كل فترة تكون هناك تقنيات هى السائدة وذات الشعبية الكبيرة، مثل هواتف ذات شاشة عالية الدقة ثم تأمين الأجهزة بالبصمة. ومن أجل أن نجعل متابع آي-فون إسلام يتميز بأنه يعلم الجديد قررنا التحدث في سلسلة من المقالات عن تقنيات بدأت تظهر ويتوقع لها أن تكون من أساسيات التقنية في السنوات القليلة القادمة كما ذكرنا مع كابلات USB C قبل أسبوعين. وفي هذا المقال نتعرف على تقنيات الشحن السريع التي بدأت تنتشر بشده مؤخراً.
لماذا الشحن السريع؟
من المعروف أن أزمة الهواتف تكون في البطارية وسرعة نفاذ الطاقة الخاص بها. لذا تحركت الشركات في ثلاث محاور لعلاج هذا الأمر وهم:
- استهلاك أقل: تعمل الشركات على جعل استهلاك أجهزتها للطاقة أقل، وبرعت أبل في هذا المجال فعند مقارنة سعة بطاريات أجهزتها مع عدد الساعات نجدها متفوقه (بطارية الآي فون 6s سعتها 1750 مللي أمبير أي هى الأقل عالمياً في الفئات العليا).
- بطارية أكبر: وهذا الطريق سلكته الكثير من الشركات حيث سعت إلى توفير بطارية ضخمة لتعوض أي استهلاك الطاقة.
- شحن أسرع: وهذا هو أحد أفضل وأحدث الطرق وهذه الفلسفة قائمة على فكرة وهى إن كانت بطارية هاتفك ستنفذ بسرعة فليس هذا مهماً ففي دقائق سوف تمتلئ مرة أخرى.
تقنية كوالكم للشحن السريع
قدمت شركة كوالكم رائدة صناعة معالجات الهواتف حول العالم تقنية منذ سنوات تدعم الشحن السريع Quick Charge ووصلت الآن إلى جيلها الثالث. الشحن التقليدي مثل الذي توفره أبل في جميع أجهزتها هو 5V وتختلف قوة الأمبير من 1A في حالة الآي فون إلى 2.4A في حالة الآي باد Air وأحدث أي أن الفارق بين الشاحن هو مقدار الأمبير فقط. وهذا الأمر يتكرر مع غالبية الشواحن حتى الأجهزة العتيقة “نوكيا كشاف” أيضاً شواحنها 5V ويكون الأمبير 0.5 مثلاً. لكن تقنية كوالكم تختلف في أنها ليست فقط تقوم بتغيير الأمبير لكنها أيضاً تغير الفولت كذلك ليصبح 9V أو 12V وذلك بطريقة عملية معقدة تعد براءة اختراع لشركة كوالكم. لكن هل تريد أن تعرف النتيجة؟ دعنا نقارن بين سرعة شحن الآي فون 6s بلس من أبل ومنافسه S7 إيدج من سامسونج الذي يدعم الجيل الثالث Quick Charge 3.0 وذلك بعد وضعهم على الشاحن لمدة 30 دقيقة.
- بطارية الآي فون 6s بلس سعتها 2750 مللي أمبير وسوف تشحن إلى 18%.
- بطارية سامسونج S7 إيدج سعتها 3600 مللي أمبير وسوف تشحن إلى 83%.
*الصورة التالية توضح أحد الاختبارات على بطارية 2750 مللي أمبير عبر شحن تقليدي أو تدعم كوالكم الجيل الثاني وكذلك الثالث.
أي أن تقنية كوالكم 3.0 جعلت هاتف سامسونج يشحن 4.5 مرة أسرع من الآي فون بالرغم من أنها أكبر 30% فما رأيكم في تقنية كوالكم؟!
الجيل الثاني من كوالكم والمدعومة في العديد من الهواتف كانت تشحن حتى 60% في 30 دقيقة فقط وجاء تقنية الجيل الثالث لتجعل الشحن حتى 80% في 30 دقيقة وبدأت الشركات الكبرى في دعمها مثل سامسونج في S7 وLG في G5 وHTC في One A9 و شاومي في Mi 5 ومتوقع أن كل الهواتف العليا القادمة سوف تدعمها.
الجدير بالذكر أن تقنية كوالكم هذه حصرية لها أي لابد أن يكون الهاتف به معالج كوالكم كي يدعم هذه التقنية وسرعة الشحن وهذا يجعل من المستحيل أن نراها في الآي فون لكن هذا لا يعني أنه لا بديل أمام أبل. فهناك طريقة أخرى للشحن السريع وهو كابلات USB C.
الشحن السريع و USB C
شواحن الهواتف التقليدية تكون 1A مثل الآي فون، وهناك بعض الهواتف تدعم 1.5A وفئة قليلة تدعم 2A. لكن في مقالنا الخاص بكابلات USB C تحدثنا أن هذا النوع من الكابلات يدعم نقل الطاقة بشكل كبير مكنه من أن يكون بديلاً لأي نوع كابل وحتى كابلات الشحن المباشرة للحواسب. وهذا يعني أنه يمكنك استخدامه في الشحن السريع وهذا ليس تخميناً بل حدث بالفعل حيث كشفت شركة جوجل عن هاتفها الأعلى نيكسس 6P والذي جاء بشاحن USB C وبقوة شحن 3A ولو تخيلنا أبل تدعم نفس الشاحن في الآي فون 6s بلس فهنا سنجد الآي فون في 30 دقيقة يصل إلى 55% تقريباً أليس هذا رائعاً؟ من المتوقع أن يأتي الآي فون 7 بكابل USB C فهل ستدعم أبل هذا النوع من الشواحن السريعة؟
توضيح تقني هام
من الأمور الخاطئة أن البعض قد يظن أن مدة الشحن تحسن بالقسمة المباشرة فمثلاً إن كانت البطارية 3000 مللي أمبير والشاحن 1000 مللي أمبير إذاً فالجهاز يشحن في 3 ساعات. لكن هذا غير صحيح حيث تقل سرعة الشحن تدريجياً “ما يلي تبسيط علمي” فتخيل معني أن هناك غرفة فارغة سيكون سهل عليك وضع بعض الأشياء بها، لكن عندما تقترب من الإمتلاء تجد أن معدلك في وضع الأشياء أصبح أقل لأنك لا تجد المكان الفارغ بسهولة. هذا مجازاً ما يحدث مع البطاريات. ففي بداية شحن الآي باد Air مثلاً بشاحنه الأصلي تجد أنه يقيس 2400 مللي أمبير ثم ينخفض ليصبح 2000 مللي ثم ينخفض بشدة بعد أن يتجاوز 80% ليصبح 1500 مللي وعندما يقارب 100% تجده يشحن بقوة 500 مللي مثلاً. وفي ساعة أبل تشحن من 0 إلى 80% في ساعة ثم من 80% إلى 100% في ساعة أخرى. لذا نجد تقنية كوالكم الجيل الثاني كانت تشحن حتى 50% في نصف ساعة ثم تمكنت الشركة من التغلب على مقاومة تحدي البطارية لتصل إلى 80% لكن يبقى التحدي وهى منطقة 80 إلى 100% وهنا تعمل كل الشواحن تقريباً بفروقات بسيطة.
هل ترى أن على أبل استخدام أو تطوير أحد تقنيات الشحن السريع؟
المصدر: