مرت أبل في تاريخها بالكثير من المراحل، منها سقطات ونجاحات، فقد مرت بفترة صعبة بعد فصل ستيف جوبز من الشركة، ومن ثم عودته مرة أخرى ونهوضه بالشركة، ثم مع الآيفون 4 عندما اشتكى الكثير من المستخدمين سوء مكان وضع جهاز الإرسال فيه، والذي سبب مشكلة للأبل وتم تصحيح المشكلة مع الآي فون التالي. من وقت لآخر تعاود الاتهامات لأبل بالضعف مرة أخرى، وها قد عادت الشكوك في مقدرة أبل على الإبداع وبقوة في الساحة. فما هى أبرز العقبات وأخطاء أبل في الوقت الحالي؟
عاد الكثير من الناس للقول بأن أبل قد فقدت القدرة على الإبداع من بعد موت ستيف جوبز، وأن ستيف جوبز كان العامل المشترك في كل نجاحات أبل البارزة، فرغم الأرباح التي يدرها الآي فون 5s إلا أنه لم يقدم الجديد الذي يتمناه المستخدم، بل إن معظم التحسينات فيه كانت متوقعة قبلها بشهور، ولم يكن فيها عنصر المفاجأة الذي دائماً ما ينتظره المستخدم من أبل. فما مدى صحة هذا الكلام؟ سوف نناقش هذا من خلال النقاط التالية؛ ونرى ما إذا كانت أبل تمتلك القوة الكافية للعودة بشكل قوي إلى الصدارة أم لا.
التعدد أصعب:
من أهم النقاط التي كانت ضمن سياسة ستيف جوبز الإصلاحية، هي: تقليل عدد المنتجات الخاصة بالشركة للتركيز على الجودة. لكن أبل في الآونة الأخيرة بدأت بمجاراة السوق وتعديد منتجاتها بإضافة الآي فون 5c والذي كان – فعلاً – مثالاً على سوء التعدد، حيث كانت مبيعاته أقل من المتوقع؛ لعدم التغيير في قدراته الداخلية وجعله مماثلاً للآي فون السابق له، ولكن بتصميم معدل، وكان من غير المعقول أن يقوم المستخدمون بشراء الآي فون 5c بسعره المقارب لسعر شقيقه الأكبر الآي فون 5s والذي حقق مبيعات أعلى. وتكرر الأمر مع الآي باد ميني الذي أطلقته أبل بدون شاشة ريتنا لكي تحدثه لاحقاً وتضيف الريتنا، وكأن أبل ليس لديها جديد. لكن هل توقف الأمر عند هذا الحد؟
بناءً على الشائعات والأخبار؛ فإن هناك توجهاً من أبل لإصدار الآي فون بحجمين مختلفين، وبالطبع هذا يستوجب على أبل أن تقوم بوضع مميزات خاصة بكل حجم؛ لأن تكبير الشاشة فقط لن يكون كافياً، بل إنه يمكن أن يشكل مصدر إزعاج. وقد أصبح أيضاً من شبه المؤكد أن أبل سوف تقوم بإصدار ساعة ذكية، والتي يجب أن تكون مختلفة عن الساعات الأخرى في السوق؛ كي تلفت الأنظار خصوصاً مع وجود منافس قوي الآن وهو نظام آندرويد للأجهزة القابلة للارتداء. ونضيف إلى ذلك تلفاز أبل “iTV” الذي تدور الشائعات حول صدوره العام القادم، وكذلك الآي باد 12.9 بوصة وغيرها من الأجهزة.
هذا التعدد في المنتجات الذكية ونضيف إليه حواسب الماك الخاصة بأبل، يحتاج جهداً جباراً من أبل للمحافظة على جودة كل المنتجات بنفس الشكل المتوقع، وأيضاً لكي يكون لكل منهم سمة مميزة وليس تعدداً فقط.. فهل تستطيع أبل كسر سياسة ستيف بخصوص عدد الأجهزة مع المحافطة على الجودة؟
أخطاء أبل في النظام:
نظام iOS 7 رغم المميزات الجديدة فقد كان التركيز الأكبر فيه على التصميم الجديد. ولكن.. هل كان جوبز ليرضى بإخراجة للنور بشكل جيد وبأداء ضعيف؟ نعم؛ لم يُرضِ أداء النظام السابع الجميع، خصوصاً ملاك الآي باد الذي كان الأداء عليه أسوأ من الآي فون بكثير فيما يتعلق بالمؤثرات والحركات الخاصة بالنظام، حيث فقدت السلاسة التي كانت موجودة في النظام السادس، ونضيف إلى ذلك مشاكل الخرائط وغيرها من الأمور. وحتى إصدار أبل لنظام 7.1 والذي أصلح العديد من المشاكل كان محبطاً، فسابقاً كان المستخدم ينتظر التحديث ليحصل على مزايا وليس ليعالج عيوب. فهل فقدت أبل قدرتها السابقة على اختبار الأنظمة وإطلاقها بدون مشاكل؟
تطوير بطيء وعدم وجود جديد
متى كان آخر تحديث لجهاز Apple TV؟ كان هذا قبل عامين ونصف، ماذا عن ماك ميني؟ إنه منذ عام ونصف، ماذا عن شاشات أبل؟ إنها منذ 3 أعوام، والقائمة طويلة من منتجات أصبحت تحصل على تحديثات في فترات تفوق متوسطاتها السابقة، فهل هذا سببه عدم وجود جديد؟ أم أنه غرور مثلما فعلت أبل في الآي باد حتى خسر الكثير من سوقه، وأصبح لزاماً عليها تحديثه -راجع هذا الرابط-.
منذ عام 1998 وحتى 2010 كان لدى أبل منتج جديد كلياً كل عام، بداية من iMac والحاسب الشخصي iBook، ثم الآي تيونز ثم الآي بود ثم ماوس وكيبورد لاسيكيين، ثم ماك ميني ثم الآي فون ثم تلفاز أبل، وانتهت القائمة بالآي باد في 2010، ومنذ ذلك الحين لم نرَ أي منتج ثوري جديد. فإذا لم تصدر الساعة هذا العام ستكون مشكلة كبيرة للشركة!!
الاستهانة بالتسريبات والإشاعات
كانت الاستهانة بالتسريبات والإشاعات من أكبر خطايا تيم كوك، والذي لم يقم بجهد كبير ليوقف ما يقال في الصحافة عن موت أبل ودمارها، وأيضاً قل اهتمامه بالسرية بدليل أن الكثير من منتجات أبل يخرج لها الكثير من التسريبات والتي تصح أحياناً، ربما تكون هذه التسريبات مقصودة لكي ترفع سهم أبل وتبشر بالإبداع القادم، ولكن هذه ليست الطريقة المناسبة لأنها تلغي عنصر المفاجأة والإبهار بالمنتجات الجديدة، حتى وإن كانت مبتكرة؛ ولكن انبهار الناس يقل بما قد توقعوه أصلاً.
الخلاصة
أبل تقع في أخطاء كبيرة حالياً، هى ناجحة بشكل كبير في تحقيق ربح حالي، لكن ماذا عن المستقبل؟ هل تتحول الشركة إلى أخرى تقليدية مثل ديل أو مايكروسوفت أو سامسونج وغيرهم، مجرد شركة تطلق منتجات متطورة؟؟!! إجابة هذا السؤال سوف نعلمه بنهاية هذا العام ؛ عندما نرى الآي فون الجديد وكذلك الساعة الذكية، وقتها سنعلم هل تمتلك أبل إبتكارات مبهرة، أم مجرد نسخ محسنة من المنتجات؟!