في مجال التقنية دائماً هناك جديد وتسعى كل الشركات إلى تطوير منتجاتها ويظهر بشكل مستمر ما يشبه اتفاق تقني بين الشركات على بعض الأمور، مثل الفترة 2010-2011 رأينا توافق على شاشات فائقة الجودة تلاها توجه نحو الأجهزة المعدنية “الألومنيوم” ثم تأمين الأجهزة بالبصمة والتي أصبحنا نراها في أجهزة يبلغ سعرها 200 دولار ولم تعد حكراً على الفئات العليا. لذا قررنا أن نتحدث عن التقنيات أو التغيرات التي سوف تصبح مألوفه وتقليدية خلال 2016-2017 والبداية مع كابلات USB-C الجديدة.

USB C Mac


منفذ USB C

نظرة تاريخية: إذا عدنا للوراء 10 سنوات سنجد هناك أشكال مختلفة للكابلات والشواحن ثم خلال الخمس سنوات الماضية توحدت غالبية الأجهزة على منفذ شحن واحد وهو Micro USB حيث يعمل به غالبية هواتف الأندرويد وويندوز فون وبنوك الطاقة والسماعات وتقريباً كل شيء. عدا أبل التي قررت الانفراد وقدمت الكابل الخاص بها Lightning مع الآي فون 5 بميزة وحيدة وهى إمكانية التركيب من أي اتجاه. مخالفة أبل لاتفاق الشركات جعلها تتعرض لمشاكل قانونية مع الاتحاد الأوروبي لكن لم تتمكن أي مشكلة من إجبار أبل على تغيير الكابل الخاص بها. حتى ظهر منفذ USB C

كابل USB C: يشار إليه بـ USB Type-C وعندما تشاهده تجد أنه قريب الشبه والحجم لمنفذ أبل ويتميز بأنه يمكن تركيبه من أي اتجاه كذلك. يخطأ البعض في وصف الكابل ويقول أنه من نوع USB 3.1 فالحقيقة أن “C” ترمز إلى شكل الطرف الآخر من الكابل “الذي يتم تركيبه في الجهاز” لكن يوجد كابلات من USB C to USB 2.0 وأخرى إلى USB 3.0 أي لا يعني أن الكابل الخاص بك “أو جهازك” من نوع USB Type-C أنه يدعم USB 3.1 ومعاييره سواء في السرعة أو الطاقة.

إذا كنت محتاراً فالمختصر هو أن USB C هو شكل لمنفذ جديد للكابل


الكل يدعم USB C

بعد الكشف على هذا النوع من الكابلات فوجئنا بأن أول شركة تقرر دعمه هى الشركة التي تفضل الانتظار. إنها شركة أبل حيث أعلنت عن ماك بوك يعمل بكابل USB C وكان الأمر صادم للكثيرين لكن بعد أسابيع قليلة وجدنا منافسها جوجل يطلق حواسب Chromebook Pixel أيضاً بنفس المنفذ تلاها شركة OnePlus التي أطلقت هاتفها الثاني OnePlus 2 بنفس الكابل أيضاً وبعدها كشفت نوكيا عن Nokia N1 يليها جوجل في هواتف نيكسس 5X و 6P والأخبار تتحدث أن سامسونج سوف تعلن عن هاتفها القادم S7 بمنفذ USB C كما تؤكد مصادر صينية أن الآي فون 7 سوف يأتي بمنفذ USB C كذلك أي يمكننا القول أن الحلم سوف يصبح حقيقية. خلال أشهر وربما عام ستكون كل الأجهزة الحديث تصدر بنفس الكابل. تستطيع شحن الآي فون بنفس كابل سامسونج ونفس كابل نوكيا.


لماذا USB C؟

قد يتسائل البعض لماذا منفذ USB C ولماذا تقرر أبل وكل الشركات التحول إليه؟ لإجابة هى أنه يمكنه دعم تقنيات USB 3.1 وبالتالي يحل كل المشاكل:

USB-Type-C

1

سهولة استخدام: يمكن تركيبه من أي اتجاه وهى ميزة كابل أبل الوحيدة حيث أن كابلات أبل الحالية USB 2.0 وبنفس سرعة كابل الأندرويد لكن ميزته سهولة الاستخدام.

2

سرعة فائقة: كابلات من نوع USB 3.0 تدعم سرعة 5Gbps (أي 625 ميجابايت في الثانية) مقابل 480Mbps (أي 60 ميجابايت في الثانية) لكابلات USB 2.0 الحالية سواء Micro الخاصة بالأندرويد أو Lightning الخاصة بأبل (تصل السرعة إلى 10Gbps أي 1.25 جيجابايت ثانية لإصدار 3.1 الجيل الثاني).

3

طاقة أكثر: بدون الخوض في تعقيدات فيزيائية لكن كابلات USB C تدعم نقل أفضل وأكبر للطاقة من USB 2.0.

أي أننا أمام نوع من الكابلات ينقل 10 أضعاف البيانات الي ينقلها سابقه وبذلك يمكنك استخدامه كبديل لأي نوع كابلات كما فعلت أبل، أيضاً يمكن تركيبه في أي اتجاه، وكذلك يدعم نقل طاقة تكفي لتشغيل حواسب مثلما فعلت أبل وجوجل (ليس كل الحواسب يمكنه تحملها حتى الآن لكن غالبيتها). أي يعد كابل مثالي تستطيع توصيله بشاحن حاسبك لتشحنه ثم تزيله من شاحن الحاسب وتوصله بشاحن الهاتف لتشحن جهازك الذكي سواء كان آي فون أو أي نوع آخر. أليس هذا رائعاً؟! لذا سوف تسعى كل الشركات خلال الأعوام القادمة طبقاً للأخبار إلى توحيد الكابلات لأول مرة لكل أجهزتها (يحتاج هذا الأمر لـ 3-5 سنوات لتصبح كل الأجهزة فعلياً)

USB-Type-C-2


مخاطر غير متوقعة

هناك خطر غير متوقع لكابلات USB C وهو المنتجات المقلدة. اعتدنا أن نرى كابلات ملقدة تتلف بسرعة أو توفر شحن “بطيء”. لكن الكابلات المقلدة ورديئة الصنع لنوع USB C لها مخاطر حقيقية. نوع الكابلات USB C في أعلى يستطيع شحن حواسب شخصية وله معايير نقل طاقة من ضمن هذه المعايير أن تكون المقاومة 56 كيلو أوم. التلاعب في المقاومة قد يؤدي إلى تغير في الفولت. فكر معي هنا أنه إذا قل الفولت فلن يشحن جهازك من الأساس. أما إذا زاد الفولت فماذا سوف يحدث لجهازك؟!! بووووم . وتذكر أن المقاومة 56kΩ تعد عامل من عوامل الكابلات. الشخص الوحيد في العالم الذي انتبه لهذا الأمر هو Benson Leung أحد أهم مهندسي شركة جوجل وقرر أن يقدم خدمة جليلة للبشرية وهى أنه سوف يشتري كل أنواع الكابلات المعروضة للبيع من نوع USB C ويختبرها ويخبرنا بالنتيجة مثل هذا كابل بطيء وهذا كابل مطابقة وهذا لا يعمل على أجهزة كذا وكذا. ويؤسفنا إخباركم أنه تعرض عند اختباره لكابل USB C لشركة OnePlus لتلف لهاتفه نيكسس وكتب هذا الأمر فسحبت الشركة الكابلات من الأسواق وردت المبالغ لمن اشتراها ثم أصدرت بيان بأن الكابلات الخاصة بها مصممة فقط لهواتف OnePlus وأنها غير مسئولة عن أي مشاكل في حال استخدامها مع أي أجهزة أخرى وأعادت طرحها مرة أخرى. وواصل خبير جوجل الاختبارات وأعلن أن غالبية الكابلات في الأسواق غير مطابقة عدا بعض الماركات فقط. ثم كانت المفاجئة مع كابل ماركة SurjTech الذي أحرق له حاسبه Pixel ذو ال 1499$ مما دفع الشركة إلى إيقاف تصنيع الكابلات الخاصة بها ومنع بيعها على أمازون.

USB C Test

الخلاصة: إذا اشتريت هاتف أو جهاز يعمل بكابلات USB C فلا تشتري سوى الكابل الأصلي حالياً أو ابحث عن كابل ذو مواصفات حقيقية. لا يعقل أن تحرق هاتف 700$ أو حاسب 1000-1500 دولار من أجل عدم شراء كابل 10$. هذا تحذير مسبق حيث يتوقع أن تصدر سامسونج وأبل وكل الشركات هواتف USB C خلال هذا العام فلا تفكر في اقتناء كابل منخفض السعر والجودة.

لتتخيل مدى خطورة كابلات USB C الغير مصنعة بدقة فقد أعلنت أبل اليوم إكتشاف عيب صناعة في كابلات USB-C الخاصة بحواسب ماك بوك وأعلنت عن استبدالها –هذا الرابط– الأمر ليس سهلاً فحتى أبل فشلت في تصنيع كابل USB C مثالي


ما رأيك في كابلات USB C وهل تتوقع أن تتوحد عليها كل الشركات؟

مقالات ذات صلة