مؤتمر أبل جاء رائعاً وحصد إعجاب الكثير من المتخصصين في التقنية، لكن هل كل ما كشفت عنه أبل هو من ابتكار نراه لأول مرة؟ هل استعارت أبل من الأنظمة الأخرى مميزات؟ الإجابة هى نعم. هناك بعض المزايا التي كشفت عنها أبل سبق ورأيناها في نظام أندرويد، لا يمكن لأحد إنكار هذه الحقيقة. فما هى هذه المزايا ولماذا ذكرت في عنوان المقال التقليد “باحتراف”.



التقليد الاحترافي

بالرغم من أنني أفضل استخدام عبارة “التطوير” لكن دائماً يحدث هجوم ويطالبني بعض القراء أن أقول “تقليد”. حسناً هو تقليد فلا يهم كثيراً المصطلح بمقدار المعنى. متى يكون التقليد مقبولاً ومتى يكون مرفوض؟! هذا هو السؤال الذي يجب أن نفهمه جيداً. إذا قمت بإنشاء شركة تصنع سيارات فلا يمكن لأحد أن يلومك ويقول لك أنك تقلد، حتى وإن وضعت تكييف ومثبت سرعة وزجاج كهربائي وغيرها لأن هذه الأمور طبيعية، لكن إن قمت بتقليد سيارة معينة وانتجت نفس السيارة بنفس التصميم ونفس الارتفاع ونسختها فهذا هو التقليد المرفوض، من حقك أن تنقل الفكرة نفسها “سيارة” لكن بالتصميم الخاص بك وكل تفاصيلك أنت. لكنها ستظل سيارة توصلك للمكان وبها مكيف للهواء وكراسي للركاب وكل شيء. أي تأخذ فكرة المنتج من الآخرين ثم تطوره أنت وتضيف إليه من إبدعاتك بحيث يصبح هو إنتاجك أنت، فهذا هو التقليد الاحترافي الذي لا يعيبك أحد فيه.

بعد هذه المقدمة دعونا نرى ما الأفكار التي ولدت في الأندرويد ثم نقلتها أبل لنظام iOS 8 ونتعرف ما المزايا التي طورتها وأيها تقليد صريح.


الإشعارات التفاعلية

كشفت أبل عن ميزة مطلوبة وبشدة منذ سنوات، الإشعارات التفاعلية حيث تستطيع الرد على أي إشعار جاء سواء من الرسائل أو أي تطبيق آخر. فقط اسحب لأسفل ثم قم بكتابة تعليقك. أبل لم تكتفي بهذا بل إذا جاءك رسالة صوتية تستطيع رفع الهاتف إلى أذنك لسماعها ثم رفعه مرة أخرى للرد عليها وبدون الحاجة إلى لمس الشاشة.

نقلت أبل الإشعارات التفاعلية لكنها طورتها بشكل أفضل وكذلك مزايا جديدة


دمج iCloud في النظام

من مزايا نظام iOS 8 أن السحابة ستصبح مثل دروب بوكس وجوجل درايف ومايكروسوفت وان وغيرها، مجلد تستطيع تخزين أي ملفات فيه وفتحها. وقد قامت أبل بدمجه ضمن مزايا النظام في iOS 8 وكذلك نظام ماك 10.10. هذه الميزة سبقت أبل فيها جوجل حيث يأتي جوجل درايف مدمج في نظام أندرويد وكذلك نظام تشغيل جوجل كروم.

كما وفرت أبل إمكانية حفظ الصور في السحابة وتصفحها من التطبيق وبهذا توفر السعة التخزينية في جهازك، هذه الميزة غير متوفرة في نظام أندرويد لكنها موجودة في جوجل + وغير مقيدة بسعة 5 جيجا التي وضعتها أبل.

نقلت أبل مزايا دمج iCloud من الأندرويد وتطبيقات جوجل بدون أي تغيرات


لوحة المفاتيح

دعمت أبل في النظام لوحة مفاتيح جديدة QuickType وسمحت للمطورين بعمل لوحات مفاتيح خاصة بهم، هذه الميزة موجودة منذ فترة طويلة في الأندرويد، لا نعلم حتى الآن هل أضافت أبل أدوات ومزايا للمطور تجعله يصمم لوحات مفاتيح مبدعة وفريدة أم لا، لكن اللوحة الافتراضية “QuickType” متطورة وذكية وليست فقط تقوم بعمل اكمال تلقائي بل تتعرف على ماذا تكتب وتقترح عليك. فإذا أرسل لك الشخص الآخر “نلتقي للغذاء غداً صباحاً” فقبل أن تكتب ستقترح عليك لوحة المفاتيح كلمات مثل “غداً ، الغذاء، صباحاً، أرفض، موافق” وهكذا. لوحة مفاتيح ذكية وليست فقط تقوم بالإكمال التلقائي. *ملاحظة: لوحة المفاتيح لا تدعم العربية في التوقع التلقائي.

نقلت أبل مفهوم لوحة المفاتيح الإضافية من الأندرويد، وطورت لوحة مفاتيح ذكية


سيري

أبل هى أول من قدم مساعد شخصي ذكي “سيري”، قبله كان يوجد أوامر صوتية مدربة على عدة أسئلة محددة وليس ذكاء صناعي تستطيع طرح أي سؤال عليه. في iOS 8 نقلت أبل ميزة صريحة وشهيرة من الأندرويد وهى أن تقول للهاتف “هاي سيري” فتتحدث. في جوجل أنت تقول Ok جوجل فتعمل.

نقلت أبل الميزة بشكل صريح، غيرت فقط الكلمة :D


الويدجيت

يتميز نظام الأندرويد بالويدجيت وتعد هذه أبرز مزاياه، في iOS 8 وفرت أبل الويدجيت لكنها خصصت مكان لها في مركز الإشعارات من أجل الحفاظ على تناسق شكل النظام، قامت أبل بجعل الويدجيت جزء من التطبيقات وليس فقط ويدجيت. فمثلاً فيسبوك تقوم بعمل ويدجيت لتطبيقها وهكذا. هذا الأمر سيوفر أداء أعلى بكثير ولن يؤثر على سرعة أو سلاسة النظام وخاصة أنها ستخضع للاختبار ضمن التطبيقات. كما وضعت لها أبل معايير.

نقلت أبل مفهوم الويدجيت لكنها قدمته في مكان خاص ووضعت عليه رقابتها لتتأكد من جودته وعدم تأثيره على النظام.


تحسينات المتجر

كشفت عن تحسينات شاملة في المتجر جاء أبرزها إمكانية إضافة فيديوهات لشرح التطبيقات وهى الميزة المتوفرة في تطبيقنا آب-عاد :D ، وبالطبع متجر جوجل منذ فترة طويلة، أضافت أبل إلى التحديث أن فريق محرريها سوف يضع توصياته ليعرف المستخدم أن هذا التطبيق مميزة وينصح به محرروا أبل. وغيرها من التحسينات

نقلت أبل ميزة الفيديو من آب-عاد وجوجل وأضافت العديد من المزايا الأخرى


نقاط متفرقة:

  • قائمة المشاركة في iOS 8 سيظهر بها العديد من الخيارات للمشاركة، وهى موجودة في أندرويد.
  • التعرف على المقاطع الصوتية تعد ميزة متوفرة في جوجل.
  • يوجد بعض التطبيقات -وليس النظام- في الأندرويد تمكنك من إجراء مكالمات من الحاسب.
  • إمكانية اختبار التطبيقات للمطورين “TestFlight” يتوفر منظومة مشابهة في الأندرويد.

الخلاصة

نقلت أبل بعض المزايا من الأندرويد، وقامت بتحسينات على معظمها وطورتها سواء من ناحية الخواص أو من ناحية الشكل لتصبح أكثر جودة. وهناك مزايا نقلتها بدون تعديل جوهري مثل بدأ الحديث مع سيري “هاي سيري”. لا نقول أن المزايا المنقولة ستعمل بنفس الكفاءة في iOS لأننا نتوقعها أفضل لاعتبارات قيود أبل الكثيرة التي تجعل الأداء أعلى. لكنها في النهاية أفكار ولدت في الأندرويد.

ما رأيك في المزايا التي نقلتها أبل من الأندرويد؟ وهل ترى النقل والتطوير مقبول مثلما فعلت أبل يعد تقليداً غير مقبول؟ شاركنا رأيك

مصدر | time

مقالات ذات صلة