يمكننا القول ان عام 2011 كان عام الأندرويد، ربما نختلف مع هاتف معين فيقول البعض أنه أفضل هاتف في العالم حالياً ويرد عليه آخر أن مبيعات هذا الجهاز في عام أقل من مبيعات الآي فون 4S في أسبوعه الأول، لكن كنظام تشغيل يجب أن نعترف أن الأندوريد قد حقق أنتشار قوي للغاية حتى أن أندي روبين مؤسس نظام أندرويد قال أن هناك 850 ألف جهاز أندرويد يتم تفعيلهم يومياً حول العالم، وقاربت نسبته ال 50% من سوق الهواتف الذكية في الولايات المتحدة… حقاً أرقام ضخمه للغاية لكن هل سيواصل أندرويد هذه المبيعات الضخمة مستقبلاً؟ نتحدث كثيراً عن العقبات التي تواجهه أبل وال iOS لكن هذه المرة سنتحدث عن العقبات التي تواجهه المنافس الأساسي الأندرويد ونرى هل سيستطيع منافسة iOS والإستمرار في قمة أكثر الأنظمة إنتشاراً.
صفقة الفيس بوك وإنتسجرام
تحدثنا عدة مرات عن هجرة المبرمجين من الأندرويد إلى ال iOS وذكرنا أسباب تفصيلية أشهرها أن دخل نسخة التطبيق في متجر أبل تدر 4 أضعاف نفس النسخة من نفس التطبيق في متجر أندرويد “جوجل بلاي” لكن كان هناك الكثير يتشكك في هذا الأمر وينكر أن متجر أبل من الممكن أن يحقق للمبرمجين أرباح كبيرة أفضل من أي مكان آخر إلى أن جاءت صفقة شراء الفيس بوك للتطبيق الشهير “إنستجرام” بقيمة مليار دولار والتى جعلت الجميع يتأكد بما لا يدع مجال للشك أن التطبيقات على نظام iOS ممكن ان تحقق انتشار كبير والدليل أن أنستغرام بدأت مفاوضات البيع قبل أن تطرح تطبيقها في متجر أندرويد أي أنه كان مجرد تطبيق يعمل على نظام تشغيل واحد هو iOS لكن هذا لم يكن عائق لتحقيق شهرة تجذب الفيس بوك ليشتريه بهذا المبلغ الضخم. ربما يقول البعض أن طرح نسخة الأندرويد قد زاد السعر، ربما يكون هذا صحيح لكن نكررها مرة أخرى “صفقة البيع بدأت والتطبيق يوجد فقط في iOS” ولم نسمع عن تطبيق مماثل في متجر أندرويد تم الاستحواذ عليه بمبلغ ضخم مثل هذا… صفقات الاستحواذ الضخمة على تطبيقات بدأت في ال iOS فقط مثل الإنستغرام ترسل رسالة ضمنيه واضحة لكل المطوريين مفادها:
التابلت:
عالم التابلت هو ملعب أبل المفضل وتملك أبل سيطرة شبة تامة عليه فرغم وجود أكثر من 100 تابلت منافس للآي باد لكنه يسيطر على أكثر من 70% من هذا السوق حتى أن أحد المواقع قد عبر عن ذلك قائلاً أن أبل تريد ال آي باد أن يصبح بالنسبة للتابلت مثل “الكلينكس” بالنسبة للمناديل الورقية ففي عدد كبير من دول العالم يشار للمناديل الورقية ب “كلينكس” رغم ان هذا الاسم هو اسم أحد الشركات المنتجة فقط. هذا ما تريده أبل لل آي باد أن يصبح هو مرادف لكلمة “تابلت” وعندما يريد شخص ذكر جهاز لوحي يقول آي باد حتى لو كان من شركة أخرى فمثلاً يقول ” الآي باد الخاص بسامسونج رائع وأفضل من الآي باد الخاص ب LG ” لكن لماذا يكتسح الآي باد سوق التابلت ولا يفعل الآي فون المثل؟ ولماذا حصة الأندرويد في الهواتف مرتفعة لكن في الأجهزة اللوحية منخفضة؟ هذا الأمر راجع لعدة عوامل منها:
الجهاز غير مغلق: الأجهزة اللوحية الخاصة بالأندرويد سعرها أقل من سعر الآي باد وأخف وزناً ومعظمها يدعم الإتصال وبعضها كان يملك شاشة أفضل (قبل صدور الآي باد الجديد) لكن هناك عامل آخر هام هو أن الآي فون يباع مغلق على شبكة واحدة في معظم دول العالم لكن التابلت مفتوح، فتستطيع استخدامه في أي دولة وفي أي وقت ولا تشغل بالك هل هو مغلق أم لا.
طبيعة استخدام التابلت: العامل الآخر هو طبيعة استخدام التابلت تختلف عن الآي فون، حيث يفضل أن الإستخدمات الأساسية للتابلت هى القراءة والألعاب وأبل ونظامها iOS تتفوق بشكل كبير في المجالين عن باقي الأنظمة. ومؤخراً قامت أبل بإطلاق الآي باد الجديد وهو يدعم بشكل كبير نقطتتي التفوق (الشاشة للقراءة ومعالج أفضل للألعاب).
سعر التابلت: يعتبر سعر الآي باد منخفض بالنسبة للآي فون حيث أن الأخير يفوق سعرياً جميع الهواتف الأخرى المنافسه (ومغلق) لكن في حالة الآي باد الأمر يختلف حيث أن الفارق السعري ليس كبيراً وإن صدقت الإشاعات أن ابل ستصدر Mini-iPad فهذا يعني انها ستغزو المنطقة السعرية أقل من 300 دولار وستسيطر بشكل تام على هذا المجال.
كل هذه العوامل تجعل المبرمج يتجهه نحو أبل ويترك الأندرويد كما يظهر في الأحصائية التالية:
أصدقاء أم أعداء
هناك عامل خفي ساهم في صعود الأندوريد هذا العامل هو دعم الشركات الكبرى له، سامسونج شعرت أن نظام سيمبيان وجافا ليسا أنظمة المستقبل فوجدت في الأندرويد البديل فقررت استخدامه بشكل واسع، شركة HTC كانت أكبر حليف للويندوز موبيل لكنها وجدت أن تطور هذا النظام بطيء وتريد نظام آخر سريع التطور فوجدت غايتها في الأندرويد. شركات الإتصالات مثل فيريزون كان منافسها الأساسي AT&T يحتكر الآي فون فأرادت توفير بديل لمستخدميها لأنهم لن يتمكنوا من امتلاك الآي فون فلابد من إيجاد نظام آخر مبهر وكان هو الأندرويد. لكن كل هذا أصبح ماضي وأنتهى وأصدقاء الأمس ربما سيصبحون أعداء الغد.
أمازون:
كسرت أمازون أحتكار جوجل لنظامها بإطلاق الكيندل فاير، فكما نعلم أن جوجل تقوم بتصميم الأندرويد ثم ترسله للشركات لتقوم كل منهم بتعديله طبقاً لإحتياجاتهم لكن أمازون قررت عدم انتظار موافقة جوجل ولم تطلب منهم تطوير نظام لها بل قامت بإنشاء قسم خاص لتطوير الأندرويد بدون العودة لجوجل معتمده أن نظام أندرويد مفتوح المصدر وبالفعل تم إطلاق جهاز كيندل فاير بسعر 199$ وحقق مبيعات ضخمه لم يحققها أي جهاز أندرويد آخر منفرداً. وهذا أرسل رسالة لكل الشركات هى أنه لا حاجة للعودة إلى جوجل ويمكنكم النجاح بشكل منفرد. وهذا يعني أن جوجل ربما تفقد سيطرتها على نظامها الذي قامت بابتكاره.
فيريزون:
كما ذكرنا سابقاً أن فيريزون كانت من أكبر داعمي نظام أندرويد لكن مؤخراً أعلن المدير التنفيذي لها أن شركته سوف تخصص مبلغ 150 مليون دولار لدعم الويندوز فون وقال ” لقد قمنا بدعم نظام أندرويد حتى أصبح نظام رائع اليوم، والآن جاء دور دعم نظام آخر حتى يصبح قوي أيضاً لضمان التنافس والتوازن في السوق ” بالطبع هذا الأمر يعتبر صدمة للأندوريد لأن الويندوز فون بالفعل يحصل على دعم قوي من صانعه العملاق ” مايكروسوفت ” لكن سيضاف إليه دعم حلفاء أندرويد السابقين. كما أن فيريزون أصبحت أحد أكبر موزعي الآي فون في العالم حيث قامت ببيع 3.2 مليون جهاز آي فون جديد خلال 3 أشهر فقط.
عودة نوكيا:
لا يخفى على أحد أن نهضة سامسونج-أندرويد قد قامت على خسائر شركة نوكيا رغم ذلك لا تزال الشركة الأخيرة أكبر مصنع هواتف في العالم (أكثر من 400 مليون هاتف في 2011) وأكبر شركة قامت بإنتاج هواتف في التاريخ بأكمله، وكانت شركة نوكيا تتعرض لخسائر مستمرة لكن فجأة أعلنت عن تحالف قوي مع مايكروسوفت وبهذا ستصبح نوكيا هى مصنع أجهزة الويندوز فون الأساسي وهذا يعني أنه خلال السنوات القليلة القادمة ربما تنهض نوكيا مرة أخرى في مجال الأجهزة الذكية (نوكيا لا تزال تسيطر على عالم الأجهزة منخفضة السعر) أي أن نمو أندرويد القوي في خطر سيواجهه عقبة من أكبر مصنع هواتف في العالم.
سامسونج والآيس كريم ساندوتش:
تعتبر شركة سامسونج هى أكبر مصنع لأجهزة الأندويد وحليف أساسي لجوجل، لكن كانت صدمه لجميع مستخدمي سامسونج عند صدور نظام آيس كريم ساندوتش أن الشركة قررت ترقية هاتفين فقط إلى النظام الأخير وهو ما دفع البعض لإستنكار هذا فكيف تقوم بشراء هاتف يزيد سعره عن 400-500 دولار وبعد أشهر قليلة تفاجئ أنك لن تحصل على ترقية وحتى الأجهزة التي أعلن عن حصولها على ترقية مثل جالاكسي نوت لم يصدر بعد موعد نهائي للترقية رغم ارتفاع سعره مثل الآي فون، فهذا يحعل من يريد شراء الأندرويد يفكر مرتين هل يشتري جهاز أندرويد ونسى الترقية؟!! لأن الأرقام تقول بعد مرور 6 أشهر على صدور الآيس كريم فقط 3% من الأجهزة حصلت على ترقية. جوجل من طرفها أعلنت أنها غير مسئولة عن هذا الأمر وكل شركة تقرر من سيتم ترقيته ومتى؟ لكن بعيداً عن من المسئول لكن هذا الأمر يرسل رسالة قوية للمستخدم وهي
أنظمة أخرى منافسه:
ربما يكون سبب شراء الكثيرون لأجهزة الأندرويد هو عدم وجود بديل فمثلاً: نظام سيمبيان-نوكيا أصبح ماضي، بلاك بيري شركة تنتهي وفقدت 90% من قيمتها السوقية في ثلاثة أعوام فقط والآي فون مرتفع الثمن لذلك لا يوجد هناك بديل فعلي، لكن مؤخراً ظهر الويندوز فون 7.5 وحصل على دعم نوكيا كما سبق وذكرنا ثم أعلنت مايكروسوفت عن طفرة وهى ويندوز 8 وسصبح متاح على التابلت، البلاك بيري تحاول القيام بتجديد شامل أملاً في العودة للمنافسة، شركة HP قامت بتصميم نظام خاص بها يدعى Web OS واعلنت أنه أصبح نظام مفتوح المصدر أي أن شركة يمكنها تطويره وتقديمه في أجهزتها وهذا يعني أن المستخدم سيصبح أمامه عدة خيارات قوية أخرى وليس الأندرويد فقط.
الخلاصة:
نظام أندرويد هو نظام قوي وانتشر بشكل كبير، لكن لم يكن هناك منافس سابقاً له لكن حالياً ظهر عدد كبير من المنافسين، بالطبع هؤلاء المنافسون يمثلون خطر على أندرويد و iOS لكن الأخير له خبرات وتجارب سابقة في المنافسة حيث نافس من قبل البلاك بيري والويندوز فون وانتصر عليهم ورغم انتشار الأندرويد الكبير لكن حصته في السوق تواصل الزيادة، أما نظام أندرويد فقد انتشر اعتماداً على عدم وجود تنافس حقيقي في فئته وكان الجميع أمام 3 اختيارات إما الآي فون أو الأندرويد أو الذهاب إلى أنظمة توفت مثل سيمبيان ولأن الآي فون مرتفع السعر بشكل كبير ولا أحد يريد العودة للسيمبيان لذلك ذهب الجميع إلى الأندرويد، لكن الآن سيصبح هناك منافسين لأول مرة وسيكون أمام المستخدم عدة اختيارات فهل سيختار الأندرويد؟
توضيح: عند ذكر أن الآي فون مرتفع السعر لا يعني أن من يقتني الأندرويد هو شخص لا يستطيع دفع ثمن الآي فون فهناك أجهزة أندرويد مرتفعة الثمن، لكن الإحصائيات أظهرت أن عدد الأجهزة التي سيتم ترقيتها لنظام الآيس كريم أقل من 5% من الأجهزة وبما أن الترقية إلى النظام الأخير من أندرويد ستكون مخصصة فقط للفئة العليا من الهواتف فهذا يعني أن أقل من 5% من مقتني الآندرويد يملكون قدرة شرائية مرتفعه.
المصدر | businessinsider