كم مرة استعرضنا ملحقات رائعة! عشرات بل ربما مئات المرات رأينا أطناناً من الأفكار الرائعة. أجهزة غريبة معظمها يجعلنا نصفق ونحن نشاهده ونفكر كيف فكر فيها هذا المطور المبدع؟! وتعرض هذه الافكار في مواقع مثل كيك ستارتر وتحصل على التمويل ثم… ثم لا شيء، المنتج يظهر في السوق ويختفي وتمر سنوات ولا تجده متاحاً في المتاجر، يصبح مثله مثل أي منتج عادي آخر… فما هو سر هذا الأمر؟ ولماذا لا تحقق الأفكار والملحقات الرائعة النجاح الذي تستحقه؟!
هناك نوعان من الملحقات، الأول هو ملحقات مباشرة للجهاز أي كابل أو غطاء أو شاحن وغيرها من ملحقات هذا النوع التي لا يتوقع فعلاً أن تقدم جديد وتنضم بشكل طبيعي للمنتجات التي في الأسواق. لكن هناك نوع آخر يطور تجربة التعامل مع الجهاز، مثل Rescape الذي يقدم منظور جديد للتفاعل مع الألعاب، أو ملحق AirVR الذي يجعلك تعيش في واقع افتراضي، أو فكرة الألعاب التي تنتقل إلى الواقع الحقيقي –هذا الرابط-، أو نقل الروائح إلكترونياً ورائحة الإشعارات أو أي ملحق آخر من هذا القبيل. فما السر فيها؟! ولماذا لم نراها ولن نراها تحقق تغير يذكر أو انتشار عالمي؟!
السر هو أننا في عالم الشركات العملاقة، الذي يحدد معايير السوق واتجاهه هى الشركات مثل أبل وسامسونج وجوجل ومايكروسوفت. عندما يأتي مطور ويقدم لك ملحق بكاميرا شبيهة بـ كينكت للآي باد -راجع هذا الرابط– أو ملحق ألعاب عبقري مثل Rescape فإنهم يقدمون معه SDK للمطورين. هذا الـ SDK يكون سبب نجاحهم وأيضاً الفشل.
الفكرة باختصار أن الملحق الخاص بهم يعمل بطريقة معينة، لذلك يقدمون وسيلة التعامل معه لأي مطور حول العالم ليستطيع تقديم تطبيقات تتفاعل وتستفيد من ملحقهم وهذا هو الـ SDK. ولأن الذي يدعم الفكرة مجرد مجموعة شباب وملحقهم حقق مئات وربما آلاف أو عشرات الألاف من المبيعات حول العالم فيصعب حقاً أن تجد مطور يستثمر مجهوده ويقدم تطبيقات وألعاب ويطرحها في المتجر وينتظر ربما يقتنيها مشتروا هذا الملحق الرائع والذين عددهم لا يصل في الغالب إلى 10 آلاف شخص في العالم. إذا كان سيقدم مجهود ويبذل وقت فلماذا لا يكون في تطبيق يعمل لدى الجميع؟! هل يعمل لشهور على لعبة تعتمد على ملحق ثم يفاجئ مثلاً أن هؤلاء الشباب أغلقوا الشركة وأوقفوا بيع منتجهم لسبب أو لآخر وماتت لعبته؟!! بالطبع لا ونادراً ما يخاطر أحد بهذا الأمر.
لماذا يجب أن ندعم ونقتني الأفكار الرائعة؟!
ربما يكون العنوان السابق متناقض مع الفقرة السابقة، ففي الفقرة الأولى أتحدث أن المنتجات والأفكار الرائعة ستظل على مستوى ضيق ولن تحقق طفرة ولن تنتشر، ثم أتحدث هنا أنه يجب علينا دعمها؟! ما هذا التناقض؟!
ماذا يحدث عندما تعلن أبل عن توفير أدوات مطورين وتقنيات ألعاب جديد؟! تتهافت الشركات العالمية والمطورون على تقديم تطبيقات لها… ماذا يحدث عندما قررت مايكروسوفت طرح جهاز ألعاب “XBox” ومعه كاميرا فائقة الجودة تدعى Kinect؟! ثورة عالمية في شركات الألعاب ورأينا الجميع يدعمها بقوة. وهذا الأمر بشأن جوجل وسامسونج وجميع العمالقة. إذا دعموا شيء فسوف ينجح… هل أدلكم على “شيء” قدمه فريق مطورين عباقرة وظلوا شهوراً يبحثون على دعم وفجأة حصلوا على دعم شركة كبيرة والآن لا يوجد شخص في العالم لا يعرف منتجهم؟! إنه الأندرويد…
أندي روبن (مؤسس الأندرويد والذي يشتق اسم النظام من اسمه) وفريقه قام بابتكار نظام تشغيل بسيط، وبحث يمين ويسار على دعم شركات كبيرة ولم يجد لدرجة أن أندي ذهب إلى صديقه Steve Perlman طلب منه المساعده فمنحه 10 آلاف دولار كهدية دعماً لشركة أندي ومشروعه الذي يسمى أندرويد. ثم وصل اسم أندرويد إلى مسامع وحش الإنترنت جوجل فقام بالاستحواذ على شركة أندي الصغيرة وفريقه ومنتجهم الصغيرة الذي يسمى أندرويد، وجميعنا يعلم باقي القصة.
لذلك المشاريع والأفكار والمنتجات المبهرة هذه لن تصبح شيئاً مبهراً مالم يحصل على دعم من شركة عملاقة. الدعم الذي نقدمه لهم نحن يعمل على أمرين، الأول زيادة الثقة الذاتية في أنفسهم وجعل منتجهم يواصل الحياة، ثانياً يجعلهم يظهرون فوق الأرض فربما تلتقط شركة عملاقة منتجهم وهنا يتغير العالم، وكثيراً ما سمعنا عن تطبيق أسسه فريق عادي وفجأة استحوذت عليه شركة عملاقة ليغير العالم، تذكر فقط أن هوتميل اشترته مايكروسوفت ولم تؤسسه، يوتيوب اشترته جوجل ولم تؤسسه.
غداً والأيام القادمة وفي كل أسبوع إن شاء الله سوف نسعى لتقديم منتجات وأفكار رائعة مغمورة، فربما نكون سبباً في تغيير العالم بدون أن ندري. ودعونا نذكر مقولة أحد العلماء العرب…
في الغرب يقفون مع الفاشل حتى ينجح وفي بلادنا يقفون ضد الناجح حتى يفشل.
لذا نجد دائماً الغرب يقف مع كل فكرة ناشئة حتى مع ثقتهم بأن فرصتها قليلة.