بصمة أصابعك هى أفضل كلمة مرور على الإطلاق، فهى معك في كل مكان تذهب إليه، ولا يمكن تخمينها، ولا تتكرر، وأيضاً لن تنساها أبداً عكس كل كلمات المرور، لذا قررت أبل أن تكون هى العامل الأساسي في بيع وتسويق الآي فون 5s. فكيف تعمل هذه التقنية؟ ولماذا هى مميزة؟ وهل تكفي لتكون عامل جذب للآي فون 5s؟
أبل مشهورة بإعادة اختراع ما كان موجوداً بالفعل وشهرتها الفعلية جاءت من النجاح في فعل ذلك و تقديم منتج يستحق الاستخدام بعد أن فشل في تقديمه الكثيرون، فعندما تقوم بشراء منتج من منتجات أبل تستطيع الشعور بقيمة ما قمت بشرائه بل وإنك تحس بكل الجهد المبذول في تصميمه وتصنيعه، هذا شعور لا يستطيع أحد وصفه بكلمات، فكل من قام بتجربة منتج من منتجات أبل يعلم هذا الشعور جيداً.
واليوم سوف نتحدث عن إبداع شركة أبل وتقنية هوية اللمس، فبالرغم من أن الكثير من الشركات قامت منذ سنين عديدة بتقديم خاصية مشابهة لم يستطع أحد تنفيذها بشكل يستحق الاستخدام، فمثلاً توجد هذه الخاصية في بعض أجهزة الكمبيوتر المحمولة وصدقنا عندما نقول لك أننا لا نستخدمها أبداً بل إننا نتعمد غلق هذه الخاصية لسوء تطبيقها من قبل أغلب الشركات. أيضاً أبل ليست أول شركة تفكر في وضع التعرف على البصمة في الهواتف الذكية، فالبداية كانت مع موتورلا ATRIX في يناير 2011، لكن وجود هذه الخاصية كان عقيم جداً حيث أن عليك الامساك بالهاتف بشكل محدد واستخدام البصمة بطريقة معينة وهي تمرير إصبعك من أعلى إلى أسفل بسرعة معينة ولا يمكن استخدامها إلا بعد الضغط على زر القفل وإلا لن تعمل معك، أيضاً قد تكرر المحاولة أكثر من مرة لكي تضبط سرعة تمرير إصبعك ومكانه.
وبالتالي انتظر الجميع من أبل أن تقدم تقنية تستخدم بصمة الإصبع بفارغ الصبر حتي تضع معياراً عالياً في هذه الفئه من التقنيات مما يجعل باقي الشركات تحذوا حذوها وتقدم كل ما هو أفضل.
وحتى نشرح خاصية هوية اللمس أو الـ Touch ID نبدأ بالأرقام: مستشعر البصمه بسماكة 170 مايكرون أي أدق من الشعرة وكفاءة تصل إلى 550ppi مما يمكنها من فحص طبقات الجلد السفلي ويعمل بزاوية 360 درجة أي يمكنك وضع إصبعك في أي اتجاه، وتم استبدال زر الهوم بماده هي نفسها التي تقوم بحماية عدسة الكاميرا تسمي بالـ “Sapphire Crystal” وذلك لحماية مستشعر البصمه من أشد الصدمات والضغط المتكرر، وحتي لا يعمل المستشعر في كل الاوقات ويقوم باستهلاك البطاريه تم وضع حلقه حديدة شديده التوصيل مسئوله عن تفعيل المستشعر عندما تقوم يدك بلمس زر الهوم.
وقبل أن نكمل الحديث عن تقنية Touch ID شاهد فيديو أبل الرسمي لشرح التقنية:
هل هذه الميزة مفيدة وعملية؟
هذا هو السؤال الذي يجول في ذهنك وكان أول ما خطر في أذهاننا أثناء مشاهدتنا للمؤتمر، ما الجديد الذي يدفعني لشراء آي-فون من أجل تقنية “Touch ID”، وما الجديد فيها؟ والإجابة كانت في التالي:
- التعرف على هويتك يعمل بشكل سريع يفوق أي هاتف أو جهاز آخر.
- التعرف على هويتك بعض وضع إصبعك في أي اتجاه بغض النظر عن الإمساك بالجهاز.
- يمكنك تسجيل أكثر من شخص للجهاز، فتسجل هويتك ووهوية زوجتك مثلاً.
- الجهاز يفتح بمجرد اللمس ولا يحتاج خطوات أخرى.
- يمكنك استخدام نفس التقنية مع تطبيقات أبل، حيث سيمكنك الشراء عبر متجر البرامج فقط بهوية اللمس وبدون إدخال كلمة السر في كل مرة.
شاهد تجربة التعرف على هوية اللمس بشكل عملي وتعرف على سلاستها وسرعتها:
لماذا قد أحتاج إلى هاتف يتعرف علي من خلال بصمة اصبعي؟
- مع تزايد استخدامي للآي فون فقد أصبح يحتوي على كل كلمات المرور لحساباتي المختلفة.
- أحياناً أضطر إلى فتح الجهاز أمام أصدقائي فيعلمون كلمة المرور، فأغيرها ويرونها وهكذا.
- أنني من الأشخاص التي تمل من كتابة كلمة المرور بشكل مستمر فتضطر إلى تعطيل الخدمة.
- هي تقنية المستقبل ومن المنتظر ان تفعلها أبل في تطبيقات أكثر.
خطر هذه التقنية
ربما أول ما يأتي في خاطرك هل أبل تحتفظ ببصمة إصبعي؟ وهل من الممكن أن يتم اختراق جهازي أو تسريب هذه البصمة خاصة في ظل انتهاكات الخصوصيه الحادثه حالياً مثل التجسس من وكالة الأمن القومي الامريكيه “NSA” وبرامجها التجسسيه كـ “Prism” وغيرها.
ويجيب على هذا السؤال مدير المدونة:
أبل تعلم أهمية حفظ البصمة وإن تم معرفة بصمة أي شخص أو تسريبها سوف تتدمر شركة آبل ليس فقط سمعة وأسهم أبل وإنما الضرر سيبلغ أشهده حين يفقد الجمهور الثقة في هذه الشركة العملاقة.
لذلك اتخذت أبل كافة التدابير التي تجعل من شبه المستحيل الحصول على بصمة الشخص. وهناك الكثير من المعلومات ذكرتها أبل في هذا الشأن. وكمعلومة مهمة أبل تطلق على هذه التقنية Touch ID وليس Finger Scan وهذا فعلاً دقيق جداً فآبل لا تأخذ بصمتك وكأنك وضعتها على ماسح ضوئي (Scanner) وإنما تراعي بعض العناصر التي تميز بصمتك عن غيرك وهي موجودة تحت جلدك وتقسم البصمة الى ثلاث فئات (Arch – Loop – Whorl) ثم تلتقط تفاصيل أدق مثل المسافات بين تعاريج الجلد ومسار عروق الدم) ما أذكره هنا ليس بصمة فعلية كما ظننت أنت وإنما هى Touch ID أو هوية البصمة وهذه التقنية ليست جديدة أبداً وقد تحدثت عن تقنية مشابهة في أحد حلقات برنامج على تقنياته
وإضافة إلى ذلك لنفرض أن هناك احتمال ولو حتى واحد في المائة أنه تم تسريب هذه المعلومات فإنها ستكون عديمة النفع لأي جهة لأنها ليست بصمة حقيقية وإنما فقط هوية البصمة فهي كرقم IMIE بالنسبة لشبكة الاتصالات، فهذه التقنية تأتي بصفات تميزك عن غيرك وفي نفس الوقت عديمة الفائدة إلا لنفس الجهاز فسنكون كمن سرب الـ PassCode الخاص بجهازك والذي لا نفع منه إلا لجهازك وعلى جهازك فقط.
وليس هذا فحسب فحتى هذه الواحد في المائة أبل لم تدع فرصة للمخاطرة فحفظت هوية البصمة على شريحة A7 وجعلت هذه المعلومات لا تصل إلا إلى جهاز استشعار الـ Touch ID فقط. وهذا أكثر من كافٍ لجعل هذه المهمة شبه مستحيلة على أي مخترق، على الأقل عن بعد.
ولم تكتف أبل بذلك بل قامت بتشفير هذه المعلومات، هذا التشفير يتم عن طريق استخدام رقم مميز مثل الـ UDID الخاص بجهازك ولكنه رقم خاص لكل Touch ID كمفتاح لهذه الشفرة، وهذا النوع من الشفرات هو تشفير من اتجاه واحد -في أغلب الظن- بمعنى أن البيانات تحفظ مشفرة على شريحة الـ A7 ومشفرة على جهاز الاستشعار وبالتي يتم مقارنة مشفر بمشفر اذا تم التطابق تنجح العملية واذا لم تتم تفشل لكن لا أحد يملك المعلومات الحقيقية لأنها تشفر عند استقبالها فوراً.
الخلاصة
ما انتشر في مواقع الانترنت على أن هذه التقنية خطيرة عار من الصحة تماماً، وأهمها أن أبل لا تقوم بعمل مسح لبصمتك وإنما تحاول تحديد هوية بصمتك عن طريق تقنيات حديثة وهناك فرق كبير بين الاثنان. أيضاً قامت الشركة بتشفير هذه الهوية وستجيلها في معالج الجهاز ولا يتم مزامنتها مع خوادم الشركة مما يجعل الأمر شبه مستحيل لمعرفة هذه الهوية.
الشيئ الوحيد الذي يجب أن تقلق منه حين تفعل خاصية الـ Touch ID هو أن يقوم أحدهم وأنت نائم بوضع إصبعك على الجهاز وفتحه – ستكون زوجتك في هذه الحالة :) – وفي هذه الحالة ننصح كل مستخدم نومه ثقيل إلى هذه الدرجة ولا يأمن المكان الذي ينام فيه، ألا يفعل خاصية هوية اللمس ويستخدم كلمات السر العادية.
ما رأيك في تقنية هوية اللمس؟ وهل كنت تتوقع كل هذه الأمور التي تحدث بمجرد لمس جهازك فقط؟ شاركنا رأيك
شارك في هذا المقال: أحمد محمد الصالحي