في الأيام الأخيرة وخصوصاً بعد مقال دليلك لشراء الماك بوك في 2017 تلقيت عدة رسائل من متابعين تتعلق بالانتقال للماك وأيضاً تحدث معي عدد من الأقارب والأصدقاء عن نفس الموضوع وقد ذكرتني تجاربهم المتنوعة بتجربة انتقالي الخاصة والتي أردت أن أشاركها معكم على آي-فون إسلام.
لم أنتقل من الويندوز مباشرة
ربما تجد أغلب المنتقلين للماك هم من مستخدمي ويندوز ولكن الحال مختلف معي فقد مللت من الويندوز مبكراً وقمت بشراء كروم بوك (Chromebook) ولمن لا يعرف الجهاز فنظامه مقدم من جوجل ومبني على نظام المتصفح كروم فأغلب التطبيقات يتم فتحها في متصفح كروم القادر على تشغيل كل شيء من ملفات الفيديو إلى ال PDF وما شابه وقد اندمجت تماماً في الحياة على الانترنت حيث كان الجهاز معتمداً على الانترنت بشكل كبير عندما اشتريته، وبالطبع لم يكن الجهاز متصفحاً فقط فقد كان فيه العديد من التطبيقات للقيام بالمهام الأساسية وقمت بتنزيل المزيد من التطبيقات من على متجر Chrome. أما أفضل جزء هنا أن الجهاز أعطاني تجربة مستخدم أكثر سلاسة وجمالاً من الويندوز (بالنسبة لي) وكلفني فقط 200 دولار، أما مشكلتي الوحيدة معه أنه لم يكن متوفراً بلوحة مفاتيح عربية لذا كنت أكتب مقالات آي-فون إسلام باستخدام ذاكرتي للوحة المفاتيح 😀.
وأتى وقت الماك
كان جهاز كروم بوك جيداً ولكن لم يعد يكفيني كجهاز رئيسي فأنا بحاجة إلى برنامج XCode للبدء في تطوير التطبيقات وبرامج تعديل الصور والفيديو المتقدمة، كما أني بدأت أنزلق أكثر وأكثر في منظومة آبل فمع الآي-فون والآي-باد سيكون من الرائع مشاركة ملفاتي مع الحاسب باستخدام iCloud وفتح نفس النوافذ باستخدام متصفح سفاري. لم يكن اختيار الماك صعباً صراحة لأني لم يكن لدي الكثير من الاختيارات. إما الماك بوك برو وقدراته العالية وإما الماك بوك آير الذي لا يحتوي على شاشة ريتنا فاخترت إصدار برو بسهولة. إصدار سنة 2015 (هي سنة شرائي) مع معالج Core i5 2.7 Ghz وذاكرة تخزين عشوائي 8 جيجابايت. لم يتوفر متجر آبل الرسمي في دولة الإمارات العربية آنذاك لذا اشتريته من متجر محلي في إمارة الشارقة وتأكدت أن لوحة المفاتيح مطبوع عليها باللغة العربية.
قمت بتثبيت الويندوز
أحد أول الأشياء التي قمت بفعلها عند الحصول على الماك (مفاجأة… 🥁) تنزيل الويندوز وقد كان هذا سهلاً للصراحة باستخدام أداة Bootcamp التي توفرها آبل. أنا لم أقم بتنزيله لأني أحبه ولكن اعتقدت أني قد أحتاجه فأنا جديد في عالم الماك ولا أعرف ما التطبيقات الموجودة وما تلك التي قد أحتاجها، وربما أستطيع لعب بعض الألعاب أيضاً.
وحاولت اللعب على الماك
وجدت كل برامج العمل التي أحتاجها وأكثر على نظام الماك وبشكل مريح ورائع ولكن ماذا عن الألعاب؟ حصلت على برنامج Steam وقمت بتنزيل عدة ألعاب على الويندوز ولكن قليلاً منها ما أشبع رغبتي… حيث أن ماك ليس معداً للألعاب وكانت بعض الألعاب تعمل جيداً و ألعاب أخرى على إعدادات رسوم قليلة وبعضها الآخر غير قابل للعب لذا قررت الاستغناء عن هذه الألعاب والعودة لجهاز XBox الحبيب.
ثم أزلت الويندوز
اكتشفت بعد عدة أيام أن الويندوز لم يعد مهما بالنسبة لي، فقد توقفت عن محاولات اللعب على الماك ولم يكن الويندوز ذو فائدة تذكر، ناهيك عن استهلاكه جزءاً كبيراً من مساحة الجهاز وحاجته لاتصال كهرباء شبه دائم فقد كنت أحصل على عشر ساعات من الاستخدام على البطارية مع نظام الماك أما عند تشغيل الويندوز فلا يتخطى الوقت ساعة ونصف أو ساعتين. فقمت بإزالته للأبد وبدون رجعة.
رحلة تغيير الخدمات
كما ذكرت مسبقاً فقد كنت أستخدم جهازاً من جوجل قبل الماك لذا كان لدي اعتماد كبير على خدمات جوجل السحابية وفي قلبها Google Drive للتخزين السحابي ولكن مع الماك كان يجب تغيير الأولويات فقد قمت بتحويل استخدامي الرئيسي لخدمة iCloud وعندما أصدرت آبل خدمة تخزين الملفات في السحاب لتقليل استخدام الذاكرة قمت بشراء سعة تخزينية إضافية ولم أعد أقلق على توافر المساحة مع أن جهازي يحتوي على 128 جيجابايت من الذاكرة التخزينية.
أداءٌ أعلى من المتوقع
مثل الكثير ممن يشترون الماك عند الانتقال من جهاز آخر كان لدي بعض المخاوف، هل أشتري إصدار i5 أم i7؟ هل أشتري 8 جيجابايت من الذاكرة العشوائية أم 16، هل ستكفيني هذه المواصفات عدة سنين؟ وما إلى ذلك من الأسئلة ولكن بعد استخدام الماك عرفت أن هذه القواعد لا تنطبق عليه فمع تصميم آبل للنظام والعتاد معاً واختيارها للأجزاء ونظام MacOS وجدت أن معالجة المهام اليومية ومهام العمل وأي شيء أفعله عليه يتم بسرعة كبيرة ولا أشعر بأي تأخير أو تجمد أو ما شابه. الرام لا يمتلئ أبداً لوجود نظام ذكي لإدارته. البرامج القوية جميعاً تعمل معي بكل سلاسة وها قد شارفت على إتمام ثلاث سنين منذ تاريخ الشراء وأشعر أن الجهاز لا يزال جديداً، وبالطبع لم أحتج القيام بمسح البيانات أو عمل استعادة للمصنع أبداً.
تجربة شديدة السهولة
سمعت الكثير عن “صعوبة” استخدام الماك وتعقيده وما إلى ذلك من قصص تشابه تلك التي تروى للأطفال لتخويفهم من شيء معين ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.
حيث أني وجدت راحة في الاستخدام وسهولة شديدة حيث أن كل شيء واضح، كل الأزرار لديها عمل واضح ولا يوجد الكثير من الخيارات المعقدة أو الإعدادات غير المفهومة. لا مزيد من البحث في “لوحة التحكم” أو “Control Panel” بعد الآن.
سهولة مسح البرامج
أحد ذكرياتي السيئة مع ويندوز تتمثل في مسح البرامج، حيث أذهب للوحة التحكم ثم البرامج المثبتة وأحاول إيجاد البرنامج ثم القيام بإلغاء تثبيته وتختلف الإجراءات حسب كل برنامج وقد يفشل أحياناً. كما كان أحياناً يحدث شيء غريب هو بعد انتهاء إزالة التثبيت يمنعني ويندوز من مسح برامج أخرى ويطالبني بإعادة التشغيل. أما مع الماك فكل ما علي فعلة هو جر البرنامج مهما كان لسلة المحذوفات ويقوم الماك بالتكفل بالباقي. أصبح لدي وقت أكثر للقيام بشيء مفيد.
TimeMachine
أخيراً وليس آخراً أود الحديث عن تجربة آلة الزمن من آبل والتي كانت أحد أبرز الأشياء التي أبهرتني في الماك والتي لا يتحدث عنها الكثير رغم فاعليتها. الأداة تعمل كما يوحي الاسم فتقوم باختيار جهاز Time Capsule من آبل إن كنت قد اشتريته أو تقوم باختيار جهاز تخزين خارجي (هارد ديسك) لتقوم بعمل النسخ الاحتياطية عليه وبعدها يقوم الماك بعمل نسخ دورية للملفات مع حفظ تاريخ النسخ. لنقل أني أريد ملفاً أو برنامجاً كنت أمتلكه منذ سنة وأسبوعين وقد مسحته الآن فأعود بالزمن مدة سنة وأسبوعين و أسحب ذاك الملف فقط إلى سطح المكتب لدي. رائع أليس كذلك؟
تنويه: بالطبع يحتوي الويندوز على نظام لعمل نسخ احتياطية ولكن لا أعرف إن كانت نسخاً للنظام بأكمله أو أنها تسمح بالدخول للمجلدات القديمة واستعادة الملفات والبرامج من تاريخ معين، ولكن يعاب على الويندوز أن الخاصية لم تكن بسيطة بحيث أكشتفها بسهولة. أما الأكيد أنه ليس بنفس جودة أو سهولة نظام آلة الزمن.