قبل شهرين نشرت مقال تحدثت فيه عن شرائي لهاتف أندرويد من نوع OnePlus X واستخدمته لشهرين وذكرت عدة نقاط أعجبتني في نظام الأندرويد وتمنيت أن تنقلها أبل إلى iOS. وفي نهاية المقال أوضحت أن نقاط أيضاً لم تعجبني وسوف يكون لها مقال مستقل، والآن حان وقت هذا المقال.
ردود على تعليقات القراء
حتى الآن هناك 133 تعليق على مقالي السابق. هذا هو ردي على بعض أكثر التعليقات تكراراً:
1
لست من الذين يدعون لتقبل الآخر بالمفهوم الواسع وإن كان هذا رائعاً لكن أنا مثل غيري أحب أشياء وأتعصب لكن؛ لكن مرة أخرى هناك حدود للتعصب، توقعت تعليقات تقول لي تقييم غير صحيح، هذه المزايا غير هامة، هناك عيوب ضخمة، أنت لم تجربه لفترة كافية كي تحكم. لكن هناك تعليقات كانت هجوم بل وشتيمة مباشرة، رأيت من يقول لي أنني لا أفهم في الآي فون، أنني غبي، أبله، معتوه، متخلف، وهذا ما يمكنني كتابة. من حقك ألا يعجبك ما أكتب لكن ليس من حق السب.
2
أنا لم أقل أنني تخليت عن أبل وتركت الآي فون تماماً. أنا ممن ينتظرون الآي فون 7 لكنني أردت هاتف منخفض السعر لاستخدمه حتى نهاية العام.
3
هناك مزايا أخرى في الأندرويد هامة ولم أذكرها مثل إمكانية تخصيص أكثر من مستخدم للجهاز الواحد ولكل منهم شاشته الرئيسية وتطبيقاته. لم أكتبها ليس للتقليل منها لكن لأنه يستحيل أن أذكر كل المزايا كما يستحيل أن أذكر كل العيوب.
لوحة المفاتيح العربية
هذا المشكلة شخصية وأتمنى أن يكون الخطأ قلة خبرة مني ويصحح لي خبراء الأندرويد. أنا أفضل استخدام لوحة المفاتيح في الهاتف العربية PC. لكن المفاتيح في الأندرويد هى العربية QWERTY. لوحة مفاتيح سويفت والنظام وتقريباً كل لوحة مفاتيح شهيرة وجدتها QWERTY. لمن لا يعرف ما الفارق بين QWERTY و PC اذهب إلى الإعدادات ثم عام ثم لوحات المفاتيح وغير لوحة مفاتيح جهازك (إذا كنت تستخدم Arabic غيرها إلى Arabic PC والعكس). لماذا لا توفر جوجل الخيارين كما فعلت أبل؟! أنا شخص أكتب على شاشة الآي فون منذ 8 سنوات يستحيل أن أغير طريقة كتابتي لتتوافق مع النظام. سأكون سعيداً إن صحح لي أحد المعلومة وأخبرني كيفية إضافة العربية PC للوحة مفاتيح جوجل في التعليقات.
الإعلانات
لم أكن أتخيل في حياتي أن جهازي يظهر به إعلانات، لا أتحدث عن إعلانات داخل البرامج لكن في النظام نفسه. تقوم بتحميل تطبيق ما فتظهر إعلانات في قفل الشاشة كما في الصورة في أعلى. المشكلة الأكبر أنه بلا حل، أذكر أنني في أحد المرات استخدمت تطبيق وأعجبني لكنه كان يظهر إعلانات بكثرة في قفل الشاشة لذا قررت أن أشتري النسخة Pro منه لتكون بلا إعلانات. لم أجد نسخة “برو”. قلت ربما توجد مشتريات داخل التطبيق، لم أجدها أيضاً. قمت بحذف البرنامج. كيف تسمح جوجل لأي جهة للإعلان في قفل الشاشة. بالمناسبة في هاتف شقيقتي وجدت إعلانات تظهر في مركز الإشعارات. تقنياً أظن أن هناك حلول لكني لا أرى هذا عملي، تحمل تطبيق فيضع إعلانات فتحمل تطبيق آخر ليزيل لك ما وضعه الأول ثم ثالث ورابع وفي النهاية تجد هاتفك بطيء لأن الأندرويد غير أبل، التطبيقات تعمل بدون قيود وهذا يقودنا للنقطة الثانية.
استهلاك موارد بلا حدود
قمت بتحميل تطبيق لشركة إنترنت شهيرة في مصر، من مزايا التطبيق أنه يبحث لك عن أقرب فرع لهم، وبالفعل رأيت الفرع وخرجت من التطبيق. بعد ساعات فوجئت بنفاذ بطارية الهاتف فوضعته في الشاحن لفترة لكن سرعان ما نفذت مرة أخرى. بالبحث فوجئت بأن التطبيق لأنني لم أقمت بقتله “Kill Task” لا يزال يعمل في الخلفية ويستخدم خدمات الموقع GPS بصورة دائمة. انظروا لاستهلاك البطارية
جوجل لا تضع أي قيود ولا تراقب التطبيقات. أذكر أننا في آي-فون إسلام في مرة رفضت أبل تحديث لتطبيق القبلة في الواقع الافتراضي لأننا نقوم بالبث المباشر على شبكات الهاتف 3G/4G بدون قيود أو أظن بدون توضيح هذا للعميل فهذا يؤدي إلى استنزاف باقته. أبل يمكن أن ترفض تطبيق لأنه طلب صلاحية ما لا يستخدمها.
بالبحث علمت أن هناك فارق كبير بين أبل وجوجل في إدارة موارد أنظمتهم. في iOS إذا ضغطت على زر الهوم فإن التطبيق يتوقف عن العمل مالم يكن هناك وظيفة ما يقوم بها مثل تحميل ملف من الإنترنت أو تشغيل مقاطع صوتية، بمجرد الانتهاء من هذه الوظيفة تقوم أبل بإيقاف التطبيق. أما في جوجل فالضغط على الزر الرئيسي للخروج من التطبيق لا يعني نهائياً أنه توقف. التطبيق سيظل يعمل في الخلفية ويستنزف موارد الجهاز.
جوجل تعلم هذه المشكلة وتسعى منذ أندرويد 6 وكذلك 7 القادم للحد منها بمزايا مثل Doze
خفايا النظام المساعدة
في أبل إذا وجدت صعوبة في الوصول للزر أو الأيقونة العلوية المس زر الشاشة مرتين “في آي-فون 6 وأحدث” وستنزل الشاشة لك. إذا كنت تتصفح مقال أو موقع ووصلت لنهايته وتريد الذهاب إلى أعلى فقط المس الساعة. إذا وصلت رسالة بها رقم ستجده قابل للضغط ليتم الاتصال مباشرة، وإذا كان تاريخ أو توقيت فتجد النظام يقترح عليك أن تضيفه في مواعيدك. وإذا وصلك إيميل به رقم ثم اتصل بك هذا الرقم ولم تكن قد سجلته فالنظام يظهره لك “في iOS 9 يتطلب تفعيل من الإعدادات”. عندما أريد ترك جهازي مع طفل أقوم بتشغيل الوصول الموجه التي تعود لـ 4 سنوات مضت. هذه المزايا الصغيرة للغاية في iOS يوجد العشرات منها وربما المئات. إذا نظرت لكل ميزة على حدى ستجدها بسيطة وربما تافهة. هذا بسبب أننا تعودنا عليها وأصبحت من المسلمات لدينا وليست مزايا نتذكرها عند الحديث عن iOS. عندما جربت الأندرويد شعرت أن هناك شيء خطأ، لماذا عندما المس الساعة لا تعود الصفحة لأعلى؟!! لماذا لا يظهر النظام كذا وكذا؟!
الإشعارات
هل تصدق أن الإشعارات تعد من نقاط قوة iOS عن الأندرويد؟! في البداية نوضح كيف تعمل الإشعارات، ولنضرب المثال بنحن في زامن مثلاً عند إرسال إشعار فإننا نرسله إلى أبل نخبرهم أن جهاز كذا أرسلوا له إشعار كذا. ولأن أبل تسيطر على أجهزتها بالكامل فإنها تدير المنظومة بشكل سريع للغاية. أما في الأندرويد فتواجه الكثير من الشركات مشكلة في تأخر الإشعارات، فيرو الحل في أن يتولوا هم إرسال الإشعارات مباشرة للأجهزة. لكن هذا يتطلب أن يكون هناك عملية أو جزء من التطبيق service” يعمل بشكل دائم في الخلفية ليدير عملية استقبال الإشعارات، تخيل الآن ماذا يحدث إن قمت بتحميل تطبيقات حماية تقوم بإغلاق كل ما يعمل في الخلفية وكل الـ “service” لكل التطبيقات بشكل نهائي؟! كيف ستصل الإشعارات؟!
عندما استخدمت الأندرويد عانيت من الأشعارات فلأول مرة أجد بعض التطبيقات تتأخر في وصول إشعار منها. بالطبع لا أتحدث عن تطبيقات عملاقة مثل فيسبوك مثلاً لكن بشكل عام فالإشعارات ليست بنفس السرعة لكل التطبيقات، تعمل جيداً لبعضها، يتأخر البعض الآخر، ولا يصل من الأساس في بعض التطبيقات. وتستطيع إضافة أنه لا يظهر أيقونة توضح أن تطبيق كذا يوجد به إشعارات لم أراها.
وبالمناسبة عانيت أيضاً لأنني لا استطيع التفاعل مع الإشعارات مباشرة من قفل الشاشة لكن جوجل ذكرت أن التفاعل مع الإشعارات سيكون ضمن مزايا أندرويد N الذي سيصدر نهاية العام الجاري.
الحرية المطلقة
ذكرت الحرية في النظام ضمن المزايا الرائعة في الأندرويد، لكن الشيء الذي يكون بلا قيود يصبح عيباً. جوجل ترى أن كل عميل عليه أن يتحمل مسئولية نفسه. لكن دعنا نتحدث بصراحة. كم نسبة الأشخاص الذين تعرفهم سواء مستخدمي iOS أو أندرويد أو ويندوز فون أو حتى بلاك بيري هم خبراء في استخدام الهواتف الذكية؟ يعلمون أن استهلاك البطارية سيكون من تطبيقات كذا وكذا ويتحكمون في هذا الأمر، تطبيق كذا من مطور مجهول ربما يسرق بياناتك، الخ الخ؟!!! أكاد أجزم أن 80 أو 90% من مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم يعتمدون عليها في كهاتف تقليدي مع مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الألعاب. لا يعلمون خبايا النظام. بل أظن مثلاً أن نصف من يقرأون هذا المقال لم يجربوا ميزة الوصول الموجه ولا يتذكرونها عند ترك أجهزتهم مع الأطفال. لذا إن نظرنا من أعلى فسنجد أن حرية جوجل المطلقة ستعجب القلة المحترفة. أما الغالبية فسوف يخسرون البيانات وتستنزف طاقة أجهزتهم وهم لا يعلمون. والعكس في أبل هناك قطاع يتضرر من قيود أبل لكن هذا القطاع لديه خيار وهو الجيلبريك أما الأغلبية فهم في أمان.
بالنسبة لي أرى أن نظام مغلق مع توفير خيار كسر هذا الإنغلاق “الجيلبريك” أفضل من نظام مفتوح حر ولا تعلم كيف تغلقه إن أردت.
تعليق آخير
عندما جربت الأندرويد في 2012 لأول مرة شعرت أنه نظام عتيق لا يمكن الاعتماد عليه من الأساس. لكن تجربتي في 2016 اختلفت تماماً، حققت جوجل قفزات واسعة في تصميم النظام وأداء التطبيقات وفي أندرويد N تستمر في هذه القفزات. إذا قلنا أن جوجل تحسنت بنسبة 500% سنجد أن أبل في نفس الفترة تحسنت 200% فقط. بالنسبة لي قراري النهائي هو أن iOS لا يزال الأفضل لي وبالنظر لأندرويد N فأستطيع القول أن قراري لن يتغير لعام أو عامين. لكن إذا واصلت أبل نموها البطيء في iOS 10 المتوقع الكشف عنه بعد أقل من شهر فهنا توقع أنه بعد عامين سيبدأ الأمر في التغير.