انهيارات في الجهاز، انهيارات في التطبيقات، انخفاض الأداء والمجازفة بالخصوصية والأمان إلى آخره. هذه عبارات كثير ما يقترن ذكرها بالجيلبريك وكثيراً ما نتحدث نحن وغيرنا عن مخاطره، لكن من الواضح أنه في عالم التقنية لم تعد تثني المخاطر الناس عن الخوض في تجربة الأشياء -مثل الجيلبريك- وأصبح ما يوجه الناس بشكل كبير لما يستخدمون أو ما لا يستخدمون هو في أغلب الأحيان الفوائد. انطلاقاً من هذا المبدأ فأبل أصبحت تضيف مزايا جديدة كان البعض يقوم بالجيلبريك لأجلها فقط في نظامها منذ iOS 7 وحتى iOS 9 لدرجة أنك إذا تصفحت الويب بحثاً عن مقالات تتحدث عن الجيلبريك ستجد مقالاً بعنوان “هل سيتخلى الناس عن الجيلبريك بسبب iOS X ؟ ” حيث X هنا ترمز لرقم 7 أو 8 وحتى 9. اليوم سنطرح هذا الموضوع للنقاش بشكل مختلف ونخبركم لماذا لن يتوقف الجيلبريك.


لماذا يقوم الناس بعمل جيلبريك؟

نبدأ أولاً بذكر المزايا التي يقوم الناس لأجلها بعمل الجيلبريك، بالعودة إلى معنى اسم الجيلبريك فهو كسر القيد. فك حماية الجهاز المفروضة من قبل شركة أبل للمحافظة على حدود معينة لمطوري التطبيقات كي لا يعبثوا بالنظام. تقوم أهداف الجيلبريك عموماً على إضافة ميزات تمنعها أبل أو تغيير واجهة المستخدم أو الحصول على برامج مدفوعة بشكل غير شرعي (التكريك). وبالرغم من أن أبل قامت بإدراج العديد من المزايا التي كان بعض المستخدمون يقومون بالجيلبريك لأجلها فقط إلا أنك يمكن أن تجد نفس المستخدمين يقومون بالجيلبريك مع كل إصدار. فهل مزايا النظام هي فعلاً الهدف الرئيسي لإطلاق وعمل الجيلبريك بشكل دوري؟ هنا نجد عامل (التكريك) عاملاً فعالاً في كثير من الأحيان لجذب المستخدم بالرغم من عدم فعاليته في الحصول على التحديثات المهمة للتطبيقات ولكن البعض مستعد للتضحية بالتحديثات من أجل أن لا يدفع دولاراً أو اثنين ثمناً لتطبيق.


هل يستحق الجيلبريك المجازفة؟

بعد ذكر المزايا علينا ذكر الجانب الآخر من القصة. (الأخطار والعيوب). نعم يغري الجيلبريك مستخدميه بالعديد العديد من المزايا بعضها يعتبرها الناس أساسية وبعضها يستخدمها الناس لحب الاستطلاع فقط ويمكن أن يتخلوا عنها بعد أيام أو ساعات من الاستخدام. ولكن هذا البحر من الميزات يأتي مقابل ثمن ما.

  • الخصوصية: موضوع الخصوصية هو الأكثر تناولاً هذه الأيام فمع كل يوم جديد في عمر التكنولوجيا تقل الخصوصية وتتقلص الحدود بينما هو خاص وما هو منشور. هذا في الحالات الطبيعية. إنما مع الجيلبريك فمستخدمه يضاعف فرصه اختراق جهازه بدون المبالغة عشرات المرات، خصوصاً إن كان جديد العهد بالجيلبريك ولا يعرف الأدوات الموثوقة بنسبة ما، وإن عرفها فعلى الغالب سيسعى للحصول على الأدوات المدفوعة مجاناً من مصادر أقل مصداقية. وكل هذا يدخل الشخص في دوامة الاختراق ببساطة لأن مقدار المراقبة على أدوات وتطبيقات الجيلبريك هو صفر.
  • أداء النظام: بماذا يتباهى مستخدم iOS وسط مستخدمي الأجهزة الأخرى؟ نعم -بغض النظر عن الخصوصية- فهو يتباهى كثيراً بسلاسة النظام وسرعته. هذه السرعة التي يعرض نفسه لفقدانها بسبب الجيلبريك، ففي معظم الأحيان يسبب الجيلبريك انهيارات مستمرة للنظام وبعض التطبيقات كما يسوء الحال كثيراً عند ازدحام الأدوات وتعارضها مع بعضها بشكل كبير مما يجعل استقرار النظام (على كف عِفريت) كما نقول في الأمثال الشعبية.
  • التحديثات الدورية: يبدو أن الجيلبريك يهدم كل ما يتباهى به مستخدموا iOS فهنا ميزة حصرية لا جدال فيها ألا وهي التحديث الدوري للنظام لإصلاح أخطاء وإضافة مميزات يتم فقده مع عمل الجيلبريك حيث يظل المستخدم يتابع أخبار الجيلبريك وينتظر إلى أن يصدر الجيلبريك للنظام الجديد ليستفيد بمميزات النظام الجديدة وقد يطول الانتظار مثلما حدث عدة مرات سابقاً.
  • مزايا الجيلبريك: ماذا؟ هل مزايا الجيلبريك هي من عيوبه؟ في الكثير من الأحيان نعم. العديد من الأدوات التي تقوم بالتعديل على النظام تضيف مميزات ربما تكون براقة ولكنها غير مكتملة، فأبل من المعروف عنها أنها تدرس وتصمم في الميزة فترة قد تمتد لسنين أحياناً قبل إطلاقها حتى تكملها على أفضل وجه، أما بالنسبة لأدوات سيديا فهي في الغالب غير مكتملة وجميعها ليست متكاملة مع النظام في الأصل مما يخلق عدم انسيابية في استخدام الميزات التي تمت إضافتها و (شذوذاً) في انسياب النظام العام.

الجيلبريك إلى الأبد؟

بعد ذكر المزايا والعيوب فقد يظن البعض أن إضافة أبل لمزايا تغني عن الجيلبريك أو حتى عيوب الجيلبريك ذاته يمكن أن يثنيا الكثير عن عمل الجيلبريك ولكن هذا ليس إلا جزءاً من الصورة. الكثير من عشاق الجيلبريك لا يريدونه فقط لأجل إضافة مميزات أساسية يرغبون فيها بل لمتعة التغيير والاستكشاف ذاتها، فمن أهم ما يريده بعض المستخدمين هو أن يكون جهازهم ساحة لعب يمكنهم فعل ما يريدون فيها، بل حتى قد يفضلون تنزيل وتجربة الأدوات على تنزيل التطبيقات من متجر البرامج، أما بالنسبة للخصوصية فالعديد من الناس لم يعد يهتم كثيراً بالموضوع، فجهات الاتصال موجودة على الخدمات السحابية وكذلك المستندات والصور. عامل مهم آخر من عوامل دوام الجيلبريك هو مطورو الجيلبريك نفسهم حيث تحول الجيلبريك إلى تحد بين المطورين لإيجاد الثغرات وعمل الجيلبريك بشكل ناجح، وهذا التحدي سيخلق دائماً رغبة في إطلاق جيلبريك جديد. وأخيراً نظام iOS ذاته. من المعروف عن البرامج والأنظمة منذ بدء استخدامها وحتى الآن هو أن وجود ثغرات أو أخطاء في النظام شيء لازم الحدوث، ولطالما هناك ثغرات سيسعى الناس لاكتشافها والاستفادة منها. هذا هو أساس حرب آبل مع الجيلبريك وكل ما تستطيع آبل أن تفعله حيال الأمر هو أن تصعب الجيلبريك لا أن تمنعه.


نظام iOS 9 وميزة ال RootLess

الرووت هو اسم المستخدم للنظام وفي أنظمة أندرويد يطلق على الجيلبريك Root Device أو قمت بعمل رووت للجهاز مما يعني أنك أعطيت صلاحية اسم المستخدم الرئيسي وهو الـ Root لجميع التطبيقات. في المؤتمر الأخير أعلنت أبل خاصية جديدة لتأمين iOS 9 وهي نظام بدون رووت مما يجعل اختراقه صعب ففي عملية الجيلبريك كل ما يلزم فعله هو أخذ صلاحيات الرووت ومن هنا يمكنك إضافة ملفات للنظام وتطبيقات بدون تصريح من أبل أما مع نظام iOS 9 سيكون أمر الجيلبريك صعب لدرجة تجعلنا نشك أن الجيلبريك سيتاح عليه “بنفس سرعة” الأنظمة السابقة. الأمر ليس مستحيل وأبل تحاول منذ سنوات في جعل جهازها آمن ضد الاختراق ولم تنجح والخبراء يقولون أن هذه الحماية قد تصعب الأمر لكن سيظل الجيلبريك موجود وللأبد.


تطور تقنيات الحماية أبطأ بكثير من تطور تقنيات الاختراق؛ لذا لا يوجد أمان تام مهما فعلت لكن هناك فارق بين من يحمي ما يملك في خزانة وقد يأتي لص محترف ويسرقها وبين من يضعها في الشارع ويتمنى آلا تسرق. هاتف بدون جيلبريك لا يعني أنه آمن 100% لكن نستطيع القول أن الأمان 99% أما هاتف بالجبليريك فكأنك تضع ممتلكاتك في الشارع وتتمنى آلا يسرقها أحد.

أخبرنا رأيك أخي في الجيلبريك وهل يمكن أن تأتي زمن لا يوجد جيلبريك فيه؟ شاركنا بآرائك

مقالات ذات صلة