التحكم في الأجهزة الذكية والحاسب بحركات اليد عن بعد حلم طويل وقديم. سعت بعض الشركات إلى جعل الكاميرا تراقب الإنسان وتنفذ الحركات، والبعض الآخر صنع ملحقات لهذا الأمر مثل الخاتم –هذا الرابط– أو أسورة MYO –هذا الرابط-. لكن انسى كل هذا لأن مشروع Soli سوف يمكنك حقاً من التحكم في أجهزتك عن بعد.
واجهه الحلفاء والإنجليز تحديداً مشكلة مع الطائرات النازية في الحرب العالمية فهى تدخل مجالهم وتتحرك دون أن يرونها. ثم طور “واتسون وات” بعض الأجهزة الموجودة في زمنه لينتج ما يعرف حالياً بالرادار. جهاز يطلق موجات وتنعكس في الطائرات فيحددون موقعها. والآن هذه الرادارات حان وقت وصولها إلى أجهزتنا الذكية.
مشروع Soli يعمل بنفس أسلوب عمل الرادار الحقيقي، فهو يطلق الموجات التي تنعكس على أيدينا وتعود إليه مرة أخرى، لكن هذه المرة ليس الغرض تحديد موقع اليد فقط بل كل شيء. أين تضع يدك، هل تحركها؟ وإذا كنت تحركها فما هى الحركة؟ ثم يقوم بتنفيذ الشيء الذي تفعله، فمثلاً إذا رصد أنك تحرك يدك كأنك تدير قرص فيفهم هذا أنك تريد رفع أو خفض الصوت. وإذا كنت تحركها كأنك تضغط على شيء فيفهم أن هذا يعني الضغط على زر معين في الهاتف.
تخيل أنك تستمتع لمقطع صوتي ثم طلب صديق أن تخفض الصوت؛ فقط قرب يدك من الهاتف وأدرها وكأنك تخفض صوت المذياع الحقيقي. تشاهد شيء وتريد رفع إضاءة الشاشة، فقط حرك يدك إلى أعلى. هذا لا يعتمد على الكاميرا بل على حساس Soli الجديد. شاهد الفيديو:
قد يقول البعض ما الداعي لهذا المنتج والكاميرا تقوم بنفس الأمر؟! الإجابة هى أنه هذا غير صحيح، فأولاً الحساس Soli “الرادار” دقته وجودته تفوق بكثير الكاميرا، وأيضاً هو شريح إليكترونية وبالتالي تستطيع وضعها في أي شيء. تستطيع شركات السيارات إضافتها لتقوم بوظائف معينة بحركة يدك في السيارة. يمكن أن توضح في المذياع في المنزل ومختلف الأجهزة فتتحكم فيها بدون أن تلمسها كما شاهدت في الفيديو السابق. تخيل مستقبل الساعات الذكية وأنت تستطيع التحكم في بعض خصائصها بدون لمسها حتى.
المشروع ليس له وقت محدد للظهور وأن نراه في منتجات حقيقية. في الغالب هذه المنتجات تموت وهى فكرة ولا نراها كما شرحنا مسبقاً في مقال لماذا لا تنجح الأفكار والمنتجات الرائعة والسبب أنها تحتاج تمويل كبير ودعم من شركات عملاقة. لكن هذا المشروع يأتي بدعم ورعاية شركة جوجل وبالتالي عند خروجة من طور التجارب فبسهولة يمكن أم نراه في الأجهزة.