قبل أيام تحدثنا عن توقعاتنا لشركة أبل في 2016 وماذا ستقدم وما هى أبرز التغيرات المتوقعة للشركة -راجع هذا الرابط-. ولأن عالم التقنية ليس فقط شركة أبل لذا نقدم هذا المقال لنتعرف على التغيرات والمنتجات المتوقعة من الشركات الأخرى.
جوجل ونظام N
العام الماضي قدمت شركة جوجل أحدث أنظمتها وهو الإصدار السادس والمعروف باسم مارشيمللو. النظام يعد أفضل تحديثات الأندرويد حيث ركزت الشركة على نقطتي الضعف الأساسيين في الأندرويد وهما الأداء والخصوصية وقد تحدثنا عن هذا الأمر في مقال سابق –هذا الرابط-. المتابع لتحديثات أندرويد 5.0 وشقيقه 5.1 ويليهم 6.0 سيعلم أن جوجل بدأت حقاً الاهتمام بإصلاح عيوب الأندرويد. حيث ركز 5.0-5.1 على تصميم النظام ليصبح أكثر جمالاً. وفي التحديث 6.0 على الأداء والسرعة. وهو ما يعني بشكل صريح أن جوجل تعلم نقاط ضعف نظامها وتفوق iOS عليها. والقفزات التي حققها الأندرويد مؤخراً تجعلك تنتظر بشغف مؤتمر جوجل القادم هذا العام (مايو أو يونيو) لنعلم ماذا سيكون المجال الجديد الذي ستركز فيه جوجل سواء لتقليل تفوق iOS فيه أو لوضع مزايا حصرية للأندرويد.
سامسونج تواصل الترنح
تواجهه سامسونج مشكلة كبيرة منذ أكثر من عام حيث تعاني من إنهيار تام في مبيعات كل أقسام فرع سامسونج للإلكترونيات والذي يمثل أكثر من نصف وأحياناً ثلث عائدات مجموعة سامسونج ككل (التي تضم شركات بناء سفن ومعاملات بنكية والأدوية والمواد الكيميائية وغيرها). سامسونج قامت هذا العام بإقالة عدد من كبار الموظفين وتقليل رواتب قيادات أخرى أما بالنسبة للمسئول عن قطاع الهواتف “الأكثر تضرراً” تم تخفيض راتبه من 10 مليون دولار ليصبح 2 مليون فقط. سامسونج الآن تحقق نصف المبيعات الخاصة بها حول العالم من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لكن بدأت التقارير تشير إلى أنه حتى في هذا السوق بدأ يحدث إنخفاض في المبيعات مما يوضح أن الشركة لديها مشكلة حقيقية. خلال 2016 يتوقع أن تستمر الأزمة وإن كانت الشركة ستعمل على تقليل آثارها عبر ضغط النفقات وتقليل عدد الأجهزة الجديدة.
خلال الربع الأول سوف تقدم الشركة S7 والذي يتوقع أن يكون الروح الأخيرة للشركة حيث ستقدم فيه أقصى تقنيات لديها بداية من المعالج والذاكرة وسعة تخزينية والشاشة، حتى أن بعض الأخبار تتحدث عن إضافة سامسونج حساس لرصد العين (وإن كان صعباً تقنياً) لتكون بصمة للشخص مثل أفلام الخيال العلمي.
الصين تتمدد
خلال العام الماضي سيطرت الشركات الصينية الثلاثة (هواوي -لينوفو- شاومي) على الحصص السوقية التي يخسرها الآخرين بل وكانت المفاجئة أن شاومي أصبحت رقم 5 في المبيعات في أمريكا في الكريسماس وتفوقت على عمالقة مثل سوني وHTC بالرغم من أن شاومي غير موجودة فعلياً “لا تبيع بشكل مباشر” في السوق الأمريكي. هواوي ولينوفو اكتسحوا الأسواق العربية وقللوا من حصة المنافسين الكوريين واليابانيين. خلال 2016 سوف يستمر الثلاثي في التوسع عربياً ويتوقع أن تبدأ شاومي في توفير منتجاتها رسمياً في الدول العربية.
محاولة نوكيا للعودة
هناك أمر يترقبه الكثير من عشاق التقنية وهو عودة شركة نوكيا. فالذي لا يعلمه الكثيرين أن مايكروسوفت لم تشتري شركة نوكيا بالكامل بل قطاع الهواتف فيها فقط. ويقال أن هناك بند في عقد البيع يمنع نوكيا من تقديم أجهزة لفترة زمنية يشاع أنها تنتهي خلال 2016 وسوف تعود الشركة مرة أخرى لتقديم أجهزة خلال 2016 وستكون هذه المرة أجهزة “أندرويد” كما رأينا في جهازها اللوحي N1 والذي حقق مبيعات جيدة في الصين وبعض الأسواق الأخرى. فهل ستتمكن نوكيا من العودة خاصة بعد سنوات من إعادة الهيكلة سواء بيع الأقسام مثل Here أو إغلاق الأقسام الأخرى وبيع أو إغلاق مقرات أو حتى الاستحواذ على شركات مثل ألكاتيل.
بلاك بيري بثوب جديد
بلاك بيري ربما تستحق أن يطلق عليها اسم العجوز الذي لا يموت. الشركة تعاني من انهيار ومشاكل مالية مستمرة منذ 5 سنوات ووصل الأمر إلى إغلاق قطاعات فيها وإقالة رؤساء الشركة والتفكير في بيعها كلياً. لكن فجأة قررت بلاك بيري العودة لكن بهواتف أندرويد لتكون جنباً إلى جنب مع هواتف البلاك بيري. تقول الشركة الكندية أنها تقدم نسخ آمنة من الأندرويد حيث تأتي بخدمات بلاك بيري وكذلك بدون أي خدمات وتطبيقات لجوجل. وبالفعل رأينا هاتف جيد وعلق رئيس الشركة أنه ليس الوحيد وهناك المزيد من هواتف بلاك بيري الأندرويد قادمة. فهل ستتمكن الشركة من العودة بوجه وثوب جديد؟ أم سيحين موعد وفاة بلاك بيري وتبتلعها إما مايكروسوفت أو شركة صينية مثل لينوفو كما فعلت في موتورلا؟
من البطولة إلى كومبارس
لو كان عالم التقنية فيلماً فإن شركات سوني و HTC و LG تستحق أن تكون هى الكومبارس في هذا المجال. فالشركات التي كانت لسنوات هى الأفضل والأقوى وأحد أبطال هذا المجال لكن الآن أصبحت تعاني وبشدة:
سوني: بالرغم من ارتفاع مبيعات سوني خاصة بعد هاتفها الرائع Z5 والذي يملك طبقاً لبعض التقارير أفضل كاميرا في الهواتف لكن لا تزال الشركة تعاني من مشاكل في الانتاج والتصنيع جعلت البعض يتوقع أن تتوقف عن تقديم الهواتف وتبيع هذا القطاع لشركة صينية. وهو ما نفته الشركة اليابانية أكثر من مرة. سوني تنفي البيع وتنفي التوقف عن تقديم الهواتف وفي نفس الوقت لا تتمكن من تحقيق أرباح حقيقية.
HTC: هواتف الشركة التايوانية هذه ربما تكون من أجمل هواتف الأندرويد من ناحية التصميم وجودة الجهاز نفسه. لكنها تعاني من مشاكل كثيرة وسلسلة ضخمة من الإنهيارات جعلت الشركة على حافة الإفلاس أكثر من مرة وإن كانت تنجو في كل مرة من هذا الشبح المرعب. عام 2016 سوف يكون عاماً حاسماً في مستقبل HTC إما العودة أو الإفلاس.
LG: تعد الشركة الكورية أفضل حالاً بكثير من سوني و HTC حيث حققت هواتفها الأخيرة شعبية جيدة لكن المنافسة الصينية جعلتها لا تحقق أن نجاح في سوق الهواتف الرخيصة والمتوسطة والتركيز الآن مع الهواتف العليا الذي يحقق فيها هاتفهم G4 نجاح جيد. العام القادم سوف يواجهه G5 تحدي صعب سواء من الصينين أو من Z6 أو هاتف سامسونج الذي تأمل أن يعيدها للحياة S7 وبالطبع أمل HTC الأخير في A10 مما يجعل LG في وضع صعب العام القادم.
مايكروسوفت والمستقبل الغامض
منذ أن تولى ساتيا نادالا رئاسة مايكرسوفت والشركة عادة للحياة التي فقدتها في عهد رئيسها السابق ستيف بالمر. قدمت بدون خوف دعم لكل أجهزة أبل بما فيها الآي باد Pro منافس جهازهم سيرفس. ثم وفرت تطبيقات على الأندرويد. الآن الشركة تقولها صريحة أنها ستلعب على جميع الخيوط حيث ستواصل تطوير وتقديم هواتف أندرويد لوميا وجهاز سيرفس اللوحي وفي نفس الوقت لن تحرم مستخدمي أندرويد و iOS من خدماتها وبهذا تضمن أن تكون الرابح في النهاية. يتوقع في العام القادم أن تسعى مايكروسوفت لتعزيز نقطة ضعفها الأساسية وهى متجر البرامج الخاص بها وتقدم المزيد من هواتف لوميا العليا وتعقد الصفقات والشركات التجارية لتسويق أجهزتها. ربما تكون مايكروسوفت هى الأكثر غموضاً في مستقبلها ولا تعلم هل سوف تنجح في أن تصبح لاعب أساسي مرة أخرى؟