بشكل سنوي أتابع الكثير من المؤتمرات التي تعقد في عالم الأجهزة الذكية سواء مؤتمرات أبل لطبيعة عملي أو مؤتمري سامسونج للكشف عن الهاتفين S و نوت وكذلك مؤتمري جوجل للكشف عن الأندرويد ثم النيكسس وغيرها من المؤتمرات. وبالأمس عقد سامسونج مؤتمرها للكشف عن نوت 7 وأثناء مشاهدة المؤتمر القصير “نصف ساعة تقريباً” لكنني شعرت بالملل بالرغم من سرعة العرض وتجنب سامسونج للتكرار و للحديث المرسل والتركيز على المزايا فقط. فما السبب؟
للوهلة الأولى عندما بدأت الشعور بالملل ظننت أن السر هو أن الهاتف سيء. لكنني تذكرت أمر هام وهو أنني شعرت بملل مماثل في مؤتمرات أبل السابقة وهو ما جعلني أمسك القلم وابدأ في تذكر المؤتمرات وما كشف فيه وهنا بدأت الصورة تتضح نسبياً لي.
1
في الفترة ما بين 2007 إلى 2010 كانت بداية الهواتف الذكية وانطلاقها وسعي كل شركة لتقديم مفهومها الخاص.
2
في الفترة ما بين 2010 إلى 2012 كانت ثورة الشاشات وظهور مفهوم الريتنا من أبل ثم منافسيها من سامسونج وغيرها.
3
في الفترة ما بين 2012 إلى منتصف 2015 اهتمت الشركات بالمساعد الشخصي فوجدنا سيري من أبل و جوجل ناو وكذلك تقنيات مماثلة من مايكروسوفت وسامسونج. ثم بداية مفهوم البصمة بشكلها الحالي مع الآي فون 5s نهاية 2014.
لكن ماذا بعد؟ في العام الماضي والعام الجاري؟ ماذا قدمت الشركات؟ دعونا هنا نتحدث بشكل مجمل ويمكنك وضع اسم الشركة التي تريدها وسيكون هذا ملخص مؤتمرها.
في أي مؤتمر ستجد الشركة تحدثك كالتالي:
الأجيال السابقة من الهاتف حققت مبيعات رائعة… كاميرا هاتفنا السابق كانت رائعة قمنا بتطويرها لتصبح أفضل (أو نقلها إن كان هاتف موازي وليس جيل جديد مثال 6s و SE وكذلك S7 و نوت 7)… تصميم هاتفنا السابق حقق إعجاب الملايين لذا قمنا بالحفاظ عليه في الجهاز ( مثل 6 و 6s وكذلك 5s و SE وحتى S6 و S7) وفي أحيان أخرى تقول الشركة أنها قررت إجراء تعديلات طفيفة (نوت 5 و نوت 7)… أصبح هاتفنا مضاد للمياه… نريد أن نجعل مشتري الهاتف يحصل على أفضل تجربة ألعاب لذا طورنا محرك الرسوميات GPU. هاتفنا أصبح الآن يشحن 50% أو 60% أو 80% في نصف ساعة (كل شركات العالم عدا أبل متأخرة في هذا المجال).
ثم تنتقل الشركة للحديث عن النظام لتجد الشركات تذكر التالي:
قمنا تطوير منظومة الأمان لجعل هواتفنا أعلى أماناً… قررنا توفير سحابة لمزامنة وحفظ الملفات الهاتف ( أبل ثم جوجل وبالأمس فعلتها سامسونج). عندما يقوم مستخدم بفتح الكاميرا في تطبيق فهنا فقط يحصل التطبيق على إذن الكاميرا (أبل في 2010 وجوجل في 2015) قررنا فتح أكثر من تطبيق في نفس الوقت (سامسونج 2013 ثم أبل 2015 وجوجل 2016) الخ الخ الخ
أصبحت كل مؤتمرات الشركات مملة ولا جديد. فأنت تبدأ المؤتمر وفي يدك ورقة وتكتب فيها تطوير الكاميرا لتصبح كذا، المعالج أصبح أسرع بنسبة كذا، الخ الخ… يمكنك مراجعة مقالي هذا صباح يوم مؤتمر الآي فون 7 وستجد ما أذكره يتحقق بنسبة تطابق 95% فهل انتهى عصر الإبداع؟
بالأمس في مؤتمر سامسونج ذكر رئيس الشركة في بداية المؤتمر “يقولون أن الإبداع انتهى من الهواتف الذكية لكن هذا غير صحيح، لذا نعلن عن حساس قزحية العين”. تأمين الهاتف ببصمة العين أمر رائع ومثل أفلام الخيال العلمي ميزة رائعة لكن لم يصفق لها الجمهور حتى بنسبة نسبة التصفق عندما سخروا من أبل وذكروا أنهم يوفرون ميزة منفذ الصوت، هذا لأن الجمهور يعلم أنها ميزة لكنها لا تمثل نقل، فمثلاً لا يمكن مقارنة أثرها المتوقع بما حدث مع عصر المساعد الشخصي؟ هل يمثل اللمس ثلاثي الأبعاد تطوراً ينافس الشاشات فائقة الجودة كما حدث في فترة قبل وبعد الريتنا؟ هذه تعد أمور رائعة ومفيدة لكنها ليست “الإبداع”.
الخلاصة
لا نهدف في هذا المقال لذكر معلومات جديدة لكنني نريد التفكير سوياً في هذا الأمر، هل انتهى عصر الإبداع في الهواتف وأصبح التنافس الآن هو تطوير تقنيات فقط؟ ألا يمكن أن نرى أمور جديدة تغير مفهوم الهواتف مثلما حدث مع متاجر البرامج ثم الشاشات فائقة الجودة ثم البصمة ثم المعالجات 64Bit؟! هناك أمور جديدة كل عام لكن لا نرى نقلات تقنية، فقط مجرد أمور جديدة… ننتظر رأيكم.