تعتبر معارك أبل سامسونج القضائية هى الأكبر والأشهر في هذا العقد، بعضها انتهى بدون حكم لصالح أي طرف وبعضها بغرامة على الطرفين مثلما حدث في كوريا والبعض الآخر بنصر تاريخي وتعويض مليار دولار لشركة أبل، وحالياً تتهم سامسونج أبل بأنها سرقت براءات اختراع لها ووضعتها في الآي فون 5، وكانت هذه المعارك هى سؤال للكثيرين فكيف تكون هناك معارك بهذا الحجم بين الشركتين وفي نفس الوقت تعتبر سامسونج من أكبر الشركاء التجاريين لأبل، حيث وصلت نسبة مكونات سامسونج في الآي فون 4 مثلاً إلى 26% من الجهاز، ويصل دخل الآخيرة من بيع منتجاتها إلى شركة أبل (كمكونات للأجهزة) بعدة مليارات من الدولارات، لكن مؤخراً انتبهت أبل أنها تمد سامسونج بمبالغ طائلة تستخدمها الأخيرة في تطوير نفسها وتحديث خطوط إنتاجها وإنتاج أجهزة تنافس منتجات أبل، وبالفعل بدأت أبل إيقاف التعامل مع سامسونج وحالياً تخطو الخطوة الأخيرة وهى التخلص من معالجات سامسونج.
عندما بدأ الآي فون في عام 2007 كانت سامسونج هى الشريك المثالي لشركة أبل، واستمر هذا الأمر على مدى عدة سنوات حيث اشترت أبل من سامسونج معالجات الأجهزة والذاكرة العشوائية “الرام” والذاكرة الداخلية والشاشات وغيرها، لكن مع اشتداد الصراع بينهم بدأت أبل في الانتقال الجزئي والاعتماد على الشركات الأخرى مع الآي فون 4S وزاد هذا الأمر بصدور الآي فون 5 فحين قام الخبراء بدراسة أجزاء الجهاز الجديد ووجدوا التالي:
الشاشة: اشترت أبل الشاشات الجديدة من مصانع إل جي وشارب و Japan Display inc.
كروت الذاكرة RAM: أصبحت شركة Elpida هى المورد الرئيسي لكروت الذاكرة وتحولت سامسونج إلى مورد ثانوي محتمل لكروت الذاكرة.
الذاكرة الداخلية NAND: أصبحت شركة SanDisk هى المورد الرئيسي وتحولت سامسونج إلى مورد ثانوي محتمل لها.
وتحول سامسونج إلى مورد ثانوي وليس أساسي لكروت الذاكرة يعني أن أبل تجرب التخلص النهائي من أجزاء الشركة في أجهزتها لكنها لن تخاطر وتتخلص منها فجأة وتعتمد شركات أخرى ربما لا تستطيع تلك الشركات تلبية احتياجات أبل، ويمكن معرفة باقى الموردين لأجهزة أبل في الجدول التالي:
المعالج:
أقوى نقطة ارتباط بين أبل وسامسونج هى المعالج، حيث تشتري أبل من الأخيرة معالجات أجهزة الآي فون بكل إصدارته والآي باد والآي بود تاتش وحتى الآي باد الميني المرتقب سوف يكون معالجه أيضاً من سامسونج، مما جعل الأخيرة تقوم بإنشاء مصنع خاص لإنتاج معالجات أجهزة أبل في ولاية تكساس وكانت تخطط لتوسعته باستثمارات 4 مليار دولار إضافية كما ذكرت تقارير صحفية لكن هذا الأمر أصبح مشكوك فيه حالياً بعد أن انتشرت أخبار أن أبل بدأت التعاون مع شركة TSMC التايوانية لإنتاج المعالج A7 والذي سيكون رباعي النواة.
تولي أبل المعالجات اهتمام غير مسبوق، في البداية كانت تشترى المعالج المبني بمعمارية ARM من سامسونج مباشرة ثم بدأت تجري بعض التعديلات على المعالج الجديد حتى صدر A6 والذي يعتبر معالج تم تصميمه بالكامل بواسطة شركة أبل مستخدمة الاسترشادات الخاصة ب ARM فقط وحقق نتائج مذهلة تفوق فيها على كل المعالجات الحالية سواء ثنائي النواة أو رباعي ومن كل الشركات (حتى الآن)، وحالياً انتشرت أخبار أن أبل تقوم بعملية توظيف واسعة لمهندسي تصميم المعالجات في شركة سامسونج وأيضاً خبراء AMD السابقيين لتستخدمهم مع شركة TSMC لتصبح الأخيرة خلال أقل من عامين هى المورد الوحيد لمعالجات أبل والتي ستكون بتقنية 20nm وهى أعلى 30% في السرعة وأقل 25% في استهلاك الطاقة من تقنية 28nm و32nm وتتوقع التقارير أن تزود TSMC أبل بالمعالج رباعي النواه بسعر 15$ وهو أقل من سعر معالج A6 ثنائي النواة الحالي والذي تشترية أبل من سامسونج مقابل 17.5$.
وهذا الأمر يعني بشكل مباشر أن سامسونج في طريقها لفقدان شركة كانت تعتبر في وقت من الأوقات أكبر شريك تجاري لها ويزودها بما يقارب من 10% من دخلها، وهذه المشكلة أكبر من خسارتها الدخل المباشر وذلك لأن سامسونج تمتلك مصانع حالياً تعمل على إنتاج منتجات لشركة أبل فبعد أن تتوقف أبل عن الشراء منها فماذا ستفعل سامسونج بهذه المصانع؟!!!
المصادر: isuppli | iclarified | gizmodo