كثيراً ما تأتينا تعليقات على موقع (آي-فون إسلام) مفادها “لماذا هذا التعصب والتحيز لآبل؟ ولماذا العنصرية ضد آندرويد وسامسونج؟ أنتم لا تتحدثون إلا عن آبل، أنتم موقع منحاز لآبل جداً وأنا أملك آندرويد وأحبه”. لذا أردت الرد على جميع هذه الأسئلة في مقال لربما أشبع فضول السائلين.
أهلاً بك في عالم التكنولوجيا
منذ نشأة التكنولوجيا وهي تعتمد على اختلاف الآراء وإلا لكانت سيطرت شركة واحدة على السوق، أو لكانت كل الشركات قامت بصنع أشياء متشابهة ولكن هكذا هو المجتمع التقني يعتمد على التنوع ولذا لابد أن يكون لكل منا رأيه الخاص وهذا الرأي ينعكس على أشياء عديدة مثل اختياراتي للأجهزة التي أستخدمها وأيضاً طريقة كتابتي للمقالات إن عملت في الصحافة التكنولوجية… هذا الشغف بالتكنولوجيا هو المؤدي إلى مقالات جيدة فتخيل أخي أني شغوف بأجهزة آبل و أستخدم أجهزة آبل فقط لكن حاولت كتابة الكثير من المقالات عن مديح آندرويد، ترى هل ستستمتع بالمحتوى الذي أكتبه؟ أنا أشك في ذلك لأنه لن يكون بالجودة الكافية لذا نحاول الحكم على آندرويد وكتابة المقالات عنه بشكل محدود ومن وجهة نظرنا الاحترافية وبعض تجاربنا دون الخوض في العمق أو الإكثار مع محاولة التركيز على أجهزة آبل والتي نتخصص في أنظمتها بشكل كبير.
هكذا هي الصحافة التكنولوجية
دعنا نصحح مفهوم الحيادية في التكنولوجيا. مواقع الصحافة التكنولوجية تنقسم إلى نوعين، أولهما الإخباري فقط وهو موقع ينقل أخباراً مجردة دون أي نقاش أو تحليل. أما النوع الثاني فهو الذي يقوم بنشر التحليلات والكتابات المختلفة بجانب الأخبار وهذا هو النوع الذي ينتمي له موقع آي-فون إسلام، وفي هذا النوع لن تجد أبداً موقعاً “حيادياً” ويمدح ويذم هذا وذاك بنفس القدر. لأن الفكرة في هذا العمل وجود طريقة تفكير ورأي مختلف لكل كاتب وهذا ما يعطي لكتاباتهم رونقها ومتعة قراءة كل رأي مميز، وعندما تقرأ مقالي فأنت تقرأ وجهة نظري التي ربما تشاركني فيها أو لا.
ماذا عن المواقع التي تكتب عن كل شيء؟
في بعض المواقع المتخصصة بالتكنولوجيا كما The Verge المتحدث بالانجليزية على سبيل المثال تجد العديد من المقالات عن كل شيء تقريباً. مقالات عن آبل وجوجل وسامسونج وتجد الكثير منها يطرح آراء معاكسة لبعضها فكيف هذا؟ حسناً… إن نظرت جيداً ستجد أن كل كاتب في ذاك الموقع له رأي خاص به ويعمل كل كاتب بطريقته الخاصة ولأنه موقع عام وليس متخصصاً مثل آي-فون إسلام فلديهم كتاب يحبون الويندوز وآخرون مع الماك. أيضاً كتاب مع الآي-فون وآخرون مع آندرويد وهكذا دواليك. ولا يخرج كل كاتب منهم عن قناعته الشخصية، أما بالنسبة لموقع مختص واسمه “آي-فون إسلام” نشأ مع نشأة آبل ويقع تحت شركة تقوم بتطوير تطبيقات للآي-فون فمن الواضح أنه ليس لدينا كتّاب من محبي الأندرويد.
الحيادية للصحافة الإخبارية
أقصد هنا الصحافة التي نطالعها في الجرائد والتلفاز والتي تقوم بنقل أخبار ومشاكل العالم سواء في السياسة أو الاقتصاد إلى آخره، لأنك لا تريد أن تغرد جميع تلك القنوات الإخبارية في سرب واحد بل تريد عرض العديد الآراء جميعاً وتريد أخبار صافية، ولكن تخيل أخي أن تدخل إلى موقع آي-فون إسلام فتجد مقالاً يقول إن الآي-فون 8 جيد ولكن ربما يحب البعض شراء جالاكسي S8، وأيضاً معالج الآي-فون رائع وقد تغلب على الجميع ولكن.. معالجات سناب دراجون في جالاكسي ليست سيئة أيضاً ولن تمنع شراء الهاتف. هذا هو سرد محض للوقائع. أليس مملاً؟
معنى التخصص
نظل مراراً نقول أننا موقع متخصص في آبل، فهل يعني ذلك أننا موقع متخصص في “مديح” آبل؟ لا فهذا ليس صحيحاً. سوف تجد مقالات المديح للأشياء الجيدة كما ستجد مقالات الانتقاد لما يحتاج النقد مثل هل يتفوق المنافسون على آبل في التصميم؟ وما شابه من المقالات فتخصصنا في مجال أجهزة آبل يعني الحديث عن شؤون آبل مهما كانت لتحضير محتوى يليق بمتابعيها.
هل نعلن لآبل؟
هذا هو آخر سؤال أجيب عنه. هل تعلنون لآبل؟ لماذا تعلنون لآبل؟ وتأتي هذه التعليقات عندما نقوم بالتحدث عن مزايا الأنظمة أو الأجهزة الجديدة أو توضيح محاسنها ولكن هكذا يا صديقي هو كيف تصف المزايا والتحديثات. كيف تريدنا أن نصف المزايا أو نوضح تجاربنا وآرائنا بطريقة مختلفة؟ العبرة أن آبل لا تدفع لنا ولا لغيرنا ومن غير المعقول أن نقوم بالاعلان لهم مجاناً 😀.
نحن نحب آبل وأنظمة آبل ونظن أنها الأفضل في السوق، هذه وجهة نظرنا، لا نقبض مال من آبل ولا حتى تشكرنا على ما نقوم به، ولا تدعونا للمؤتمرات ولا تقدم لنا أجهزة، فكل من نفعله من أجل آبل هو بدافع الحب للتقنية التي تم تنفيذها بشكل جيد. وإذا ظهرت تقنية أفضل من تقنيات آبل وأجهزة أفضل من أجهزة آبل نحن نرحب بالتغير، لكن حتى الان لا يوجد إلا أندرويد ونظامه الأخير البسكوتة (أوريو).