يعتبر موسم الأجازات أهم مواسم البيع في الغرب والشائعات التي تنتشر قبل هذا الموسم تحديداً لا يعتد بها. ففي الغالب تطلقها الشركات للتأثير على مبيعات منافسيها أو لرفع نسبتها من المبيعات، وشائعة أن أبل ستسرع المعدل الذي تنتج به أجهزتها قد يؤثر سلباً على معدلات بيع أجهزتها خوفاً من أن يتكرر معهم ما حدث مع الآي باد 3 والذي طرح الآي باد 4 بعده بأشهر قليلة. لذا قد يصبح طرح أبل منتجات جديدة قبل مرور عام سبب كاف لإعادة التفكير قبل الشراء فالجهاز الذى ستقوم بشراءه لن يبقى لمدة عام واحد الأفضل، لذا التساؤل هو: هل قد تقدم أبل على هذه الخطوة؟
أبل تواجهه منافسة شرسة من كل الشركات، فالآي فون لديه عدد من المنافسين الأقوياء مثل S3 و One X و Lumia 920 والآي باد أمامه عائلة جالاكسي تاب وكيندل فاير وجوجل نيكسس ومايكروسوفت سيرفس وهذا يجعل أبل في تحدي كبير، التحدي ليس هو تصنيع أجهزة جيدة لأن هذا أمر سهل بالنسبة لشركة أبل وهذا خارج مجال للمناقشة، لكن التحدي هو أن تبقى في القمة، الآي فون هو أعلى هاتف ذكي من حيث المبيعات ولا يوجد هاتف بمفرده يتفوق عليه في المبيعات، الأمر نفسه مع الآي باد، نعم الشركات الأخرى مثل سامسونج تبيع أكثر من أبل لكن هذا مجموع بيع عشرات الأجهزة وليس مبيعات جهاز واحد، لكن مؤخراً الفارق بين مبيعات أجهزة أبل ومنافسيها يقل تدريجياً. وهذا هو التحدي الذي تواجهه أبل الآن ودفعها لإنتاج الآي باد ميني. وهو ما جعل البعض يسخر من أبل ويقول أنها سوف تتبع سياسة سامسونج في إنتاج عشرات الأجهزة المتفاوتة في الأحجام مثل Tab 7.0 و Tab 7.7 و Tab 8.9 و Tab 10.1 وقاموا بإنتاج فيديو ساخر عن هذا الأمر:
بالطبع أبل لن تقترب حتى من هذا الحد والهدف من الفيديو في الأصل هو السخرية، لكن أبل قد تسارع في إخراج منتجاتها الجديدة وتختصر المدة الفاصلة بينهم، وهذا بالفعل ما حدث مع الآي باد 3 حيث صدر الآي باد 4 بعد 7 أشهر فقط منه، إن طبقت أبل هذا الأمر على الآي فون فنتوقع أن نرى الآي فون 5S مثلاً في يونيو القادم خلال مؤتمر WWDC كما حدث سابقاً مع 3G و3GS و4، وربما نرى آي باد 5 أيضاً بتصميم جديد كلياً لأنه لم يسبق أن تركت أبل جهاز لها يظل 3 سنوات بنفس التصميم.
عامل آخر يدعونا لتوقع تسريع وتيرة الإنتاج وهو الـ iOS والذي جاء ضعيفاً في نسخته السادسة، لذا نتوقع ألا تتركة أبل حتى أكتوبر القادم وخاصة في ظل صدور أندرويد 4.2 وكذلك ويندوز 8 وبلاكبيري 10 الذي سيكشف عنه نهاية يناير، فهل ستترك أبل iOS 6 حتى أكتوبر القادم؟!!!
تسريع وتيرة الانتاج ليس بالأمر السهل فهناك عقبات كثيرة تقف أمام هذا الأمر، فشركة فوكسكون تعاني في تركيب أجهزة أبل وتشتكي من أن التصميمات الجديدة هى الأصعب على الإطلاق، كما أن أبل تشتري كل مكونات الأجهزة لذا فإذا أرادت مضاعفة الشراء عليها إعادة المفاوضات مع الشركات الأخرى ومن بينها سامسونج التي تزود أبل بمعالجات كل أجهزتها وكذلك شاشة الآي باد ميني، وطلب كميات إضافية غير منصوص عليها مسبقاً في العقود مع الشركات ربما ينتج عنه زيادة في الأسعار، هذا بالاضافة إلى الكثير من العقبات الأخرى التي لا تخفى على أحد؛ وهو الأمر الذي جعل سعر سهم أبل يتراجع في الأسواق العالمية ويحقق أقل سعر له في 9 أشهر وبهذا تفقد 25% من قيمتها السوقية في شهرين فقط وهو ما يعادل 170 مليار دولار تقريباً ( خلال شهرين فقط ).
الخلاصة:
أبل تعيش أفضل أيامها من حيث الدخل لكنها أيضاً الأسوء بالنسبة للمستثمرين الذين بدأوا يشعرون بأن مستقبل الشركة في خطر وأن الطفرات الحالية لن تستمر طويلاً، وهذا ربما يكون أحد الأسباب التي دفعت الشركة إلى القيام بأكبر تغييرات في قياداتها أملاً منها في المواصلة على القمة كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية. وكما ذكرنا فإن التحدى هو البقاء في القمة وليس انتاج أجهزة جيدة. ومن السهل خلال أشهر قليلة حسم هذا الأمر لأن أبل تكشف عن الـ iOS قبل 3 أشهر من طرح الآي فون، فقديماً كان الآي فون يعلن عنه في يونيو وكانت أبل تكشف عن النظام الجديد في مارس/أبريل، والآن الجهاز يصدر في شهر سبتمبر/أكتوبر لذا فنحن نشاهد النظام في يونيو. فإذا رأينا مؤتمر لـ iOS في أبريل أو مارس فهذا يعني أن الآي فون سيصدر في يونيو وأن أبل سوف تسرع من وتيرة الإنتاج.