في عام 1964 تحدث كاتب الخيال العملي الشهير إسحاق أزيموف (1920-1992) في معرض الكتاب العالمي في مدينة نيويورك عن تخيلاته لما قد يكون عليه كوكب الأرض بعد خمسين عاماً أي في عام 2014 وكانت الأمور التي ذكرها إسحاق مدهشة بشكل كبير وأثارت تعجب الحاضرون بقوة خياله الكبيرة. فما الذي ذكره الكاتب الشهير وقتها؟
تحدث إسحاق أزيموف عن أشياء كثيرة ولكن دعونا نسرد بعض مما قاله:
“إن البشرية ستسعى للتخلص من الأعمال المملة والمجهدة والاستعاضة عنها بآلالات حديثة فأدوات الطبخ ستتطور ويصبح هناك آلة لغلي الماء وتحويلها لقهوة وأخرى لتحميص الخبز، الاتصالات ستكون مرئية ومسموعة (السكايب وتطبيقات محادثات الفيديو الآخرى) كما سيتم استخدام هذه الشاشات لقراءة الكتب ورؤية الصور الفوتوغرافية وعرض الملفات، وستتصل بالأقمار الصناعية التي تحوم حول كوكب الأرض للاتصال مع أي نقطة في الأرض حتى لو في القطب الجنوبي، وهذه الشرائح الإلكترونية (الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية) ستكون متاحة للجميع في عام 2014، كما أن الرجال الآليين لن يكونوا متاحين للجميع ولكنهم متوفرين. الأجهزة الكهربائية ستعمل من غير أسلاك وذلك عن طريق بطاريات تدوم طويلاً، الشاشات الحالية سيتم استبدالها بشاشات عملاقة تتعلق على الجدران وسيظهر مكعبات شفافة تعرض صور ثلاثية الأبعاد. هذه الابتكارات لن يتقبلها الكثيرون وسيظل البعض يفضل استخدام أجهزة قديمة وعتيقة وهذه الأمور لن تكون بدون ثمن فسوف نستمر في السحب من موارد الطبيعة وندمرها”.
إن هذه التنبؤات لم تكون عن طريق سحر ولا شعوذة ولكن أظهرت مدى عبقرية الكاتب في استنباط المستقبل عن طريق حاجات البشر ومتطالبتهم، ولكن هذا بعد أن وصلت البشرية لهذا المتسوى المتقدم من التكنولوجيا هل سيقفون عند هذا الحد؟ الإجابة طبعاً كلا ولكن ماذا يمكن أن يحدث خلال العشرين سنة القادمة دعونا نستعرض بعض من خيالنا ولكن ننتظر أن تتخيل معنا المستقبل:
- بما أن سطح اليابسة تم استهلاكه كثيراً وكثرت معه استخدام وسائل النقل البرية والبحرية سيتم استغلال الجو بشكل أكبر وسيصبح النقل الجوي من الأشياء روتينية فعندما تحتاج توصيل أو التنقل سيكون بمقدروك إرسال طائرة صغيرة لتوصيل أي شيء وبدأت إرهاصاته الأولى مع شركة أمازون والحكومة الإماراتية حيث سيصبح مشاهدة الطائرات الصغيرة ذات القيادة الذاتية تطير في الأجواء من الأشياء المألوفة.
- سيتخلى البشر عن القيادة وتصبح سيارات القيادة الذاتية من الضروريات لأنها ستكون أكثر سلامة وأماناً مما يقلل من الحوادث المرورية وستصبح معها الطرق أكثر أعتماداً على التكنولوجيا بحيث ترسل لهذه السيارات إشارات عن وجود حوادث طرق أو أعمال صيانة وغيرها من الأمور كما سيكثر الأعتماد على التنكولوجيا في سيارات المستقبل مثل ما شاهدنه من محاولات أبل لعمل أنظمة خاصة بالسيارات وتعاونها مع شركات السيارات.
- ستكون الرحلات خارج كوكب الأرض موجودة بشكل كبير ولكن ليس للجميع وأولى الرحلات هي مشروع المريخ 1 –Mars One– والذي سينطلق في 2024 حيث سيذهب عدة أشخاص رحلة إلى المريخ دون العودة لكوكب الأرض.
- سيقل اعتماد البشر على الورق بشكل كبير ولكنه لن يختفي مما يؤدي إلى اعتماد البشر على الكتب والصحف الورقية والتي بدأت تتخلى عنها الصحف العالمية من الآن وسيتم استبدالها بالأجهزة الألكترونية اللوحية، كما أن المدارس والمؤسسات التعليمية ستودع الورق وتستبدله بلوحات “سبورة” إلكترونية والأمر نفسه في الكتب كما أن الإمتحانات ستجرى بنفس الطريقة. وقد بدأت بعض الحكومات بهذه الخطوة مثل تركيا والتي بدأت بعمل مشروع الفاتح “Fatih Project” والذي تم تعاون بين شركة أبل والحكومة التركية.
- سيصبح جميع ما نستهلك من أكل وشرب وألبسة يتم طباعته عن طريق طابعات مختصة على حسب رغبتنا.
- ستصبح الأجهزة الإلكترونية قادرة على نقل مشاعر وأحاسيس البشر ولن تكون جامدة كالتي هي اليوم بحيث ستستشعر حركات الوجه والجسد وتتصرف على أساسه حيث ستعلم أنه حزين أم سعيد.
شاركنا رؤيتك حول التكنولوجيا المستقبلية وكيف ترى العالم بعد مرور عشرين سنة من الآن؟
المصادر: