نعلم أن الآي فون من أغلى الهواتف في الأسواق، وهذا عائد لجودة صنعه ولسياسة الشركة التي تريد المنافسة فقط في سوق الهواتف المرتفعة الثمن. حتى بعد أن قدمت أبل هاتف بلاستيكي “اعتبر رخيص” مثل iPhone 5c كان ثمنه مرتفع بالنسبة لباقي الهواتف وأقل بمائة دولار فقط عن الهاتف الأساسي iPhone 5s وعندما تم انتقاد سعر الهاتف ردت أبل بأنها لا تصنع هواتف من الفئة المتوسطة أو الرخيصة كما تفعل غيرها من الشركات.
ارتفاع أسعار هواتف أبل تدفعنا للتساؤل عن التكلفة الحقيقية لها وهل تكلفة التصنيع هي فقط التكلفة الوحيدة التي تحدد أسعار الهواتف؟ وللإجابة عن هذا السؤال سوف نعتمد على تقرير الشركة الامريكية للمعلومات الاقتصادية –IHS– والذي نشرته في موقعها الرسمي بتاريخ 23 سبتمبر من العام الماضي حول التكلفة الحقيقية لهواتف أبل الأخيرة.
بحسب التقرير فإن هاتف أي فون 6 نسخة 16 جيجا تكلف حوالي 200 دولار فقط وتشمل هذه التكلفة كل القطع والتجميع وتبيعه أبل بسعر 649 دولار بهامش ربح يصل لـ 69 بالمئة، أما أخوه الأكبر آي فون 6 بلس والذي تجبرنا أبل على دفع 100 دولار إضافية للحصول عليه سعره 749 دولار لنسخة 16 جيجا فهو يكلف 15.5 دولار إضافية فقط، أي أن تكلفته هى حوالي 215 دولار. وهنا يقفز هامش الربح ليصل لما يقارب 71 بالمئة.
ولنقدم لكم تشريح أدق للتكلفة فإن أكثر القطع بالهاتف التي تستثمر فيها أبل هي الشاشة. فشاشة هاتف آي فون 6 تكلفهم 45 دولار بينما شاشة الهاتف الأكبر آي فون 6 بلس فهي تكلف حوالي 52 دولار وهذا ما يفسر فرق التكلفة الصغير بين الهاتفين إضافة للكاميرا التي تكلف 11 دولار في الآي فون 6 و12.5 دولار في 6 بلس، كما أن بطارية هذا الأخير تكلف 1 دولار إضافي مقارنة مع الأول.
وردا على هذا التقرير من -IHS- قامت متحدثة باسم شركة أبل بمراسلة مجلة التايمز الأمريكية لكي تخبرهم أن ما نشر ليست هي التكلفة الحقيقية لهواتف أبل، فهذه الأخيرة تقوم بالاستثمار في الأبحاث ،البرمجة، السوفتوير والتسويق وكذلك التراخيص وأمور أخرى كثيرة لإنتاج الهاتف مما يجعل هامش الربح يتقلص بشكل كبير.
لكن رغم هذا فان أبل تصنف على رأس الشركات الأكثر ربحا بالعالم وقد بلغ هامش ارباحها في الربع الأخير من السنة الماضية 39.4 بالمئة بنمو قدره 2.5 بالمئة مقارنة مع الربع الأخير من سنة 2013.
طبعا الأرقام المنشورة في هذا المقال تعتبر التكلفة –المصنعية– لهواتف أبل دون النظر لتكاليف الشركة واستثماراتها في عدة مجالات لتحسين تجربة المستعمل وتمكينه من استعمال احدث التقنيات بافضل طريقة، ولا نغفل ايضا خدمة ما بعد البيع لدى ابل والتي تعتبر من الأفضل بالعالم والتي تكلفها الشيء الكثير بطبيعة الحال.
ما رأيكم أنتم في إجمالي تكلفة الآي فون؟ وهل فعلاً تستحق أجهزة أبل هذه الأسعار؟
كاتب المقال: المهندس يوسف لزعر
المصادر: