الأجهزة الذكية أصبحت هى رفيقنا اليومي الذي نأخذه معنا في كل مكان ونستخدمه في كل وقت، في المنزل، في العمل، في الطريق أو حتى في السرير. لذا من ضمن العوامل الأساسية في أي جهاز هى الشاشة فنبحث عن الأفضل والأكثر جودة لأننا ننظر فيها عشرات وربما مئات المرات يومياً ونريد أفضل راحة لعيوننا. لكن هناك مشكلة دائمة وهى أننا عندما يكون هناك إضاءة قوية مثل الشمس فإن اللعب على الجهاز أو القراءة يمثل صعوبة كبيرة، لذا سعت شركة “أبيكال” لتقديم حل جذري لهذه المشكلة.
الشاشات عبارة عن أجزاء دقيقة مضيئة تسمى “البيكسل” وهى التي تحتوي على الألوان، لذلك تسعى كل شركة لزيادة عدد البيكسل لتقول بذلك أن شاشتها أفضل مثل جهاز HTC One والذي وصلت كثافة البيكسل إلى 469 بيكسل في البوصة الواحدة، وبزيادة عدد البيسكل فأنت تحتاج إلى زيادة قوة إضاءة خلفية الشاشة، وبالطبع تستهلك الإضاءة هذه طاقة كثيرة، فأحياناً يصل استهلاك الشاشة فقط إلى ثلثي استهلاك الجهاز للطاقة، لذا تسعى الشركات إلى وجود حساس ضوء ليقلل إضاءة الشاشة أو يزيدها طبقاً للضوء من حولنا. فعندما يسقط الضوء من حولنا على شاشة الجهاز فإنه نعكس وتتحول الشاشة إلى مرآه ولا نرى محتواها، وهنا يأتي دور حساس الضوء، فإذا كنت في ظلام دامس فهذا يعني أنه لا ضوء منعكس من حولك على شاشة جهازك وبالتالي فأقل إضاءة ستمكنك من رؤية محتواها، وإذا انتقلت إلى مكان ذو إضاءة جيدة فهذا يعني أن هناك ضوء من حولك ساقط على شاشة الجهاز ومنعكس لذا لابد من زيادة قوة إضاءة شاشة للتغلب عليه، لكن ماذا عن إضاءة قوية جداً مثل الشمس هل تستطيع اللعب على جهازك جيداً في الشارع؟
سعت شركة إبيكال لدراسة العين البشرية وكيف تتكيف مع الضوء، ودراسة الشاشات الحالية وإنعاكس الضوء عليها ثم خرجت بتقنية جديدة أطلقت عليها “Assertive Display” وهى تقنية تقوم بالتحكم في ألوان كل بيكسل بشكل منفرد وإضاءة الشاشة لتصل إلى أفضل تباين للضوء “Contrast Ratio” حيث يصل التباين الفعلي إلى 1000:1 مثل الـ HDTV حتى وإن كانت شاشة الجهاز تعمل بالتباين التقليدي 10:1 وبهذا تصل إلى أفضل رؤية ممكنة سواء في إضاءة الشمس القوية أو في الظلام الدامس. والجميل أن كل هذا يتم بأقل استهلاك للطاقة حيث ذكرت الشركة المنتجة أن نسبة تقليل استهلاك الطاقة زادت عن 50% وذلك من أجهزة حقيقية وليست حسابات نظرية. ويظهر في الصورة في أسفل شاشتي آي باد يستهلكان نفس الطاقة لكن أحدهم يستخدم التقنية والأخرى بدونها، هل تستطيع التعرف أيهما يستخدم التقنية؟
هذه التقنية الجديدة تعمل على أي محتوى سواء أفلام أو صور أو حتى ألعاب، وهى ليست شاشات بل تقنية يتم إضافتها للشاشات الحالية وقالت الشركة أنها لا تستهلك أي ذاكرة أو من سرعة المعالج، كما تدعم معظم الشاشات الحالية، وهى ليست تقنية مستقبلية نظرية فهي موجودة بالفعل في هاتف شارب “AQUOS SH-01D”، لكن الشركة المنتجة شرحت التقنية في مؤتمر IFA العام الماضي على جهاز “آي باد” وأيضاً إذا دخلت على موقعهم الرسمي ستجد الشروحات والصور التوضيحية هى على آي باد، فهل هذا يعني أن أبل سوف تستعين بهذه التقنية في شاشاتها القادمة؟ لا نعلم لكننا نتمنى ذلك لكي يمكننا التعامل مع الأجهزة في أي إضاءة وأيضاً لزيادة عمر البطارية وكلنا يعلم أن ماذا نشعر عندما نتحدث عن بطارية هواتف أبل.
شاهد الفيديو الرائع التالي للتعرف على كيف سوف يتغير وضوح الآي باد مع هذه التقنية:
المصدر | Apical