ظهرت فى الأونة الأخيرة بعض الشائعات عن رغبة أبل فى شراء شركة تسلا “Tesla” بعد أن نشرت عدة مواقع خبر لقاء تيم كوك مع “إيلون ماسك” الرئيس التنفيذى لشركة Tesla قبل أشهر. وتبلغ القيمة السوقية لشركة تسلا حوالى 24 مليار دولار مما يجعل هذا التصرف من الصعب تصديقه عن أبل المعروف عنها كرهها لسياسة الاستحواذات وخصوصا مع الشركات الكبيرة كـ Tesla ولكن فى السطور القادمة سنوضح لم قد لا يكون هذا الخبر غريباً على الإطلاق.
ما هى شركة Tesla
قبل أن نتحدث عن أن أبل يجب أن تشتري Tesla فلابد من التعرف عليها أولاً.
شركة Tesla هى شركة سيارات لديها حالياً موديل واحد يدعى “S” ويتميز بثلاثة أمور وهم الفخامة والأداء الرياضي وأيضاً تعمل بالكهرباء. السيارة تتميز أنه يمكن شحنها من أي مصدر كهربائي سواء محطات الشحن أو كهرباء المنزل العادية. وقد حققت الشركة سلسلة خسائر في البداية لكن في 2013 تمكنت من الطريق الصحيح وتحقيق أرباح مالية كبيرة. وتقدر قيمة الشركة بـ 24 مليار دولار ويتوقع لها مستقبل مبهر.
أما عن الأسباب التي تدفع أبل للاستحواذ على تسلا فهى:
سيولة مالية كبيرة
لم تجد أبل حتى الآن الإستغلال المثالى للسيولة المتوفرة لديها والتى تقدر بـ 160 مليار دولار تقريباً. خلال الفترة الماضيه قامت أبل بإعاده شراء أسهمها من سوق البورصه بحوالى 40 مليار دولار بالإضافه إلى أسهم قيمتها 20 مليار دولار تنتوى أبل إعاده شرائها فى المستقبل وهذا يجعل السيوله المتبقيه لدى أبل أكثر من كافية لشراء Tesla بالكامل التى تستعد لمرحله نمو وتطور كبيره خلال الاعوام القادمة. عدم استغلال أبل للأموال كان مثار خلاف ووصلت إلى رفع قضايا على أبل لإجباري بتوزيع الأموال على المستثمرين إن لم تكن ستستخدمها
فرصة كبيرة ومنتج من فئة جديدة
تتميز صناعه السيارات بأن منتجها عالي القيمة ومن يدرس سوق السيارات يجد أن التطور فيه يعتبر بطئ نسبياً بالمقارنة بالطفرات التقنية الحديثة في مجال الهواتف والحواسب. ومن الممكن أن يحقق الموديل Tesla S وهى السيارة الرائدة للشركة -السيارة الوحيدة حالياً- فى مجال السيارات نفس ما حققه الاي فون فى مجال الهواتف المحموله عام 2007.
فى الفترة الماضية أعرب المستثمرون عن قلقهم على مستقبل أبل بالإضافه الى تشكيكهم فى قدرة الشركة علي الابتكار وخصوصاً بعد انخفاض الحصة السوقية لأبل سواء فى مجال الهواتف الذكيه والأجهزة اللوحية مما يدفع الشركه للبحث عن أسواق جديدة لتدخلها كما أن تيم كوك قد لمح أكثر من مرة عن عزم أبل على إنتاج منتجات من فئات جديدة. وقد تبدو من الوهله الأولى أن صناعة السيارات تعتبر مختلفة تماماً عن صناعة الإلكترونيات إلا أن هذا الاختلاف بدأ فى التقلص تدريجياً نتيجه لدمج العتاد التكنولوجى والحواسب وإضافه خواص جديده مثل القيادة الذاتيه والتحكم الصوتى أصبحت السيارة أقرب إلى الحاسب أكثر من كونها مجرد وسيلة نقل.
طالما أراد ستيف صناعة سيارة
خلال لقاء أجراه ستيف جوبز بمكتبه قبل وفاته مع جون ماركوف الصحفى بجريدة نيويورك تايمز قال أنه لو كان يملك الطاقة اللازمه والمجهود لكان غزا ديترويد بسياره أبل. ربما كان هناك تصور داخل أبل لسيارة والشركة عملت على خطوط أولية ووجد جوبز وفريقه أن هناك احتياجات غير متوفرة وقتها.
إليون ماسك هو ستيف جوبز آخر
أدار تيم كوك فتره ما بعد جوبز بشكل جيد لكنه لم يكن له حضور أو كاريزما أو إبداع ستيف جوبز. على الجانب الأخر استطاع “إليون ماسك” المدير التنفيذي لـ Tesla أن يخلق حوله حاله من الإبداع كالتى خلقها جوبز. كما أن “إليون ماسك” يعد مثل جوبز حيث تعتبر أحلامه وطموحاته تفوق الخيال حتى أنها حرفياً وصلت الفضاء فى مشروع Space X الذي يأتي بالتعاون مع ناسا في رحلات الفضاء. وبالتالى فان إنضمام مسك لفريق عمل أبل يعتبر كعلامه طمأنة للمستثمرين المشككين فى قدره أبل على الإبتكار.
إليون ماسك لمن لا يعرفه فبجانب أنه أسس شركة Tesla ثم مشروع الفضاء Space X فهناك شركة أخرى أسسها وجميعنا يعرفها وهى عملاق الدفع الإلكتروني “PayPal” وهذا يذكرنا باللقاء الذى أجرى مع تيم كوك هذا العام وأعرب فيه عن رغبته فى اكتشاف طرق دفع جديدة ولكن المخاطرة هنا لتيم كوك أن هذا قد يشجع المستثمرين أن يطلبوا “ماسك” كرئيس تنفيذى جديد لأبل.
راقب منافسيك جيدا
منذ عدة سنوات بدأت جوجل شراكات مع بعض مصنعى السيارات لانشاء سيارة ذاتية القيادة وعرف ذلك المشروع عالمياً وساعد فى ترسيخ صورة جوجل كشركة قادرة على الإبتكار وإن كانت أبل تراقب ذلك فأعتقد أنها قد ترغب فى دخول سوق السيارات لتزعج عدوها اللدود جوجل ولكن أبل غالباً لن ترغب فى إنشاء شراكات مع مصنعين بل ستفضل أن تستحوذ على أحد مصنعى السيارات لتكون لها القدرة على التحكم فى أدق تفاصيل التصميم.
فى عالم موازى تصنع سياره تسمى “Tesla Model S”
إذا نظرت إلى Tesla Model S ستجد مدى التشابه فى الروح العامة بينها وبين منتجات أبل فالسياره تأتى بتصميم يجمع بين الروعة والجمال والبساطة مما يعكس أهتمام شركه Tesla بالتصميم مع الاهتمام الشديد بأدق التفاصيل بالإضافه إلى العتاد االتكنولوجي شديد التطور المدمج بها.
كأبل تعتمد شركه تسلا على نفسها فى بيع منتجتها وترفض بيع منتجها خارج معارضها وذلك لكى تتحكم فى جودة تجربه العميل مع منتجها مما يساعد على إنشاء علاقة وطيدة بين الشركة والعميل.
اهتمام مشترك بالبيئة
كلنا نعلم كيف أن أبل فى كل حدث اطلاق منتج جديد تهتم بـأن توضح كيف بذلت الشركة مجهود مضاعف لكى يكون منتجها صديق للبيئة وقابل للتدوير. ففى العام الماضى قامت الشركه بتعين “ليسا جاكسون” لتكون مسئولة عن مبادرة الشركه للتكنولوجيا النظيفة.
على الجانب الاخر نجحت Tesla أن تجعل مصطلح التكنولوجيا النظيفة مرتبط باسمها فالشركة فى الأساس تهدف الى صناعه سيارة صديقة للبيئة حيث تعمل سيارة Tesla بالكهرباء بل ويمكنك شحنها من أي مصدر كهربائي حتى “الفيشة” التقليدية التي تشحن منها الهاتف في منزلك تستطيع شحن السيارة بها.
لو استغلت Tesla موارد أبل؟
فى عام 2008 أوشكت شركة تسلا على الإنهيار وتعتبر الشركة فى وضع أفضل الآن ولكن لايزال أمامها مجال واسع للنمو و التطور.
انتجت شركة تسلا حوالى 156,900 سيارة خلال الربع الأخير من العام الماضى وهذه الأرقام تتضاعف بشكل مستمر فهنا يأتي دور أبل التي باعت 51 مليون آى فون و26 مليون آى باد وذلك في أكثر من 100 دولة حول العالم خلال نفس الفترة من العام الماضى، فإن هذا يبين مدى الخبرة التى ممكن أن تستفيد منها تسلا فى مجال التصنيع وإدارة خطوط إنتاج عملاقة والتعاقد مع موردين لتوريد عشرات الملايين من القطع يومياً وشبكة عملاقة من آلاف منافذ البيع التابعة للشركة. وكان تيم كوك فيما قبل رئيس قسم العمليات COO فى أبل وكان معروف بقدرتة على إدارة عمليات التصنيع بكفائة عالية جداً.
تبيع تسلا الان سيارتها Model S ما بين 70 و90 ألف دولار وهو سعر مرتفع بالمقارنة بغالبية السيارات -يفوق أغلي سيارات ليكزس مثلاً- ولكنها تهدف خلال الأعوام القادمة إلى إنتاج سيارة بـ 30 ألف دولار لتنافس مع سيارات الفئة المتوسطة. فاذا استغلت تسلا خبرة أبل وتيم كوك فقد تتمكن تسلا من تحقيق ذلك فى وقت أقل من ذلك وربما بسعر أقل أيضاً. وتخيل أيضاً أن تضاف لمسة جوني إيف مصمم أبل المبدع على سيارات تسلا.
الجدير بالذكر أنه في أكتوبر الماضى قامت Tesla بتعين نائب رئيس قسم هندسة العتاد السابق في الأسبق لأبل Doug Field لرئاسة برنامجها الخاص لتطوير السيارات مما يدل على أن Tesla تعلم أنها ممكن أن تتعلم من أبل.
الخلاصة
- أبل تبحث عن مدير تنفيذي مبدع جديد وإليون ماسك يعد جوبز آخر.
- أبل تركز في عالم السيارات وأطلقت CarPlay، وتعد Tesla شريك مثالي لها.
- أبل تعاني مع مشكلة الطاقة والبطاريات، وشركة Tesla تخصصها سيارة بالـ “كهرباء”.
- أبل لديها تصور لمنظومة الشراء الإلكتروني، ومدير Tesla هو مؤسس العملاق PayPal.
- تسلا تريد الانتشار عالمياً، وأبل تدير أضخم عمليات نقل وشحن أجهزة حول العالم.
- تسلا تهتم بالحفاظ على الطبيعة وكذلك أبل.
- أجهزة أبل ذات مفهوم مستقل في عالم الهواتف والحواسب، وكذلك Tesla في السيارات.
- جوجل بدأت في التركيز وبشدة في عالم السيارات ومن غير المعقول أن تتركه أبل لها.
كلمة أخيرة:
أكد “إليون ماسك” في مقابلة هاتفية مع أحد القنوات أنه بالفعل التقى تيم كوك لدراسة التعاون بين الشركتين، لكنه تهرب من التعليق على “هل تم نقاش استحواذ أبل على شركته؟”، وعندما تم سؤاله ماذا إن أخبره تيم كوك أنهم سوف يصنعون سيارة فرد وهو يضحك قائلاً “سوف أخبره أن هذه الفكرة رائعة“
كاتب المقال | أحمد يحيي
المصادرtheverge | teslamotors | wsj | thenextweb | cnn | thenextweb | thenextweb |