من الصعاب التي تواجه الوالجين حديثا الى عالم تطوير تطبيقات iOS للآي فون والآي باد هو ضرورة احتراف العديد من التقنيات اللازمة لاتمام عملية بناء تطبيقات احترافية ومنافسة في متجر التطبيقات المليء بأكثر من ثلاثمائة ألف تطبيق تسعى من خلالها لايجاد مكان ومقعد متقدم لتطبيقك بينها وهذا لن يتأتى الا بتطبيق احترافي يعجز الكثير عن عمله بسبب قلة الخبرة او عدم الاحتراف والتخصص.
عملية تطوير التطبيقات والبرامج بشكل عام تتقدم أكثر فأكثر نحو السهولة لتصبح بيد الجميع من خلال الأدوات البرمجية المتطورة والأطر البرمجية والبيئات الاجترافية IDE وكنا قد تكلمنا سابقا عن بيئة App Inventor المقدمة من جوجل والتي تتيح للجميع حتى من غير المبرمجين انشاء تطبيقات أندرويد من خلال عمليات مرئية Visual وسحب وافلات دون الحاجة لكتابة أي سطر برمجي.
هذه الطريقة هي سيف ذو حدين وقد تؤدي لسلبية بانتشار برامج ضعيفة الأداء والتصميم والمحتوى ان لم تراع فيها شروط معينة، لكنها مع ذلك قد تكون خطوة ضرورية لاحتراف التطوير هنا وقد تكون مناسبة جدا للتطبيقات الصغيرة والمتوسطة الخالية من الوظائف والتعقيد البرمجي.
بيئة الآي فون ونظام iOS لم تكن بعيدة عن هذه الأدوات والتي بالفعل صدر لها عدة بيئات مساعدة ومشابهة بعضها لا يحتاج الى أكواد والبعض الآخر يسهل العملية من خلال لغات ترميزية أخرى مثل HTML والجافا سكرب وكذلك منصات مرئية مثل AppMaker وغيرها من الأطراف الثالثة.
المسيرة تستمر واليوم نرى منصة جديدة ورائعة قد تساعد الجميع على انشاء تطبيقات بكل سهولة ودون الحاجة الى الخوضع في تعقيدات لغة Objective C واطر iOS البرمجية وبنفس الوقت تطبيقات قوية ومتينة الأداء والوظائف، خصوصا ان الحاجة لذلك كبيرة مع الانتشار الهائل للأجهزة التي تعمل بنظام iOS وتفوق مبيعات آبل في هذا المجال (أكثر من مائة وعشرين مليون جهاز يعمل على منصة iOS والعدد في تزايد كبير)، بل حتى اقتراب نظام الماك او اس المكتبي من نظام iOS ببعض الميزات ومن خلال متجر برامجه الجديد (برنامج تحرير الصور Pixelmator جنى خلال عشرين يوما حوالي مليون دولار من متجر برامج الماك!) لتغدو عملية التطوير فردية تعتمد على المجهود الشخصي لا الشركات الكبيرة!!
لذا فإن هذا السوق ينمو بقوة ويستوعب المزيد ولا يشبع حتى الآن خصوصا مع التقارير التي تتحدث عن قيمة سوق تطبيقات الموبايل التي ستبلغ هذا العام مايقارب 15 مليار دولار!
هذه البيئة المنطلقة حديثا والمجانية لفترة محدودة تدعى Red Foundry وهي عبارة عن أدوات مجانية تعتمد على الويب وتمكنك بسهولة من بناء تطبيقات iOS حقيقية Native بدون الحاجة الى امتلاك مهارات تقنية اذ تتم العملية مرئيا من خلال القوالب أو بتخصيص هذه القوالب وبنائها من خلال لغة ترميز سهلة تدعى RFML شبيه بال HTML
هذه التقنية والأدوات التي انطلقت حديثا بعد فترة تجربة استمرت لشهور واجتذبت عدة وشركات معروفة ككوداك مثلا تتميز عن بقية الحلول المساعدة الأخرى بكونها تتيح بناء تطبيقات قوية وفعالة -على حد قول رئيسها- وهنا تختلف عن بقية الحلول التي تقتصر على توليد برامج وتصميمات متشابهة!
اذن ماهي الميزات الكبرى لهذه المنصة التطويرية؟
- اتاحة بناء تطبيقات ووظائف مخصصة بشكل كبير وبعيدة عن القوالب التقليدية المتشابهة والمكررة وذلك من خلال لغة ترميز سهلة وبسيطة شبيهة بال HTML وتدعى RFML كما ذكرنا قبل قليل.
- امكاينة ربط التطبيق بالكثير من الواجهات البرمجية APIs لزيادة قدراته ووظائفه كالواجهات البرمجية الخاصة بالشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر ومدونات الوورد بريس وكذلك الواجهات البرمجية الخاصة.
- محاكي Simulator مجاني وذلك لتجربة التطبيق قبل نشره.
- احصائيات ذكية تبين لك بالأرقام والرسومات البيانية مدى شعبية تطبيقك وأعضائه وعدد مرات تحميله.
- تزويد تطبيق بميزة الاشعارات او التنبيهات الآلية Push Notification
- اعتماد أسلوب UGC في تطبيقك او المحتوى المولد بواسطة المستخدم.
- امكانية عمل التطبيقات الاجتماعية واضفاء النكهة الاجتماعية على تطبيقك وكذلك الميديا وقدراتها.
- دليل تعليمي لاستخدام هذه المنصة.
فلسفة هذه المنصة التطويرية والمسهلة لتطوير التطبيقات هي ايجاد طريقة مشتركة وموحدة وقياسية لبناء تطبيقات الموبايل بدون لجوء كل شخص الى البداية من الصفر لبناء تطبيقا الموبايل والدخول في تعقيداتها وتضييع الكثير من الجهد والمال على ذلك، وهي بذلك تسير على خطى أنظمة ادارة محتويات الويب، فاليوم انت اذا اردت بناء موقع على الانترنت لن تقوم ببناءه من الصفر مع كل الأنظمة المجانية المتوفرة بالانترنت لعمل هذه المواقع CMS بل ستلجأ الى اجدها كأشهرها مثلا الوورد برس WordPress وتقوم بتخصيصها والاضافة عليها وتطويرها لتطلق بعد ذلك موقعك، لكن يا ترى هل اسلوب تطبيقات الموبايل يصلح لان يسير على نفس انظمة ادارة المحتوى وما هو خطر انشاء تطبيقات مشابهة ورديئة؟
الاحتمال موجود طبعا لكن السوق والمتجر هو الذي سيحكم في النهاية، اذ انه حتى ومع توفر هذه الادوات السهلة يبقى لعملية بناء وتطوير تطبيقات الموبايل الحاجة لجهد كبير من اجل تكون متميزة ومتفردة وقوية بغض النظر عن أي اداة استخدمت في بناءها، لذا فان المتجر والمستخدمين سيبقي ماينفعه وسيطرد الزبد الذي لا فائدة ولا قيمة له من التطبيقات.
من خلال تجربة سريعة قمنا بها لهذه المنصة وجدنا أنها تقدم أدوات سهلة فعلا تعتمد على الويب والمتصفح فقط للقيام بمهام بناء التطبيق المنشود(كما يقول لك اصحاب المنصة أن كل ما تحتاجه للبدء هو متصفح انترنت وأصابع للنقر على الماوس!) , ووجدنا العديد من التطبيقات الاحترافية في المتجر من التي صنعت بواسطة هذه المنصة مما يدل على أن الفرصة قائمة لمن يريد لانشاء تطبيقات احترافية وأن السر في الشخص نفسه وليس في الأداة.
من ناحية الاسعار وطريقة الاشتراك ونشر البرامج يوفر الموقع عدة شرائح للمشتركين تبدأ بالأساسية والتي هي مجانية ولا تحتوي كل الميزات، مرورا بالفضية والذهبية والبلاتينية ثم تلك الخاصة بالأعمال المتقدمة. ويصل سعر الاشتراك بالشريحة الذهبية مثلا الى 199 دولار شهريا لكل تطبيق اضافة الى 5% تقتطع من مبيعات التطبيق الخاص بك في متجر البرامج، أما عملية بناء واختبار التطبيق فهي مجانية ولا يتم أخذ مبالغ منك الا بعد ارسال التطبيق الى متجر البرامج. (يمكن الحصول على المزيد من التفاصيل هنا)
الموقع يوفر معلومات شاملة لمن يرغب بالبدء في التطوير عبر منصته حيث يوفر دليل استخدام للمطورين, وكذلك يوفر فيديوهات تعليمية للبدء بعملية التطوير.
هذه المنصة تستثمر في سوق يبلغ حجمه المليارات كما ذكرنا من قبل وهي حاليا تدعم نظام iOS وربما تدعم منصات أخرى كالأندرويد (في الربع الأول من هذا العام) والويندوز فون اذا كان هنالك طلب عليها -بحسب رئيس الشركة Jim Heising – والذ عاد وشبه منصته بالأداة التي قدمتها جوجل منذ فترة للأندرويد أي App Inventor لكن جيم لا ينسى أن يقدم رأيه في هذه المنصات حيث يمتدح الويندوز فون والويب أو اس WebOS المقدمة من HP أو بالم سابقا ويرى انها تقدم تجربة استخدام ممتازة، وهو يرى كذلك أن الأندرويد ورغم تأخره في هذا المجال الى ان تجربة الاستخدام لديه والواجهات تتطور لديه بشكل ملحوظ لتنافس بشكل أكبر، وهو يعتبر أن تفوق نظام الآي فون على الآخرين ليس بسبب أنه أفضل منهم بالضرورة ولكن لانه يقدم تجربة استخدام كلية أفضل من الجميع من واقع خبرة آبل الكبيرة والمتقدمة في هذا المجال.
[المصدر بتصرف عن: ComputerWorld]