أبل شركة مبدعة لا شك في ذلك وتضاعفت القيمة السوقية لها حتى وصلت لأن تصبح أكبر شركة في العالم، امتلئت خزائن أبل في البنوك حتى وصلت السيولة لدى الشركة إلى 121.3 مليار دولار وهى تساوي 8 أضعاف القيمة السوقية لشركتي نوكيا وبلاكبيري معاً، وأجهزة أبل الأخيرة حتى رغم اعتراض البعض عليها لكنها حققت الهدف الذي تريده الشركة وهو الإقبال الكبير ونفاذ الكميات المعروض لأسابيع مقدماً، وهذا ما يدفعنا للتساؤل، هل على أبل فعلاً أن تنتج منتجات رائعة ومبتكرة؟!!! لماذا تبذل مجهود كبير وتواصل الإبداع وهى تجد أنها تطرح منتج ويعترض عليه الملايين ويسخرون منه لكنهم في النهاية يشترونه، وهل يمكن أن نرى أبل تقدم لنا منتج جديد وهو “لا شيء- Nothing”؟
هناك مقولة شهيرة وهى “ الحاجة أم الاختراع ” فحينما يكون الإنسان في “حاجة” ماسة إلى أي شيء فإنه يعمل بجد ويبتكر، هذا الأمر ينطبق على الأفراد وأيضاً الشركات فكلنا رأينا سامسونج والتي عانى قطاع الهواتف المحمولة من ضعف كبير قبل أعوام قليلة وهذا جعلها تعمل بجد وتستعى للابتكار وبالفعل أصبحت الشركة الأولى عالمياً في عدد الأجهزة المحمولة المنتجة حالياً والمثال العكسي هو شركة نوكيا التي كانت منفرده بقمة الهواتف المحمولة لسنوات طويلة وبلا منافس يذكر لذا لم تشعر أنها في “حاجة” إلى الابتكار والتجديد ومن ثَم رفضت عرض جوجل بتبني نظام أندرويد وقت ظهوره وكانت النتيجة هو ما رأيناه الآن حيث باعت الشركة مصانعها في فلندا وتدرس الآن بيع أو تأجير مقر الشركة وفصلت أكثر من 40 ألف عامل وأغلقت عدة مصانع وأصبحت في خطر مما دفعها للعمل مرة أخرى وتعاونت مع مايكروسوفت وقدمت لوميا 920 الذي يعتبر طفرة في أجهزة نوكيا خلال السنوات الأخيره وأيضاً تقنية التصوير Pure View التي جعلت هواتفها الأفضل في مجال التصوير.
فهل يتكرر هذا الأمر مع أبل التي وصلت للقمة ثم انهارت وعانت من الديون وشبح الإفلاس فجاء ستيف جوبز وبدأ الابتكار مرة أخرى فأصبحت الشركة الرائدة عالمياً، والآن أبل لا تحتاج إلى مجهود لبيع أجهزتها فكما صرح “جونثان إيف” مرة عندما سأل “هل تدرس أبل السوق واحتياجاته قبل طرح أجهزتها” فجاءت الإجابة “لا” وهذا يعني أن أبل تتبع سياسة “سأنتج ما أريد وسوف تشتريه” وهو الأمر الذي دفع أحد الممثلين إلى تقديم فيديو سخرية من مؤتمرات أبل وأنها ربما نشاهد يوماً مؤتمراً لأبل تقدم لنا “لا شيء” ويصفق الجمهور سعيداً بهذا المنتج الجديد.
شاهد الفيديو:
لا نقصد نهائياً أن نقول أن منتجات أبل التي تقدمها ضعيفة أو سيئة ونحن نشتريها، فأبل لا تزال تقدم منتجات من أفضل ما في السوق لكن نفكر هل ستدفع هذه المبيعات الضخمة لأجهزة أبل الجديدة -التي يمكن أن نصفها بالرائعة وليس المبهرة- الشركة إلى التقاعس عن الابتكار وخاصة أن السوق سيشتري أي شيء تقدمه الشركة فلماذا تسعى للابتكار؟!!!، ويمكن العودة إلى مقالينا السابقين ” درس من التاريخ لشركة أبل : كيف خسرت نوكيا سوق الهواتف الذكية؟” ومقال ” احذرى يا أبل أن تركني إلي إنجازاتك ” والذي استعرضنا فيهما كيف انهارت الشركات الكبرى مثل نوكيا وبلاكبيري وغيرهم. والذي نقصده في هذا المقال هو أن هناك بعض عشاق أبل وصلوا إلى درجة من حب الشركة والثقة فيها أنها إن قدمت لا شيء فسوف يشتروا هذا الـ “لا شيء”.