أدخلت آبل تعديلاً على تحديث iOS 17.4.1 الأخير، أثار ضجة لدى الاحتلال ومن يؤيدهم، ففي الأسبوع الماضي، لاحظ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدين للاحتلال أن لوحة مفاتيح الآي-فون تقترح الرمز التعبيري للعلم الفلسطيني عند كتابة كلمة “القدس”، وأن هذا لم يحدث قبل هذا التحديث، فقد كان يظهر علم الاحتلال عند كتابة “القدس Jerusalem” كرمز تعبيري. حتى إنهم من صلفهم وعجرفتهم المعهودة على مر العصور يصفون هذا الأمر، وأنه شكل من أشكال معاداة السامية.

لطالما كان وضع مدينة القدس موضوعًا للجدل. فباستثناء الكيان المحتل نفسه، لا يعترف سوى عدد قليل من الدول بالقدس عاصمة لها، بما في ذلك الولايات المتحدة منذ عام 2017. ومع ذلك، تنظر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام إلى القدس على أنها مدينتان، القدس الشرقية والقدس الغربية، حيث يعتبرون القدس الشرقية، بما في ذلك البلدة القديمة بأكملها، جزءًا من الضفة الغربية أو فلسطين المحتلة.


تقول آبل إنها ستصلح الرمز التعبيري

على ما يبدو، أن آبل تعتبر ذلك الأمر مشكلة. وقالت في بيان لبعض المواقع الإخبارية إن الرمز التعبيري خطأ كانت غير مقصود، وأنها تخطط لإصلاح ذلك في تحديث قادم.

وفقًا لأحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، قال إنه اختبر مشكلة رمز العلم الفلسطيني، وقال إنه لا يظهر لجميع مستخدمي الآي-فون. وهذا يعتمد على إعدادات لوحة مفاتيح الآي-فون الخاصة بكل مستخدم.

وقال مستخدم على منصة X المعروف ب @DaniRFlynn أنه عندما غيّر خيارات لوحة المفاتيح في إعدادات الآي-فون، وجد أن رمز العلم الفلسطيني كان يُقترح فقط عند كتابة كلمة “القدس” على لوحات المفاتيح الإنجليزية البريطانية والإنجليزية السنغافورية والإنجليزية جنوب أفريقية.


هذه ليست المرة الأولى التي تسبب فيها آبل جدلاً يتعلق بالشؤون العالمية خاصة الجيوسياسية الحساسة. فيما يتعلق بقضايا الرموز التعبيرية تحديدًا، فقد قامت آبل بإزالة رمز علم تايوان في عام 2019 من لوحة مفاتيح iOS لمستخدمي هونغ كونغ وماكاو.

في عام 2019، بدأت خرائط آبل تُصنف شبه جزيرة القرم جزءًا من روسيا. وواجهت انتقادات لاذعة بسبب هذه الخطوة. وفي عام 2022، بعد غزو روسيا لأوكرانيا، غيرت خرائط آبل تصنيف شبه جزيرة القرم لتعود جزءًا من أوكرانيا بالنسبة للمستخدمين خارج روسيا.

الأمر لا يقتصر على آبل فحسب. في أكتوبر الماضي، وجد مستخدمو إنستجرام الفلسطينيون أن بياناتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي كانت تُترجم بشكل غير دقيق من قبل المنصة، وتشير إليهم بعبارة “إرهابي فلسطيني Palestinian terrorist”. لكن اعتذرت شركة ميتا “فيسبوك” في ذلك الوقت عن المشكلة، وقدمت إصلاحًا عاجلاً.


من الآخر

لا شك أن شركات التكنولوجيا وخاصة الكبرى تواجه تعقيدات حيال التعامل مع القضايا الجيوسياسية الحساسة وأهمية معالجة مثل هذه القضايا بسرعة وحساسية، وعلى هذه الشركات أن تراعي عملاءها وجمهورها في كل مكان. ونحن كمجتمع عربي وخاصة الخليجي يتم النظر إلينا بنظرة خاصة جداً، أعني بذلك ما نمتلكه من أموال وموارد ليست عندهم، فهم يحتاجون إلى هذه الأموال وهذه الموارد، فعليهم أن يحسبوا لهذا السوق حسابه، وعلينا أن ننافح عن أبسط حقوقنا، ولا نتركها لقمة سائغة يلوكها هؤلاء الأعاجم كيفما شاؤوا.

 

ما رأيك فيما تفعله شركات التقنية حيال القضايا الحساسة؟ وماذا ينبغي أن تفعل؟ أخبرنا برأيك في التعليقات.

المصدر:

me.mashable

مقالات ذات صلة