الإثنين الخامس من نوفمبر عام 2007 كانت البداية. واليوم يمثل ذكرى مرور سبع أعوام على إنشاء موقع آي-فون إسلام؛ أول موقع عربي يواكب انطلاقة الهواتف الذكية ويقدم شروحات وأخبار وأيضاً يطور تطبيقات وخدمات نفعت العالم العربي كله بفضل الله. هذا العام لن نتحدث بشكل تقليدي عن الأرقام والإنجازات والتطبيقات… دعونا نتحدث هذا العام لكل شاب عربي يظن أن إمكانياته محدودة وأنه لن يستطيع تقديم شيئ لمجتمعه ولن يستطيع أن يقوم بإنجاز يؤثر على العالم من حوله، دعونا نسرد لكم قصة قد يكون سمعها بعضكم من قبل، ولكنها قصة مفيدة لن نمل من تكرارها لعلها تنفع أحد…. قصة بداية آي-فون إسلام.
يقول المهندس طارق منصور مؤسس موقع آي-فون إسلام
بدأ شغفي للحاسوب مع بداياته وقد أدى هذا الشغف إلى تعلم لغات التطوير وأن أعمل في عدد من الشركات كمطور تطبيقات وقد تدرج الأمر من العمل في شركات محلية إلى العمل مع شركات عالمية. وفي لحظة ما وأثناء انشغالي بالحياة والعمل المتواصل نظرت للعالم العربي فوجدت مساهمة المطورين العرب في إثراء المحتوى العربي قليل جداً والجهود التي تبذل تكاد تكون معدومة وسألت نفسي أليس من الواجب أن أساهم بوقتي في مساعدة إخواني وأن أذكي بعلمي وأشارك في نشر المعرفة، أين أنا من هذا؟ وماذا سوف أخبر ربي حين يسألني عن علمي؟ خاصة بعد عطاءه وفضله علي في كل أمور حياتي. ومن هنا بدأت بعض المشاريع الذي كان الغرض منها شيئ واحد هو أداء حق المجتمع والمشاركة فيه بإيجابية.
وبدأ الأمر مع تطبيق للصلاة يعمل على بيئة ويندوز وهو تطبيق إلى صلاتي، وكان الهدف هو إنشاء تطبيق يذكر بالصلاة أثناء العمل ويكون له تصميم مميز، وبالفعل تم إصدار التطبيق وقد لاقى نجاح عجيب حتى أنه انتشر في كل مكان وفي هذا الوقت لم يكن هناك أي جهاز حاسوب لمسلم عربي ألا وعليه تطبيق إلى صلاتي. ومع هذا النجاح الكبير وملايين من مستخدمي التطبيق قررت التوسع وعمل موقع شامل ومدونة للتطبيق وغيرها مما كان يواكب التقنية في هذا الوقت، وقد حقق هذا المزيد من النجاح.
بالطبع كان كل هذا بجانب عملي الاصلي كمطور تطبيقات وكما ذكرت الهدف هو أداء حق المجتمع والمشاركة فيه بإيجابية. من ثم بدأت في التفكير، ما هي الخطوة التالية؟ وكمهتم بالتقنية سمعت مثل الجميع عن جهاز الآي-فون وأنه سوف يصدر قريباً وكان هذا في عام 2007 وقدر الله أن يكون لي أخ مسافر إلى أمريكا فأخبرته أن يأتي لي بهذا الجهاز الذي تحكي عنه كل مواقع التقنية، وقد كان ثمنه غالٍ جداً ولم يكن مألوف هذا الثمن لهاتف. لكن وقتها علمت أن هذا ليس مجرد هاتف هذه ثورة تقنية ويجب أن اكون جزءاً منها. وعلى الفور قلت في نفسي يجب أن أقوم بتطوير برامج عربية وإسلامية لهذا الجهاز من سيقوم بعمل برنامج الصلاة عليه؟ ومن سيقوم بعمل تطبيقات عربية له؟ ومن سيشرح كيفية التعامل مع هذه التقنية الجديدة للشباب العربي؟ وقررت وقتها البدء في مشروع آي-فون إسلام وقد سمى آي-فون إسلام لأن الهدف كان فقط تطوير تطبيقات إسلامية. وفوراً بدأت بدون تضيع وقت حتى قبل صدور الآي-فون رسمياً في الأسواق العالمية.
بدأ موقع آي-فون إسلام كالمصدر الوحيد للمعلومات في العالم العربي عن الهواتف الذكية وبالفعل بسبب هذا التميز لاقى الموقع شهرة كبيرة جداً وواكب هذا عدد كبير من الإنجازات جعلته ليس فقط مصدر للمعلومة وإنما أيضاً يعود له الفضل في انتشار الهواتف الذكية في المنطقة العربية بشكل سريع والسبب الرئيسي هو تعريب جهاز الآي-فون، فقد منع عدم دعم الجهاز في بدايته للعربية من انتشاره في الشرق الاوسط وذلك بسبب صعوبة قراءة الرسائل واستخدام الجهاز بشكل فعال في منطقة الشرق الاوسط. ولأن لي خبرة في التطوير تم التحالف مع أحد الأصدقاء وتعريب الجهاز وقد كان من أصعب ما قمت به في حياتي ولكن الفائدة كانت كبيرة جداً، فقد كان السبب أن انتشرت الهواتف الذكية في الوطن العربي بشكل سريع.
وبعد فترة من انتشار ونجاح التعريب الذي كان يجب أن يستمر تطويره ليوافق كل تحديث تصدره شركة أبل، قررت أنه يجب أن أتفرغ لذلك وأن ينتقل الأمر ليأخذ شكل احترافي لضمان استمراره وهنا تركت عملي برغم أنه كان يدر عائد مالي جيد وقد كانت مغامرة كبيرة في هذا الوقت ولكن إيماني بما تم إنجازه جعلني اتخذ هذا القرار وتفرغت لموقع آي-فون إسلام وتطوير التطبيقات للأجهزة الذكية. وقمت بوضع رسوم لتنزيل التعريب. وبالفعل مع التطور المستمر زاد النجاح وكان هناك دخل جيد من بيع نسخة التعريب الاحترافية. وكانت الخطوة المنطقية التالية هي انشاء شركة وتكوين فريق عمل والتوسع.
تم افتتاح شركة MIMV في عام 2010 وتكوين فريق عمل مكون من محررين ومصممين ومطورين. وبعد أن قامت آبل رسمياً بدعم اللغة العربية وذلك بسبب العدد الكبير للمستخدمين العرب أصبح تطوير التعريب من الماضي المشرف لنا. وعلى الفور بدأنا التحدي التالي وهو تطوير تطبيقات عربية ذات جودة مرتفعة وتساهم بشكل كبير في إثراء المحتوى العربي وفي خلال أربع سنوات تم إنتاج أكثر من خمسين تطبيق لأجهزة أبل والأندرويد كلها مميزة وحقق بيع هذه التطبيقات في متجر البرامج أرباح جيدة مما ساعدنا على إنتاج تطبيقات مجانية لنحافظ على المبدأ الأول وهو أداء حق المجتمع والمشاركة فيه بإيجابية، وفي نفس الوقت التوسع في الشركة وزيادة فريق العمل.
وها نحن الآن لدينا عدة مواقع منها موقع آي-فون إسلام الموقع الأول عربياً في أخبار وتطبيقات شركة أبل، وموقع آب-عاد الذي مثل متجر التطبيقات للمستخدمين العرب، وموقع تطبيق (ترقب الإعلان عنه قريباً) وهناك عدد من المشاريع التي نعمل عليها في الوقت الحالي. هاهي شركة عربية تدر أرباح ويمكن أن تتوسع أكثر وأكثر مع زيادة خبرتنا كل عام. الآن وبعد العام السابع على هذه البداية البسيطة لدينا شركة نود أن يفخر بها كل عربي.
وكيف بدأ كل هذا؟
فقط النية لخدمة المجتمع وزكاة العلم، لينقلب كل شيئ رأس على عقب ويخبر الله عز وجل أنه هو الأكرم وقد تكفي النية والبدأ في العمل حتى يعطيك الله من فضله وكرمه. وقد يظن البعض أن وقته لخدمة إخوانه ونفعهم هو وقت ضائع، لكن لا والله، هناك آلاف القصص تسرد نجاح كل شخص قرر أن يبدأ بنفسه. وما هذه إلا قصة معاصرة بسيطة، تابع أحداثها من اليوم الأول الكثير منكم.
واليوم بفضل الله نتوج النجاح بالفوز بجائزة أفضل ريادي في مؤتمر ريادة الأعمال العالمي. جائزة صاحب السمو الملكي الأميرعبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز