دائما ما تُثار تساؤلات حول ما إذا كانت الهواتف الذكية قادرة على التجسس علينا والإستماع لما نقوله دون علمنا. وفي الحقيقة لم يتم إثبات ذلك إلى الآن لكن في هذا المقال، سوف نُثبت بالفعل أنه يتم استخدام المايكروفونات في هواتفنا الذكية لتسجيل كل ما نقوله لإستخدامه في الأغراض التسويقية وإستهدافنا بالإعلانات ذات الصلة بمحادثاتنا.


الهواتف تتجسس علينا

ذكر تقرير من 404 Media أن شركة Cox Media Group (CMG ) التي تمتلك مجموعة من المنصات الإعلامية، كانت تقدم لعملائها من المعلنين منصة إعلانية تسمى Active Listening. والتي من شأنها أن تقدم إعلانات بناءً على المحادثات التي تُجريها في “مدى السمع” لميكروفون هاتفك.

على سبيل المثال، قد تقول لزوجتك (بالقرب من هاتفك) أنك تُفكر في شراء سيارة جديدة أو ربما تخطط لقضاء عطلة في جزيرة المالديف، بعدها سوف تظهر إعلانات خاصة بالسيارات أو حتى بأهم الجزر لقضاء غطلة سعيدة عند استخدام هاتفك الذكي خلال الأيام القليلة القادمة.

بالطبع تعد الخدمة المقدمة من شركة Cox Media Group مهمة جدا وأمر منطقي للمعلنين. لأنهم يفضلون إنفاق أموالهم على الإعلانات المستهدفة التي تجلب لهم عائد سريع.


كيف يتم التجسس عليك

لكي تعمل خدمة التنصت عليك بفعالية، تستخدم الشركة الذكاء الاصطناعي لالتقاط المحادثات التي يمكن استخدامها للعثور على المنتجات التي قد يكون مالك الهاتف مهتمًا بشرائها على الفور. بصفتك معلنًا، لا يمكنك العثور على مجموعة من المشترين المؤهلين أكثر من أولئك الذين يقولون إنهم بحاجة إلى منتجك في أسرع وقت ممكن.

ولإثبات أن خدمة Active Listening حقيقية ويتم تقديمها للمعلنين، تم تسريب عرض تقديمي أعدته شركة CMG للمستثمرين. وفي العرض التقديمي، تعترف الشركة باستخدام AI من أجل التقاط بيانات النية (المعلومات التي تُظهر رغبة الشخص ​​في إجراء عملية شراء محتملة). في الوقت الفعلي من خلال الاستماع إلى المحادثات الخاصة بالأشخاص عبر هواتفهم الذكية.

يشير العرض التقديمي الذي تم تسريبه إلى أن شركات مثل جوجل وأمازون وفيسبوك هم عملاء لشركة CMG. ومع أن موقع 404 Media تواصل مع تلك الشركات، إلا أنهم استنكروا هذا الأمر. وقالت ميتا (الشركة الأم لفيسبوك) أنها تراجع شراكتها مع CMG لمعرفة ما إذا كانت تنتهك خصوصية المستخدمين. أما جوجل فقد طردت CMG من برنامج شركاء الإعلان الخاص بها بعد إنتهاكها شروط الخدمة. أما أمازون فقالت أنها لم تشترك من قبل في برنامج Active Listening.

أخيرا، بالطبع استخدام هواتفنا للتجسس علينا والتنصت على ما نقوله يعد انتهاك صارخ لخصوصيتنا. لكن ما لا تعلمه يا صديقي أن الأمر قانوني تماما. لأنك عندما تقوم بتنزيل تطبيق ما، لا تقرأ سياسة وشروط الاستخدام والتي تكون طويلة ومملة. لكن إذا أمعنت النظر، ستجد غالبا أن معظم التطبيقات قد تستخدم الاستماع النشط. لذا في حال تم التنصت عليك بواسطة هاتفك الذكي، فهذا يرجع إلى أنك وافقت على الأمر دون أن تدري. وبالتالي تفلت تلك الشركات من المسائلة القانونية.

هل تعتقد حقا أن الآي-فون يتنصت عليك؟، أخبرنا في التعليقات

المصدر:

404media

مقالات ذات صلة