لازال نقص الثقافة التقنية في الأوساط العربية يمثل مشكلة كبرى وعائق في طريق التقدم والتحضر والاستفادة من التطورات التقنية والبناء عليها في سبيل ظهور نهضة تقنية علمية عربية قوية، فمثلا التقرير الذي بثته قناة الجزيرة حول استخدام الآي فون في التجسس والذي رددنا عليه قديما لن يتصور أحد مدى ترسيخ المعلومات الزائفة التي بثها في عقول المشاهدين خصوصا مع الانتشار الواسع لمشاهدي هذه القناة والذي يتجاوز عشرات الملايين ممن لا يشكون ابدا في صدقية معلوماتها وموثوقيتها وهنا المشكلة الكبرى!
فما زلت حتى اليوم أقابل العديد ممن لا يشكون أدنى شك أن الآي فون يتجسس بالفعل على مستخدميه، ليس هو فحسب بل كل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتي تقوم بتصويرهم أيضا ونقلها الى السي آي ايه!
يقول الخبر الجديد أن شرطة دبي بصدد اطلاق حملة لتوعية الأسر بمخاطر الآي فون والبلاك بيري على أطفالهم والمرافقين “بسبب ما تنشره في أوساطهم من صور مخلة بالآداب” لاحظ كيف تم تقزيم وظيفة هذه الهواتف!
و “إن الحملة ستوجه للأسر على وجه التحديد لمنع وصول هذا النوع من الهواتف إلى أيدي الصغار، داعيا الآباء والأمهات إلى إبعاد أبنائهم عنها حتى يبلغوا الرشد والكمال والاتزان.”
طبعا فيما يبدع صغار الغربيين من خلال هذه الأدوات الحيادية وتتفتق ابداعاتهم ببرامج وملحقات ونرى أحد الصغار ممن يبلغ من العمر أربعة عشر عاما فقط ينجح في صنع لعبة مجانية تتمكن من ازاحة اللعبة الأشهر على الاطلاق في تاريخ الآي فون “الطيور الغاضبة” من المركز الأول في أكثر التطبيقات شعبية في المتجر، نقوم نحن بمنع هذه الهواتف عن صغارنا بحجج واهية.
فالآي فون ونظرائه من الهواتف الأخرى ما هي كما ذكرنا الا أدوات محايدة تستخدم للخير والشر وليس الحل هو بالمنع بل باستخدام مافيه من ميزات وتقنيات تمكن الجميع من كل الأعمار من استخدامه مع التقنين للمراهقين وصغار السن عبر عدة أدوات مميزة منها ما يوفرها الآي فون ويغفل عن استخدامها الكثير وهي ما تسمى بالقيود أو Restrictions حيث بإمكاننا وباستخدام هذه القيود وعبر كلمة سر خاصة فيها من أن نصل الى درجة عالية من الأمان تمكننا من أن نضع الآي فون او الاي باد او اليبود تاتش في أيدي المراهقين بطمأنينة كاملة بعد تخصيصه مثلا في منع تشغيل اليوتيوب أو الكاميرا ومن ثم الفيس تايم وغيرها من التطبيقات. حيث ستختفي فورا من شاشة الآي فون فور منعها وتعطيلها. (نستطيع الوصول الى هذه الخدمة بسهولة من خلال الاعدادات – عام – القيود. كما في الصورة أدناه)
أيضا يمكننا التحكم عل مستوى الخدمات فنستطيع منع تثبيت أو حذف تطبيقات من قبل مستخدم الجهاز ويمكننا ان نعطل التغيير في المكان الجغرافي او في حسابات الايميل.
أيضا يمكننا التحكم على مستوى المحتوى فيمكننا ان نمنع المراهق من مشاهدة بعض الأفلام ذات التقييم الخاص بالبالغين مثلا ضمن تصنيفات عديدة متوفرة وخاصة بكل فيلم، أيضا الأمر ذات ينطبق على عروض التلفزيون والتطبيقات وتلك الأخيرة نلاحظ دوما وجود سلم لرتباتها مثل 4+ أو 9+ وغيرها والخاصة بتقييم التطبيق من حيث ملائمته للكبار والصغار والمراهقين والبالغين، يمكننا التحكم في كل ذلك ومنعه او السماح به وبالتالي لن يستطيع الشخص انزال واستعمال اي تطبيق غير ملائم لسنه.
يمكننا كذلك من منع شراء الخدمات داخل التطبيقات In-App Purchases وايضا الصوتيات والموسيقى المصنفة على انها فاضحة! يمكننا كذلك ان نطبق تصنيفات وتقييمات دول مختلفة على التحكم في الجهاز وكذا على مستوى مركز الألعاب من منع اضافة الاصدقاء او منع اللعب المتعدد.
وهذه الميزات ليست مقتصرة على الآي فون بل يمكن تطبيقها أيضا على الآي باد والاي بود تاتش.
وهكذا نلاحظ مستوى تحكم مرن وواسع جدا لتخصيص الآي فون ومحتواه وخدماته بحيث يناسب جميع الأعمار والمستويات وبالتالي اتاحة الجهاز للجميع بما يمثله من الهام وابداع وعدم منعه كما فعلنا عندما أوقدنا شمعة ولم نلعن الظلام! ولنتذكر دائما ان الرقابة اساسا داخلية تنبع من الوعي والضمير وليست خارجية!