الجهاز اللوحي الذي تنتجه شركة أبل “آي باد” يزداد استخدامه يوماً بعد يوم انتشاراً، فحتى مع الأرقام التي أشارت إلى تراجع نسبته -وليس مبيعاته- عالمياً لكن نفس الاحصائيات تذكر أنه الجهاز الأكثر استخداماً وتصفحاً للإنترنت، ومع الانتشار الكبير تتعدد طرق الاستفاده واستخداماته، ولم يكن يخطر في بال أحد وقت ظهوره أنه سيغير كل هذا ففي البداية نظر إليه الجميع كجهاز جيد لكن مجهول الاستخدامات فهو ليس هاتف ولا يمكن استخدامه في الاتصال ولا يمكنه أن يصبح بديل تام عن الحاسب المحمول خاصة لمن يستخدمه، لكن كان هذا من الماضي فالآي باد أصبح هو جهاز التعليم الآول ودخل في ثورة الجرافيكس وفي هذا المقال نستعرض مجالين جديدين وهما المجال الطبي والمتاحف.
الآي باد عدو الأطباء:
من المجالات التي قام الآي باد والآي فون بغزوها بشكل كبير هى الصحة والعلاج فهناك أكثر من 5 ألاف تطبيق طبي في متجر البرامج، حيث يمكنك تحميل تطبيق على الآي باد سعره لا يتجاوز ال 10 دولارات لتحصل على تفاصيل طبية كثيرة أو أنظمة رياضية وغذائية عالية الجودة وبدون الحاجة إلى طبيب وقد أثبتت الدراسات أن 64% من المواطنين يعتمدون على الأجهزة المحمولة وعلى رأسها الآي باد للحصول على معلومات وثقافة طبية. وأصبح المريض عند شعوره بالتعب أو المرض فإنه يقوم بتحميل تطبيق على جهازه ليشخص له مرضه بدلاً من الذهاب إلى الطبيب وأصبحت الحاجة للطبيب هى فقط في الحالات الحرجة والكبيرة، كما أن 48% من الأشخاص يرون أن التطبيقات الطبية ستساعدهم لتحسين حالتهم الصحية، وهذا الأمر جعل الأجهزة المحمولة وخاصة الآي باد يصبح عدو الأطباء حيث أظهرت الإحصائيات أن 25% من الأطباء في الغرب فقط هم من ينصحون المرضى باستخدام تطبيقات طبية لمساعدتهم.
الآي باد في المتحف:
هذا التصور قدمه أحد الباحثين اللذين دعوا الي مناقشة سُبل تنشيط زيارة المتاحف وجذب المزيد من الجمهور لها من خلال أحد المتاحف المحلية وكان السؤال هو كيف تُصبح المتاحف أكثر توائما واتساقاً مع عصر التكنولوجيا، الفكرة تعتمد على أن يحمل الزوار في المستقبل أجهزة آي باد توفرها لهم إدارة المتحف اثناء تجولهم في المتحف لكي تصبح الزيارة أكثر امتاعاً وتسلية، فالمشكلة الرئيسية التي تواجه أي متحف هي القدر الكبير من المعلومات الموجودة تقريباً عند كل زاوية أو لوحة كما أن توزيعها وحجم الخط وطريقة الكتابة تجعل التعرف على مثل هذه المعلومات شبه مستحيل، ويمكن ان يتم استبدال هذه الكتابات بـ “كود- code” يتعرف عليه الآي باد، الميزة هنا أن هذا الكود لن يشغل مساحة كبيرة في العرض كما لن يُشكل مشكلة في أين يمكن وضعه، وبمجرد مرور الزائر واهتمامه بالقطعة المعروضة يلتقط رقم الكود فيعرض له الآي باد المعلومات المتعلقة بها، وعلي سبيل المثال أن كنت تمر بلوحة وأردت أن تعرف شيئاً عن الفنان، فتلتقط الكود فقط وتذهب إلى قائمة معلومات عن الفنان، هذه الطريقة توجهك الي ما تود معرفة مباشرة كما يمكنك أيضاً ان تعرف معلومات عن اللوحة نفسها أو طريقة رسمها أو مثيلاتها إن كنت تحب مثل هذا النوع، هذه الطريقة تقودك إلى أين تذهب في المتحف كما توفر للأدارة طريقة أفضل للتنظيم، كما يمكن أيضاً أن تصبح المعلومات مفصلة ودقيقة لمن لا يكتفي بالنبذة وكتابة المعلومات والبيانات المفصلة لكل قطعة في المتحف قد يقطع الكثير من مساحته.
كما أن استخدام الآي باد سيسمح للزائرين بمتابعة مساحة أكبر من المواد، مثل الصور، الفيديو، وتصميمات الجرافيك، وهذا النوع من المواد يجعل الزيارة أكثر تشويقاً وامتاعاً، فمثلاُ بديلاً عن قراءة معلومات حول معركة يمكنك مشاهدة محاكاة لها أو بدلاً من التساؤل حول عدة أو سلاح تشاهد طريقة استخدامها من خلال محترف في عرض مخصص على الجهاز الذي بين يديك، القصور والقلاع يمكن إعادة بناءها أمامك وتشاهد كيف مرت بمراحل من الهدم والترميم على مراحل عديدة ويمكنك أن تعرف كيف حافظ البناء على صموده والتغيرات على مر الزمان بحيث تصبح على دراية بأن الذي أمامك هو حلقة من سلسلة طويلة، المعارك الحربية يمكن إعادة بناءها أمامك ومتابعة خطوط السير والخرائط والوقائع التفصيلية التي مرت بها الأحداث ويقودك أيضاً المصدر إلى بقية آثار هذه المعركة أو سواها بحيث تتعرف عليها كجزء من قصة طويلة. هذه التصورات تجعل الآي باد جزءا رئيسياً من تجربة المتحف ويثريها فيمكنه أن يجذب الزائرين من جديد، هذه الإمكانيات كلها متوفرة الآن في الآي باد واضافتها لن تكون صعبة، وهذا يؤكد مقولة أن المستقبل في كل المجالات سيكون للآي باد.
توضيح: كل هذه الأفكار ليست حكراً على الآي باد ويمكن استخدامها في أي جهاز لوحي أو ذكي، لكن الآي باد هو الجهاز الأكثر انتشاراً والأكثر استخداماً وعمليه ويستحوذ على القدر الأكبر من تصفح الانترنت وتحميل التطبيقات.
المصدر: cultofmac | todaysiphone