليها على غرار ما تفعله حكومة واشنطن بالشركات الصينية. بجانب المنافسة الشرسة مع الشركات المحلية. ولهذا تركز آبل على أسواق أخرى وبالنسبة لتصنيع منتجاتها. كما وجهت نظرها إلى الهند التي تُجَهَّز لتكون بديلا للصين خلال السنوات المقبلة.

أخيرا، ربما احتلت آبل الصدارة خلال العام الماضي، لكن سامسونج عازمة على استعادة مكانتها مجددا هذا العام. وخاصة أنها على وشك إطلاق سلسلة جالاكسي S24 التي ستكون مدعومة بالعديد من الميزات القوية، وعلى رأسها تقنيات الذكاء الاصطناعي.

هل تعتقد أن آبل بإمكانها الحفاظ على القمة لفترة أطول، أخبرنا في التعليقات

المصدر:

idc

مقالات ذات صلة